الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

البوابة نيوز تعيد نشر آخر حوار أجرته مع الأب شريف ناشف الذي رحل اليوم بفيروس كورونا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
توفي اليوم الخميس الاب شريف ناشف راعي كنيسة الرضوانية نتيجة لإصابته بفيروس كورونا وبكي الوسط الكنسي كله الاب شريف المعروف بقلبه الطيب وروحه المرحه ومحبته الفياضة وكانت البوابة قد أجرت حوارا معه نعيد نشره يوم رحيله.... فإلى نص الحوار:
عندما تمر بشارع نجيب الريحاني، بوسط القاهرة، قد لا تلمح مبنى صغيرًا على يمين الشارع؛ حيث أول كنيسة للروم الكاثوليك في مصر، وهى كنيسة «القديس جاروجيوس»، المعروفة بالرضوانية، والتى يعود بناؤها لمنتصف القرن الماضي، «البوابة» قامت بزيارة الكنيسة، والتقت براعيها، الأب شريف ناشف، عبر الحوار التالي:


< متى بنيت الكنيسة؟ 
- صدرت براءة سلطانية في 16 يناير 1838، لطائفتنا الروم الملكيين الكاثوليك، باسم المطران باسيليوس كفوري، بصفته مطران مصر، وكُرست الكنيسة باسم القديس جاورجيوس المعظم في الشهداء، وتم افتتاحها، وهى أول كنيسة روم كاثوليك تبنى في مصر. 
وقد كُرس الهيكل الوسط على اسم القديس جاورجيوس، وهيكل اليمين على اسم القديس أنطونيوس الكبير، واليسار على اسم القديسة كاترينا العظيمة، في الشهيدات، كل ذلك تم في عهد غبطة البطريرك مكسيموس الثالث مظلوم، الذى ارتقى السدة البطريركية عام 1833، وعُهد إلى المطران باسيليوس الاهتمام بهذا الصرح العظيم والصلوات به.
< بالنسبة لوصف الكنيسة؟
- بلا منارات أو قبة ولا تجذب الانتباه في تصميمها مثل الكنائس أو الأديرة المتعارف عليها، فهى عبارة عن جزء من منزل قديم، بُنيت في منتصف القرن الماضي، مساحتها لا تتجاوز الـ150 مترًا، و«الرضوانية» كنيسة صغيرة المساحة إضاءتها خافتة، وليس بها ميكروفونات، ولكن إذا أردت أن تصلى صلاة حقيقية وتتقابل مع الرب في هدوء، تعالى كنيستنا القديس جاورجيوس.
وفى عام 1964، كتب سيادة المطران بطرس كامل مدور، مقالة في مجلة le lien؛ حيث كان ملك إيطاليا (إمبرتو الأول) في زيارة لمصر، وقرأ في إحدى الصحف عن قداس احتفالى يقيمه بطريرك الروم الكاثوليك «كيرلس التاسع مغبغب» في كنيسة الرضوانية، وأبدى رغبته في حضور القداس، إلا أنه لم يتمكن من الحضور، بسبب عدم نجاح المرافقين له في العثور على الكنيسة بسبب واجهتها السكنية.
< حدثنا عن «كورال الكنيسة» الذى تشتهر به؟
- يحكى جورج وميريم حمصى، ذكرياتهما قائلين: تأسس كورال الرضوانية عام 1950 بمبادرة من الأرشمندريت نيقولا كناكرى، الذى كان راعيًا للكنيسة، في تلك الحقبة، وفى غضون سنة، أسندت إدارة الجوقة للأستاذ يوسف حمصي، الذى تتلمذ على يد الأستاذ قسطندى خوري، وقد أبدع في أداء الترانيم البيزنطية الأصيلة. 
وتألف الكورال من قرابة الستين عضوًا، وكان بعضهم أعضاء سابقين في كورال الأوبرا المصرية، وتوالت المهرجانات والقداسات الاحتفالية للترانيم ونذكر منها: مهرجان ترنيم بيزنطى بكنيسة مريم سيدة السلام بجاردن سيتى عام 1953، ثم في كاتدرائية سيدة النياح بالإسكندرية 1955، وقداس احتفالى بعيد القديسة تريزا بكنيسة سانت تريز شبرا، ثم قداس ختام صلاة الوحدة الكنسية بكنيسة البازليك.
واشترك الكورال في مناسبات عدة، منها رسامات كهنوتية: الأب عادل غالى 1984 – الأب جورج بنا 1985 – الأب شارل سليم 1989. بالإضافة إلى الاشتراك في العديد من المهرجانات للترانيم البيزنطية، كان من أبرزها مهرجان petit recital عام 1989 ببازليك سان مارك بالإسكندرية؛ حيث كتبت عنه السيدة جيزيل بولاد رحمها الله، الصحفية بجريدة فرنسية، مقالة تقدير لأداء الكورال العظيم، وقد دُعى أيضًا كورال الكنيسة لختام الشهر المريمى بكنيسة الآباء اليسوعيين، على مدى 5 سنوات متتالية. 
ودُعى الكورال لخدمة قداسات تتويج بابوات روما بكنيسة سان جوزيف بالقاهرة، نذكر منها: ذكرى تتويج البابا بيوس الثانى عشر 1958 – ذكرى تتويج البابا بولس السادس 1965 – ذكرى تتويج البابا يوحنا بولس الثانى – بالإضافة إلى قداس اليوبيل الذهبى البطريرك مكسيموس الخامس حكيم بكاتدرائية القيامة بالقاهرة. 
وفى هذا الموضوع حصلت على بعض المعلومات من فؤاد شامات مرتل كنيسة العذراء الطاهرة للروم الكاثوليك؛ لأن له ذكريات مع كورال كنيسة الرضوانية فقال: رئيس كورال القديس جاورجيوس يوسف حمصى (توتو) قبل ما أتعرف عليه كان في شبابه ذهب إلى الدير بلبنان، وأعتقد تمهيدًا للدخول في الكهنوت، وأيضًا درس الموسيقى الكنسية البيزنطية بتبحُر والنوتة الموسيقية، ولكن حدث أن توفى والده فجأة فاضطر يرجع إلى القاهرة للعمل ولرعاية والدته وإخوته.
وعندما تعرفت عليه كنت أنا من رعية كاتدرائية القيامة، ولكنى انضممت للكورال الجديد الذى أسسه راعى كنيسة سيدة البشارة في شبرا، المتنيح الأب نقولا أشّوع، واتفق مع توتو حمصي، الذى كان ذائع الصيت في ذاك الوقت، كأفضل كورال في طائفة الروم الكاثوليك، أنه يدرب كورال كنيسة سيدة البشارة، وكان لا يقبل أى مرتل جديد إلا بعد اختبار للصوت والأذن الموسيقية، إلى أن أصبح كورال كنيسة سيدة البشارة في نفس قوة كورال كنيسة الرضوانية وكأننا كورال توام.



< ما أهم الآباء المطارنة والكهنة الذين تعاقبوا على الكنيسة؟ 
- تعاقب نحو 15 مطرانًا نائبًا بطريركيًا على الكنيسة، وحاليًا سيادة المطران جورج بكر النائب البطريركى العام لمصر والسودان، وقد تعاقب على الكنيسة الكثير من الكهنة على سبيل المثال وليس الحصر: الآباء «بولس أبو حديد – نيقولا كناكرى يعاونه حبيب كويتر – إلياس زغبى – إغناطيوس سركيس نجار – كيرلس جرتينى – إدوارد شدودى – بطرس حداد – بولس قروشان – يعاونه يوسف صيدح – بولس جدع - جورج فايق»، وحاليًا أنا راعى الكنيسة.
< من هم البطاركة الذين تعاقبوا على السدة البطريركية بعد ذلك؟
- البطاركة، مظلوم وبحوت وغريغوريوس يوسف، وبطرس الجريجيرى وكيرلس جحا، وديمتريوس قاضى، وكيرلس مغبغب، ومكسيموس صايغ، ومكسيموس حكيم، وغريغوريوس الثالث، وحاليًا غبطة البطريرك يوسف العبسي. 
< ما أصل التسمية بالروم الملكيين الكاثوليك؟
- يعود وجود الروم الملكيين الكاثوليك في البداية إلى البطريركيات الشرقية الثلاث الكبرى: أنطاكية - الإسكندرية وأورشليم، وكلّمة «ملكي» مشتقة من السريانية «مالكو» وتعنى «ملكي» أو «إمبراطوري».
وهذا اللقب أطلق لأول مرة في عام 460 في مصر من قبل (المونوفيزيين أتباع الطبيعة الواحدة للمسيح) على الأرثوذكس الذين انضموا إلى البطريرك الشرعى تيموثاوس الثاني، المدعوم من الإمبراطور الرومانى (البيزنطي) لاون الأول، فكان في هذا الزمان مرادفًا لولاء سياسى ديني. 
وانتقل هذا اللقب بسرعة من مصر إلى سوريا، إنما حاليًا من العرف العام، يطبق هذا اللقب على الكاثوليك من الطقس البيزنطى (اليوناني) باللغة العربية في الثلاث بطريركيات المذكورة أعلاه وفى المهجر، أما غير الكاثوليكى من ذات البطريركيات الثلاث، فيُدعون بالعربية «روم» أى يونانيو الشرق، بينما يُسمّى الكاثوليك الملكيون «روم كاثوليك»، وهكذا ميّزت الصفة «كاثوليك» الروم الملكيين حتى أصبحت ترمز دون أى إيضاح آخر، خاصة بالنسبة إلى العامة ولا سيما في سوريا، إلى الروم الملكيين الكاثوليك. 



< ما لغة الملكيين؟
- اليوم كلّ الملكيين يتكلّمون العربية، بينما في الماضى، وبخاصّة في القرن الخامس إلى الثانى عشر، كان هناك ملكيون يتكلّمون باليونانية وآخرون من السكان الأصليين يتحدثون بالسريانية، وآخرون من أصل عربى اعتنقوا المسيحيّة منذ القرن الخامس أى ما قبل الإسلام يتحدّثون بالعربية، وهذه التعددية العرقية واللغوية، كانت سائدة أيضًا عند المونوفيزيين من هذه الحقبة، ولكن مع أفضلية للغة السريانية. 
والملكيين في يومنا هذا – كاثوليك وأورثوذكس - يمثّلون الجذع الأساسى للشجرتين الكبيرتين المكوّنتين من الفرعين الكنائسيين المعترف بهما في مجمع نيقية، عام 325؛ حيث كانت مراكزهما في الإسكندرية بالنسبة للمناطق التابعة إلى الإبارشية المدنية الرومانية من مصر وفى أنطاكية إلى إبارشية الشرق. 

< ما تاريخ هذه الطائفة في مصر؟
- منذ القرن الثامن عشر، بدأ المهاجرون الملكيون من القدس (الفلسطينيون) ومن بطريركية أنطاكية (السوريون واللبنانيون) يستوطنون ويقيمون بمصر، وكان الأرثوذكس منهم ينتمون طبيعيًا إلى كنيستهم الممثلة في شخص بطريرك الروم الأرثوذكس، أما الروم الكاثوليك، فكانوا يتبعون الكنائس اللاتينية المؤسسة من الآباء الفرنسيسكان. 
واستمر الحال هكذا حتى عام 1771، حين وكّل الكرسى الرسولى إلى غبطة البطريرك ثيوذوروس دهان، بطريرك أنطاكية للروم الكاثوليك، رعاية أبنائه المقيمين بمصر وفلسطين، ولما تكثفت الهجرة في القرن التاسع عشر، منح قداسة البابا غريغوريوس السادس عشر البطريرك مكسيموس الثالث مظلوم، عام 1838 لقب بطريرك أنطاكية والإسكندرية وأورشليم.
ومن هذا التاريخ بدأت الكنيسة الملكية للروم الكاثوليك تزدهر في مصر، وأخذ بطاركتها يقتسمون الرعاية بين سوريا ومصر، وقد انخفضت الهجرة إلى مصر بعد الحرب العالمية الأولى، وبعد حرب السويس سنة 1956، اتجهت الهجرة إلى بلاد أخرى من أوروبا وأمريكا وكندا، ومنذ عام 1837 كان لغبطة البطريرك نائبًا عامًا للبطريركية، برتبة مطران بدير شئون الطائفة بمصر والسودان. 

< هل لقب «بطريرك إنطاكية» مقتصر على الروم الكاثوليك؟
- يحمل حاليًا لقب بطريرك أنطاكية، خمسة بطاركة، هم بالإضافة إلى بطريرك الكنيسة الملكية الروم الكاثوليك: «بطريرك الروم الأرثوذكس الأنطاكى وبطريرك الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، ثم للكنيسة المارونية وللكنيسة السريانية الكاثوليك صاحب الغبطة أغناطيوس الثالث يونان».

< هل حقًّا تمت الصلاة على الفنان نجيب الريحانى بالكنيسة الرضوانية؟ لقرب مسرحه منها؟
- إشاعة وليست حقيقة، ففى يوم الخميس الموافق 9 يونيو 1949، أقيمت الصلاة على نجيب الريحانى بكنيسة السريان الكاثوليك، بشارع الظاهر بالعباسية، ثم نقل الجثمان إلى مقابر السريان الكاثوليك.

< ما مواعيد وأنواع الخدمات بالكنيسة الرضوانية؟
- يقام بالكنيسة يوم الأحد قداسين، الأول 10.30 صباحًا والثانى 7 مساءً، وفى خلال الأسبوع يقام قداسان: يومى الثلاثاء والخميس 6 مساءً، بالإضافة إلى بعض السهرات الروحية والتراتيل والاعترافات، وخدمة مساعدة المحتاجين.