الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

شكرا صلاح.. وعدت فصنعت المجد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"جئت إلى هنا للفوز بالألقاب، أستطيع أن أقول للجماهير إننا نعمل 100% في محاولة للفوز بشيء للنادي" بهذه الكلمات المختصرة أعطى الشاب المصري محمد صلاح صاحب الـ٢٤ عاما آنذاك خلال مؤتمر تقديمه لاعبا في صفوف ليفربول، إشارة جادة لما يطمح له ابن قرية نجريج في تحقيقه، وربما لم يدرك وقتها أكثر الحضور من الصحفيين أن ما أطلقه صلاح من تصريح لم يكن مجرد خيال لشاب في مقتبل العمر ربما ضرب من المحال صعب تحقيقه في ظل ظروف فريق في بداية تكوين عناصره من اللاعبين المغمورين وأولهم "صلاح"، ولكنه أراد بذلك صنع حقيقة يمكن رؤيتها على أرض الواقع بفضل عزيمة وإصرار الفرعون المصري الذي اكتسب ثقته من داخله وأبى الا يحفر اسمه بحروف من ذهب مع العظماء.
صلاح أثبت خلال ٣ مواسم قضاها حتى الأن مع فريقه الإنجليزي أنه يمكن تحقيق المستحيل وتحويل الخيال إلى واقع ملموس للجميع ربما لا يتوقعه أكثر المتفائلين في كرة القدم وخاصة وأن اللاعب المصري لايصل طموحه لأكثر من الاحتراف في إحدى الدوريات الأوروبية وبمجرد وصوله للاحتراف هناك يكتفي فقط بالتمثيل المشرف دون تحقيق بطولة تذكر له خلال تاريخه والنماذج كثيرة، وهذا خلاف ما وصل له الفرعون المصري والذي حقق دوري ابطال أوروبا البطولة الأعظم على الإطلاق بعد كأس العالم وكذلك بطولة العالم للأندية والسوبر الأوروبي بالإضافة للإنجاز الفردي الذي حققه من خلال حصوله على لقب هداف الدوري الإنجليزي لموسمين متتالين، ومؤخرا أكمل سلسلة الإنجازات بالتتويج ب"البريميرليج" اللقب الأغلى  لجمهور ليفربول الذي استعصى على أجيال مثلت ليفربول على مدى ٣ عقود.
ولعل من أبرز الإنجازات التي تحسب لـ"صلاح" دخوله القائمة المختصرة لجائزة أفضل لاعب في أوروبا والعالم مع اثنين من أفضل لاعبين في تاريخ اللعبة وهما ميسي ورونالدو ولولا التصويت الذي خذله لأكمل سلسلة الإنجازات التي حققها ليصبح أفضل لاعب في العالم أو أوروبا.
صلاح نموذج وقدوة يحتذى بها في كيفية تحويل الحلم لحقيقة يراها الجميع في الوقت الذي يعجز العقل البشري عن تصديق حدوث ذلك، فلا مجال للأعذار إذا أردت أن تحقق الحلم فما عليك سوى أن تجتهد وتصدق نفسك وستساعدك الظروف والأقدار في تخطي العقبات التي تواجهك وهذا ما نجح فيه الملك المصري، وخلد اسمه بذلك في كتاب الأساطير المصرية وأثبت بما لا يدع مجال للشك أن مصر دائما وأبدأ ولادة بالعباقرة والعظماء. 
وعلى شبابنا ألا يكتفي فقط بمشاهدة نموذج مشرف مثل صلاح والانبهار به، بل عليه دراسة تلك الشخصية الطموحة القتالية ومحاولة الاقتداء به في عزيمته وإصراره الدائم على النجاح والوصول للهدف المستحيل، وذلك في كافة مناحي الحياة ليس فقط في كرة القدم، فشبابنا في حاجة ماسة لتصديق أن الحلم يمكن تحقيقه بشئ من الإرادة والطموح.
شكرا محمد صلاح، فقد وعدت برفع اسم مصر عاليا وأوفيت وصنعت المجد لأبناء شعبك وكنت خير سفير لبلدك.