الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

احتیال ورشاوى وقمار.. الحياة السرية لخليفة بن حمد شقيق أمير قطر.. كيف اشترى شهاداته من أمريكا دون أن تطأ قدمه أرض الجامعة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في عام ٢٠١١ استقبلت مدينة لوس أنجلوس في ولایة كالیفورنیا الأمریكیة الشیخ الشاب/ خلیفة بن حمد بن خلیفة آل ثاني، الشقیق الأصغر لحاكم دولة قطر، وذلك للدراسة من أجل الحصول على شھادة جامعیة كجزء من تقاليد عائلته الحاكمة في ارتیاد الجامعات الأجنبية.
الشیخ خلیفة المعروف بولعه بالسیارات الریاضیة الفارھة وحیاة البذخ ھو عضو غامض في عائلة تعتبر من أغنى العوائل الملكیة في العالم؛ فھو ابن أمیر قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني من زوجته الشیخة موزة بنت ناصر المسند المعروفة بتقدیم تبرعات سخیة لعدد من الجامعات الأمریكیة مما منحه منزلة ممیزة داخل وخارج الجامعة.
كان من الممكن أن تبقى حیاة الشیخ خلیفة الصاخبة أثناء فترة دراسته طي الكتمان، إلا أن صحيفة لوس أنجلوس تایمز نشرت في تقریر لھا ادعاءات خطیرة تدل على أن شھادتي البكالوریوس والماجستیر اللتین حصل علیھما الشیخ المدلل من جامعة جنوب كالیفورنیا لم تأتیا نتیجة اجتھاده في الدراسة بل بطرق احتیالیة ورشاوى ووسائل غیر مشروعة.
وأفاد تقریر الصحیفة بأن إحدى الشخصیات الثریة قامت بترتیب لقاء خاص بین رئیس الجامعة والشیخة موزة قبل التحاق ابنھا بالجامعة التي خصته بمعاملة تفضیلیة سمحت له بالغیاب عن المحاضرات تحت ذریعة الأمن الشخصي، حتى أنه حصل على شھادة الماجستیر دون أن یضع قدما في حرم الجامعة، مضیفا أن شقیق الأمیر امضى كامل فترة دراسته العلیا في رحلات سیاحیة بین الدول الأوروبیة.
ومنذ اللحظة الاولى التي نزل فیھا آل ثاني من الطائرة، وجد نفسه محاطًا بحاشیة كاملة تنتظر أوامره وتنفذ كل رغباته ونزواته دون استثناء، بحسب التایمز التي أكدت أن حاشیته تضمنت سائقین، رجال أمن، مرشدین، مدربي ریاضة وممرضين، وطباخین بالإضافة إلى مرشد أكاديمي. وفقا لشھادات عدد من الكادر التدریسي الذین أكدوا أيضًا أن طالب الدراسات العلیا والذي عمل كمساعد لمحاضر بالجامعة، جوفینال كورتیس سھل حصول الشیخ على تسھیلات كبیرة للحصول على شھادته العلیا وھو یعمل حاليًا بروفیسور في كلیة أوكسيدنتال في لوس أنجلوس.

مقامر لاس فيجاس
فور وصول الشیخ خلیفة إلى لوس أنجلوس، سارع للانضمام إلى الحاشیة الخاصة له رجل یدعى جوزیف جوریه لیلعب دور المدبر والمربي، فمن ھو جوریه؟
وفقا لتقریر الصحیفة، جوزیف جوریه البالغ من العمر ستین عامًا حصل على عدد من الألقاب الرسمیة في البعثة القطرية لدى الأمم المتحدة في نيويورك من ضمنھا مدیر العلاقات العامة ومنسق السفر. في عام ٢٠١٨ وجھت له ولاية نیویورك تھمة القیام بتقدیم رشوة إلى احد المشرفين في مطار جون كندي لتتمكن قطر من ابقاء طائرتھا الدبلوماسیة في المطار خلال اللیل أثناء انعقاد الجمعیة العامة للأمم المتحدة وھو أمر یخالف قوانین ھذا المطار الدولي.
وكان من ضمن مسؤولیات جوريه، ترتیب وإرسال فواتیر الشیخ إلى الدوحة لدفعھا ولكنھ واجه مشكلة في ھذه العملیة بحسب التایمز. كیف یمكن أن تدفع الحكومة فواتیر بذخ ومقامرة شقیق الحاكم القطري في مدینة القمار لاس فيجاس خاصة وأن القمار محرم دینیا وممنوع في الدولة القطریة الاسلامیة؟ كیف سیبرر جوريه نفقات آل ثاني وورفاقه؟
تقریر لوس أنجلوس تایمز كشف بالتفاصیل الطریقة التي احتال بھا جوريه على الدوحة لتبریر حیاة البذخ الفاحش التي یعیشھا خلیفة عن طریق عقد اتفاق مع شركة بفرلي ھیلز لتأجیر السیارات الفارھة یتم بموجبه تزویر الفواتیر. مثلا، إجازة في لاس فیجاس تستبدل بإجازة في دیزني لاند، مضیفا أن الطرق الاحتیالیة التي استخدمتھا الشركة أثارت حفیظة بعض الموظفین.
ففي دعوى قضائیة رفعت ضد الشركة، وصف مسئول مالي تنفیذي سابق طریقة التعامل مع ملف قطر بغیر القانوني مضیفا أن قلقة تصاعد خلال فترة الثماني سنوات التي أمضاھا مع ھذه الشركة نتیجة ازدیاد عملیات تزویر الوصولات ورفع أسعار النفقات.
وبعد مغادرة الشیخ خلیفة آل ثاني الولایات المتحدة لیعود إلى الدوحة جف تدفق الأموال مما أدى إلى غلق شركة بفرلي ھلز لتأجیر السیارات.
ھذا وفي مكالمة ھاتفیة قصیرة، رفض جوزیف جوریه الإجابة على تساؤلات التایمز بحسب الصحیفة التي ذكرت أن قطر وبتعلیمات من والدة الأمیر، الشیخة موزة، تبرعت لعدد من الجامعات الأمریكیة بأكثر من ملیار دولار مما یجعل الدوحة أكبر ممول اجنبي للتعلیم العالي في الولایات المتحدة.
یذكر أن وزارة التعلیم الأمریكیة أعلنت عن فتح تحقیق بشأن الأموال الطائلة التي قدمتھا دولة قطر للجامعات الأمریكیة فیما وجھت وزارة العدل التھم إلى مجموعة من الشخصیات للعبھم دورا في فضیحة الرشاوى القطریة لمسؤولین في الفیفا لاستضافة دورة كأس العالم لكرة القدم عام ٢٠٢٢.
وتستمر قطر بمواجھة اتھامات جدیة حول القیام بعملیات إجرامیة دولیة داخل وخارج الولایات المتحدة وكانت آخرھا شكوى قانونیة قدمت إلى المحكمة الاتحادیة بدایة الشھر الجاري، تكشف النقاب عن أدلة دامغة تثبت ضلوع النظام القطري بنشاط إلكتروني إجرامي منظم یھدف إلى إسكات الأصوات الأمریكیة البارزة المنتقدة لحكم آل ثاني.
ھذا وادعت الشكوى التي قدمھا الرأسمالي الاستثماري والرئیس السابق للجنة المالیة في الحزب الجمھوري، الیوت برویدي، أن قطر وظفت قراصنة أخصائین مدربین تدریبا عالیا من قبل المجتمع المخابراتي الأمریكي لاختراق ومراقبة وإسكات كل الأصوات الناقدة للسیاسة القطریة، مؤكدا أن الدوحة اخترقت حساباته الإلكترونیة وسربت معلوماته الخاصة لوسائل الإعلام بھدف النیل منه.
قضية برويدي ركزت بالأساس على شركة جلوبال ريسك أسيسمنت برئاسة ظابط السي آي إيه السابق كيفن تشاكر الذي تعاقدت معه قطر من خلال على الذوادي المسئول عن ملف كأس العالم لاختراق البريد الإلكتروني وإرهاب الأمريكيين والشخصيات العامة الذين يجرؤون على انتقاد قطر.
ومن ضمن الأسماء المتهمة بالتواطؤ مع قطر في عملياتها الغير قانونية بالولايات المتحدة أنتوني جارسيا الضابط السابق والذي يتخصص في القرصنة الإلكترونية بمساعدة كورتني شالكر الذي ساعده في تدمير الأدلة بعد قضية إليوت برويدي ضدهم.