الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

سيدة تونس الأولى.. عبير موسى

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بينما يؤثر البعض السلامة من إرهاب جماعة الإخوان الفاشية، تقف امرأة بكل ما أوتيت من شجاعة تسجل موقفا جديدا للتاريخ، عازمة على استعادة تونس المختطفة، إلى شعبها.
أبت أن ترى الحضارة التونسية الممتدة لآلاف السنين كجزء أصيل من الحضارة الإنسانية، منتهكة بفعل وجود جماعة لا تقيم للأوطان وزنا ولا تعرف إلا الخيانة وسيلة للقفز على السلطة والتحكم فى مصائر الشعوب وتقديم البلاد قربانا لأى محتل، طالما ضمن لهم النفوذ والولاية.
إنها النائبة التونسية عبير موسى التى بدأت مشروعا جديدا بنضالها مع كل الأحرار فى تونس الشقيقة، فصارت كابوسا يؤرق حركة النهضة وزعيمها راشد الغنوشي، ويقض مضاجع التنظيم الدولى لجماعة الإخوان حول العالم.
المرأة التى ولدت فى منتصف سبعينيات القرن الماضى لأب يعمل فى جهاز الأمن القومي، والمحامية التى تقلدت منصب الأمين العام للجمعية التونسية لضحايا الإرهاب، تعرف أكثر من غيرها خطورة هذه الجماعة الفاشية على الأوطان، حتى وإن لبست تلك الجماعة ثوب الحمل أمام المجتمع وتظاهرت بالمدنية واعتماد الديمقراطية طريقا للحكم.
عبير موسى التى تواجه الجماعة الإرهابية بكل بسالة اليوم واجهت قبل سنوات بنفس حماسها وفطرتها تقنين الشذوذ الجنسى فى بلادها، فاعتبرها المثليون العدو الأول لهم، حتى أن المنظمة غير الحكومية للدفاع عن المثليين من أجل المساواة فى الميول الجنسية بتونس، دعت إلى فرض حظر على عبير موسى إثر خطابها المعادى للمثليين، والذى طالبت فيه بالسجن لبعض المثليين جنسيا وتقويمهم طبيا ونفسيا.
نفس التهديدات بالملاحقة والتضييق بل والتهديد بالقتل تلقتها عبير موسى مرتين، مرة خلال مواجهتها للمثليين، والمرة الثانية أثناء معركتها ضد حركة النهضة.
التهديد بقتل عبير موسى جاء فى المرة الثانية مباشرة بعد رفضها منصب رئيس الحكومة مقابل السكوت عن فضح سياسات الحركة وتبعيتها للتنظيم الدولى لجماعة الإخوان، وغض الطرف عن مؤامرة توريط تونس فى مستنقع دعم الاحتلال التركى للأراضى الليبية تحت مزاعم مساندة الحكومة الشرعية برئاسة فايز السراج.
رفضت عبير موسى كل الإغراءات واختارت "تونس" الوطن والهوية، وواصلت طريقها بقناعة تامة بأن حركة النهضة هى الخطر الأكبر الذى يواجه بلادها كما يواجه كل وطنها العربى الكبير.
ولأنها تعلم أن الشعوب لا تتعلم بالنصح، كما الأوطان لا تبنى بالأمنيات، بدأت رئيسة كتلة الحزب الدستورى الحر فى البرلمان التونسى نضالها مبكرا ضد فاشية الإخوان، بعد أن تحدت الجميع فى ٢٠١١ واتهمت القيادات التاريخية وقتها فى الحزب الحاكم والأحزاب الرئيسية بالتواطؤ مع الإخوان رافضة الانضمام إلى كل من تحالفوا مع تيار الإسلام السياسي.
وواصلت طريقها بفضح زيارة الغنوشى لتركيا قبل شهور، وأجبرته على الاعتراف مرارا بأنها كانت زيارة شخصية وليست بوصفه رئيسا للبرلمان التونسي، ومازالت تناضل من أجل تصنيف الإخوان كحركة إرهابية.
نجحت عبير موسى فى أن تصبح زعيمة سياسية، فجمعت حولها الشباب والشيوخ على حد سواء، وعادت التيارات والأحزاب السياسية لدعمها والوقوف خلفها بعد سنوات من الخوف، فلم تعد تقف وحدها ضد التيار ولم يعد يجدى معها رسائل التهديد بالاغتيال التى يلقى بها بين الحين والآخر أذناب حركة النهضة وعدد من التنظيمات الإرهابية التابعة لها حول العالم.
‏إنها حقا سيدة تونس الأولى التى انضمت بجدارة كـ"حبة لؤلؤ" إلى عقد المناضلات العربيات فى العصر الحديث الذى يضم الجزائرية جميلة بوحيرد، والفلسطينية ليلى خالد، واللبنانية سناء محيدلي، والمصريات هدى شعراوى وأمينة شفيق وشاهندة مقلد إلى جانب عشرات اللآلئ التى تنير حياتنا.