الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

تشيخوف.. التقليدي المدهش

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بدأ الكاتب الروسي الشهير أنطون تشيخوف، الذي تحل ذكرى وفاته اليوم الأربعاء، الكتابة عندما كان طالبا بكلية الطب جامعة موسكو، ولم يتركها حتى أصبح من أعظم كتاب الأدب الروسي.
يعد رائدا ومبدعا لفن القصة القصيرة، وأستاذا للمسرحيات التقليدية، وفنان الدراما الواقعية، بل يحتل المرتبة الثانية بعد وليم شكسبير من حيث الشهرة وتكرار عروض نصوصه، وقد عرف بفن الفودفيل ومؤلفا مسرحيا ماهرا.

كتب تشيخوف خلال فترة دراسته للطب العديد من القصص القصيرة، وذلك مساهمة منه لمساعدة أفراد أسرته، وكذلك لسداد مصروفاته الجامعية، إلى أن طلبت منه أحد أكبر الصحف الروسية "نوفوي فريميا" في1886، أن يكتب لها القصص وسرعان ما أكتسبت قصصه شهرة كبيرة، حتى نالت إعجاب العديد من الكتاب، وقد فازت مجموعته القصصية بعنوان "at dusk"، بجائزة بوشكين، وهي جائزة للكتابة القصصية المتميزة، ثم كتب مسرحية بعنوان "إيفانوف"، والتي نالت إعجاب النقاد، رغم أنه لم يكن راضيا عنها، أتبعها بعدة مسرحيات وهي "النورس" وعند عرضها للمرة الأولى لم تحظى إعجاب الجهور نظرا لسوء أداء الممثلين، إلى قدمت مرة أخرى على مسرح الفن بموسكو وحققت نجاحا بعد إجادة الممثلين لأدوارهم، ثم كتب مسرحية "العم فانيا"، وأتبعها بمسرحيتين آخرين هما: "الأخوات الثلاث"، "بستاز الكرز" والتي مازالت تقدم حتى وقتنا هذا.

سافر "تشيخوف" إلى سيبيريا ومنها اتجه إلى جزيرة سخالين، وهي عبارة سجن مفتوح أو معسكرات عمل للمجرمين، وهناك تحدث إلى الكثير من المسجونين، واكتشف أنهم يعاملون بطريقة سيئة للغاية، وكثيرا ما يتعرضون للضرب وبينهم كان هناك بعض الأطفال، حسبما وصف المترجم ياسر شعبان ترحال "تشيخوف" عبر أنهار سيبيريا ودروبها، والذي دونها تشيخوف في مجموعة مقالات بعنوان "عبر سيبيريا"، ثم جمع في سخالين مادة وثائقية ضخمة عن السجناء والسكان المحليين متحاورا مع الكثيرين منهم ودارسا بالتفصيل ظروف حياتهم اليومية، ثم عن إدارة السجون وتعسف الموظفين، ومنها ألف كتابه تحت عنوان "جزيرة سخالين"، وقصة أخرى بعنوان "القاتل".

اتسمت مؤلفات "تشيخوف" الغزيرة بشهرة واسعة في كثير من بلدان العالم، فكتب عنه الأديب المسرحي الايرلندي جورج برنارد شو قائلا: "إن أنطون تشيخوف يستطيع كنجم من الدرجة الأولى وسط كوكبة من المسرحيين الأوروبيين العظام"، وفي مصر يؤكد الكاتب محمود تيمور أن مؤلفات تشيخوف تتميز بالصدق والبساطة، وأنه يكتب بفكره ووجدانه دون مجهود أو تصنع أو تكلف، ويعترف الدكتور الطاهر أحمد مكي، أن تشيخوف يعد اليوم واحد من أعظم كتاب القصة في العالم وأهم كتاب روسيا وأضخمهم تأثيرا فيمن جاءوا بعده، ويشير الدكتور رشاد رشدي أن فلسفة تشيخوف في الكتابة المسرحية هي أي ما يمكن نسميها فلسفة العادي فقد كان يرى أن الحياة العادية أو التي تبدو عادية هي التي يمكن فيها كل شيء، ويؤكد الدكتور كمال عيد أن شخصياته في رسمها الدقيق قد صورت مزايا عصره تصويرا واضحا ودقيقا.