السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

أصل الحكاية.. الاستثنائية عبلة كامل

عبلة كامل
عبلة كامل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بمنتهى البساطة والتلقائية والموهبة والحضور والبعد كل البعد عن التكلف والاصطناع كانت عبلة كامل الكل يشعر أنها واحدة من أهل البيت داخل كل بيت وليست ممثلة أو نجمة البساطة هى مبدأها والتلقائية هى أسلوب حياتها هى حالة خاصة جدًا لم ير الفن مثلها وصلت للنجومية من خلال موهبتها التى فرضتها على الجميع ظاهرة تدعو للتأمل فنانة وصلت للنجومية واتفق عليها النقاد والجماهير وآمن بموهبتها كبار صناع الفن ومع ذلك اتخذت لنفسها شكلا آخر من أشكال النجومية فهى نجمة بلا ضجة أو إعلام أو حوارات صحفية أو تليفزيونية أو حتى جلسة تصوير بلا علاقات أو شائعات بلا مكياج أو عمليات تجميل ومع ذلك وصلت للنجومية وقلوب الجماهير من أول مشهد لها حقا عبلة كامل ظاهرة فنية نادرة عبلة كامل محمد عفيفى مواليد ١٧ سبتمبر عام ١٩٦٠ من محافظة البحيرة من أسرة رقيقة الحال تخرجت في كلية الآداب.
وشاركت في تجربة رائدة عرفت باسم مسرح الشارع مع مجموعة من الشباب العاشق للفن عمومًا وللمسرح بشكل خاص، كان من بينهم المخرج المسرحى المعروف ناصر عبدالمنعم ووالفنان سيد رجب والفنان أحمد كمال وغيرهم، وقد صقلتها هذه التجربة وأهلتها لتلمع على مسرح الجامعة ومنه لمسرح الطليعة ثم السينما في دور صغير في فيلم «وداعًا بونابرت» مع يوسف شاهين في مشهد واحد عام ١٩٨٤ ثم دور أكبر في مسلسل «الشهد والدموع» الجزء الثانى عام ١٩٨٥ ولفتت الأنظار إليها بعض الشىء لتقاسم بطولة فيلم «البنات والمجهول» في نفس العام مع شيرين وصابرين وسلوى خطاب ثم تزهو بسرعة كبيرة حيث يراها المشاهد بعيون أخرى غير نجمات السينما والتليفزيون فسرعان ما لمعت وإنتشرت في أعمال سينمائية مثل «للحب قصة أخيرة ونهر الخوف ومرسيدس وإسكندرية كمان وكمان وصراع الأحفاد واليوم السادس والتعويذة والستات ويوم مر ويوم حلو وقشر البندق الفاس في الراس وعرق البلح». وأعمال تليفزيونة مثل «ليالى الحلمية وبنات زينب والمال والبنون وأبناء ولكن وإمرأة من زمن الحب وضمير أبلة حكمت وهوانم جاردن سيتى».

وأعمال مسرحية مع محمد صبحى مثل «وجهة نظر» أهم أعمالها على الإطلاق «عفريت لكل مواطن وغراميات عطوة أبو مطوة والحادثة».

اختارتها فاتن حمامه في فيلم يوم مر يوم حلو ثم معها في مسلسل ضمير أبلة حكمت وكان هذا الإختيار بالنسبة لها كجائزة الأوسكار.

كل هذه الأعمال أكدت على موهبة عبلة كامل التى تفوقت بها على كبار نجمات الصف الأول بل وأصبحت أهم ممثلة تلقائية لا بضاهيها أحد.

نالت الشهرة من أوسع أبوابه بعد مشاركتها نور الشريف مسلسل «لن أعيش في جلباب أبى» وأصبح هذا المسلسل أحد أهم مسلسلات وأصبحت أم في هذا المسلسل وعمرها لم يتجاوز ٣٤ عامًا وأبدعت كما لو كانت فردوس محمد أو أمينة رزق.

وأصبح هذا المسلسل من أهم مسلسلات التليفزيون المصرى على الإطلاق ورغم مرور ما يقرب على نصف قرن من إنتاجه ومن وقتها أصبحت عبله كامل نجمة كبيرة يكتب لها خصيصًا سينما وتليفزيون.

وأصبحت ثنائى مع نور الشريف في مسلسلى «هارون الرشيد وعيش أيامك» وبمسلسل «ريا وسكينة» أكدت عبله كامل على النجومية.

ثم جاءت نجومية السينما من خلال فيلم «هيستريا» مع أحمد زكى وكان نقطة تحول كبيرة لها في السينما التى قدمتها مع جيل الألفية الجديدة في أفلام خرجت بها عن المألوف والمتعارف عليه منها مثل «اللمبى وكلم ماما وخالتى فرنسا وعودة الندلة وبلطية العايمة»، وبالرغم أنها لم يعتاد الجمهور منها على مثل نوعية هذه الأدوار، إلا أنها عادت من جديد بشكل آخر حيث ارتدت الحجاب دون ضجة أو شو إعلامى لتقدم مسلسل «سلسال الدم» بأجزائه الخمسة الذى إرتبط به الجمهور ونال نجاحا كبيرًا. لم يعرف عن عبلة كامل سوى الالتزام والأخلاق والموهبة ولم تكن يومًا طرفا في مشكلة مع أى حد.

وهكذا هى عبلة كامل فنانة من طراز خاص حالة فريدة من نوعها لم نراها في تكريم أو مهرجان أو عزاء أو أى مناسبة فنية أو حتى غير فنية ولم نرها في حوارات صحفية أو تليفزيونية أو حتى إذاعية. وبالرغم من أن رواد السيوسشال ميديا ينادون بتكريمها تكريمًا يليق بها والعديد من أهم البرامج التليفزيونية على الفضائيات تعرض عليها الملايين من أجل الظهور إلا أنها ترفض حتى إن الكثير أطلق عليها لقب الدرويشة عبلة كامل. وفجأة تتداول الأخبار عن اعتزالها الفن ولم نعلم حتى كتابة هذا المقال صحة هذا الخبر من عدمه. ولكن سواء اعتزلت عبلة كامل أو لم تعتزل فمثل هذه الفنانة ستظل أسطورة فنية كبيرة يحكى عنها جيل وراء الآخر وتظل حالة استثنائية في الفن سواء في فنها أو حياتها الفنية.