الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

الأم العصامية.. صعيدية تعكف على تربية أبنائها وتسطر اسمها بحروف من نور

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تأبى المرأة المصرية إلا أن تكون صانعة للحضارة، رائدة للعمرانِ في كُلّ عصر، لم ينته دورها، ولم يقتصر وجودها فوق جدران المعابد التي شهدت صفحات بطولية للأم التي صنعت الأبطال، وقادت الأمة والوطن في أحلكِ فتراته..
ها هي تعود من جديدٍ بشكلٍ عصري رائع، بطلتنا اليوم سيدة مصرية خالصة، مصرية حتى النخاع، صعيدية قروية من عامة نساء ريف مصر الخالد، هي امتداد لأجيالٍ عظيمة حفرت اسمها على امتداد وادي النيل.
سيدة بسيطة في امكانياتها، ولكنها غنية بقسمها الإنسانية ومفرداتها القيمية الرّحبة، لم تمنعها ظروفها المعيشية المتعسرة، وحياتها الخانقة من أن تقوم بدورها على أكملِ وجه، جاهدت وكافحت وأثبتت للعالم من حولها أنّها مدرسة عريقة تخرج الرموز والأعلام، فبعد فقدِ الزوج وضعت نصب أعينها طريقا سلكته ولم تحيد عنه، استطاعت الأرملة الشابة التي مات عنها زوجها العائل الوحيد، وهي في زهرة شبابها، أن تلملم جناحيها حول صغارها الذين فتحوا أعينهم على الدّنيا، ليجدوا أنفسهم بين براثن اليتم، لكنّها كانت لهم خير سند، كانت الأم والأب والصديق، لتبدأ رحلة شاقة من الكفاحِ والسعي، والتي تستحق أن تُدرس في كبرىات معاهد إعداد القادة حول العالم، وزعت وقتها ما بين الحقلِ والبيتِ، وبين أولادها الصغار الذين غرست فيهم التطلع للتفوق والتميز، حتى أصبحوا القدوة والنموذج الذي تهفو إليه كُلّ نفسٍ طامحة للعُلى، مرّت السنين ثقالا عليها، لكنّها انكفأت على نفسها وجاهدت حق جهادها، ترعاهم وتقوم على إصلاحهم وتحفزهم بكل ما أوتيت من عزمٍ، وها هي تجني ثمرة جهدها.
كبر الأبناء وشقوا طريقا في الصّخرِ بأظافر أمهم، التي وهبها الله عزما يفوق الرجال، نشهد اليوم معهم هذه الصورة المشرفة، والتي نقدمها بكل اعتزاز لمن ظن أنّ في انكساره نهاية العالم، ندعوه أن ينهض ويكمل طالما فيه بقية.
الابن الأوسط ربيع راضي محمد، مدرس لغة عربية ثانوي، الثاني الدكتور أشرف راضي، استشاري أمراض القلب والقسطرة، والمدرس بكليةِ الطب جامعة المنيا، والثالث حاصل على درجة الماجستير في القانون، ويعمل محاميا مشهورا وصاحب سمعةٍ طيبة، والخامس عصام يعمل محاسبا في المملكة العربية السعودية. 
أمّا كبيرهم مرتضى، فهو شريك والدته كفاحها، الذي ارتضى أن يُضحي بمستقبله مكتفيا بالتعليم الفني، كي يساند والدته ويقتسم معها خطوات الطريق الشاق، فكان لإخوته أخا وأبا، ولأمهِ معينا ونصيرا بعد الله.