الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

محطات في حياة محمود على البنا أحد أساطير تلاوة القرآن

محمود على البنا
محمود على البنا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في مثل هذا اليوم 20 يوليو 1985 توفي الشيخ محمود على البنا، وهو أحد مشاهير قراء القرآن في مصر، وواحد من أساطير التلاوة في مصر، عاش نصف قرن من حياته مع القرآن الكريم، فشكل القرآن شخصيته وأكسبه القيم والأخلاق.
ذاعت شهرة البنا بعد التحاقه بالإذاعة، إذ امتدت إلى العالم العربي والإسلامي، فاحتل باجتهاده مكانته بين عمالقة التلاوة وهو أصغرهم عمرًا، ونال عن أدائه المتفرد كثيرًا من الجوائز والأوسمة وشهادات التقدير في مصر، وكذلك في دول عربية وإسلامية سجل بها المصحف مرتلا ومجودا بالكامل.
وكانت نشأة الشيخ محمود على البنا منذ مولده في 17 ديسمبر عام 1926، في قرية "شبرا باص" - مركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية، حيث كان الابن الأول في أسرته، ونذره والده للقرآن منذ مولده، وألحقه بكتاب قريته، وهو في سن الـ5 كي يتعلم كلام الله، وأتم البنا حفظ القرآن كاملًا في عمر 10 سنوات، ثم التحق بعدها بمعهد المنشاوي في مدينة طنطا، ليتعلم علوم الفرقان.
وجاء إلى القاهرة سنة 1946، وعمره 18 عامًا، كي ينال إجازة تجويد القرآن من الأزهر الشريف، إذ عكف على دراسة المقامات الموسيقية والتواشيح مع الشيخ درويش الحريري.
وبعد فوز البنا بالجائزة الأولى في حفظ القرآن ضمن مسابقة جمعية الشبان المسلمين عام 1947، عينه صالح باشا حرب، رئيس المجلس الأعلى للجمعية، قارئًا لها، وعندما استمع إليه كبار مسئولي الإذاعة في إحدى حفلات الجمعية، رشحوه للالتحاق بالإذاعة المصرية في نوفمبر، عام 1948.
وأمام لجنة القراءة اجتاز عدة اختبارات بجدارة، فأجازته اللجنة قارئًا للإذاعة، ليصبح بذلك أصغر قراء الإذاعة المصرية سنًا، وفي أواخر الأربعينيات، عين الشيخ محمود على البنا قارئًا بمسجد الملك، ثم بمسجد الإمام الرفاعي في أواخر الخمسينيات، وبعد ذلك انتقل إلى طنطا للعمل في المسجد الأحمدي قبل أن ينتقل إلى مسجد الإمام الحسين بالقاهرة سنة 1980، حيث مكث حتى وافته المنية.
وجاء أول ظهور للبنا في التلفزيون في مطلع الستينيات، وتحديدًا منتصف شهر أغسطس عام 1960م، متزامنًا مع بداية البث التلفزيوني في مصر، وكانت تلك هي المرة الأولى التي يتعرف فيها جمهوره الإذاعي على هيئته وملامحه، من خلال صورته على الشاشة الصغيرة.
واستطاع البنا أن يتجاوز بشهرته حدود وطنه مصر إلى البلاد العربية والإسلامية والأوروبية، وذلك من خلال بعثات وزارة الأوقاف المصرية، التي كانت ترسل فيها الأئمة والوعاظ والقراء ورجال الدين الإسلامي إلى أنحاء البلاد العربية والإسلامية، والجاليات الإسلامية في البلاد الأجنبية في مشارق الأرض ومغاربها، لإحياء ليالي شهر رمضان سنويًا.
في يوم 7 يوليو 1985، عاد الشيخ البنا من رحلته الأخيرة في العاصمة الإماراتية أبوظبي، بعد انقضاء شهر رمضان، وكان الشيخ في حالة صحية غير مطمئنة، وبدا الإرهاق الشديد عليه، وفقد بعضًا من وزنه، وأصابه بعض الضعف والوهن، وفي حجرته، أخرج الشيخ البنا من حقيبته مظروفًا كبيرًا مطبوع عليه اسم أحد المستشفيات في أبوظبي، وكان بداخله أوراق طبية تكشف عن الحالة الصحية الحرجة التي يمر بها، وانتقل الشيخ محمود على البنا إلى جوار ربه في 20 يوليو 1985م، ودفن جثمانه بمقبرة مسجد قرية "شبرا باص" مسقط رأسه.