الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

العفيفي: مصر تراهن على إرادة الليبيين لإجهاض أحلام تركيا الاستعمارية

أردوغان
أردوغان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد الدكتور فتحي العفيفي، أستاذ الفكر الاستراتيجي بجامعة الزقازيق، أن مصر أدركت مبكرًا أبعاد المؤامرة التركية على المنطقة، وأنها لن تتوقف عند حد ابتلاع ليبيا، وإنما ستمتد إلى فرض النفوذ السياسي على الدول العربية الأخرى، سعيا لاستعادة البريق الإمبراطوري، الذي خفت مع أفول نجم الدولة العثمانية في بدايات القرن العشرين.

وقال: "لعل التجربة المصرية العميقة، مع الصراعات التي يصنعها عادة الغزاة والمحتلون، ومنهم أجداد أردوغان أنفسهم، الذين جثموا على أنفاس المصريين زهاء 350 سنة، كانت السبب الرئيس وراء فهم القيادة في القاهرة لأهمية التواصل مع الممثلين الحقيقيين للشعب الليبي، وليس مع مؤسسات جاءت في ظروف استثنائية، وتعمل على تحقيق أهداف خاصة، كثير منها يخدم جهات أجنبية لا تريد خيرًا للمنطقة وأهلها".

وأوضح أن لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، مع ممثلي المجلس الأعلى لشيوخ وأعيان القبائل الليبية، بهدف بحث تطورات الأوضاع في البلاد، حقق 3 أهداف مهمة هي: إظهار الدعم المتبادل بين الجانبين، والتأكيد على أن مصر لا تتحرك بشأن ليبيا دون موافقة شعبية، بالإضافة إلى إبراز الاهتمام الواضح من القاهرة، بتلافي الثغرة التي وقع فيها الجميع، من حيث تهميش أصحاب القضية الحقيقيين، وعدم الاستماع إليهم.

وأشار إلى أنه خلال اللقاء بالقبائل، أكد الرئيس السيسي، أن هدف التحركات المصرية، هو تفعيل الإرادة الحرة للشعب الليبي، مشددا على أن القاهرة تتعامل مع ليبيا "واحدة موحدة، بعيدة عن الميليشيات المسلحة المتطرفة، التي لا يمكن السماح بتكرار الرهان عليها مرة أخرى، وجدد دعوة مصر إلى تفعيل الحل السياسي، لحماية ليبيا من التقسيم، لكنه أعاد التأكيد، في الوقت ذاته، على عدم السماح بتجاوز خط سرت والجفرة، لما لذلك من أثر سلبي خطير على الأمن القومي المصري والعربي.

وتابع "العفيفي"، إن الموقف المصري الداعم لإرادة ممثلي الشعب الليبي، سبقته سلسلة من الاتصالات الدبلوماسية، لا سيما مع الدول التي ترفض السياسات التركية في الشرق الأوسط، وذلك إدراكا لحقيقة مهمة، هي أن تراخي الإرادة الدولية، وعدم اكتراث باقي القوى المعنية بالأزمة بأكثر من مصالحها الخاصة، ينذر باستمرار الصراع، رغم ما تبذله مصر من جهود لاحتوائه، ويهدد بالتالي اضطرابات تتمدد لتبتلع الشرق الأوسط بأكمله.
واختتم العفيفي بدعوة جميع دول العالم إلى التعاطي مع الرؤية المصرية لإنهاء الأزمة الليبية، حتى يمكن إقرار السلام في المنطقة دون إراقة المزيد من الدماء.