الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

محمود رضا.. الأسطورة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ليس مجرد مصمم رقصات أو راقص أو صاحب فرقة أو ممثل أو مخرج أو حتى باحث، فهو مزيج استثنائي من الفنانين، إنه أسطورة الرقص محمود رضا، والذي غيبه الموت عن عالمنا صباح اليوم الجمعة الموافق 10 يوليو 2020.
محمود رضا محارب في معبد الرقص استطاع بموهبته الاستثنائية أن يحي التراث الشعبي والرقصات الشعبية ووصل به إلى العالمية، تهافت عليه الملوك والأمراء ليكونوا رواده، جاب المدن والمحافظات في بحث مستمر لم ينقطع عن ما هو مصري وأصيل، صاحبته مفكرته التي دون خلالها الموروث ليستلهم منه أعظم وأروع الرقصات، التي مازالنا نحفظ حركاتها عن ظهر قلب، ومازالت حتى الآن، لم يستطع الكثيرون الوصول إلى ما وصل إليه محمود رضا من مكانه فهو عاشق أعطى عشيقته كل ما لديها.
محمود رضا أكاديمية فنية شاملة لم يتوقف عند مرحلة البحث وفقط، وإنما سار في خطي العظماء، وأصبح لديه حركات راقصة تحمل توقيع "محمود رضا.
بدأ الفنان محمود رضا اهتمامه بالفنون في سن مبكرة، حيث تعلم رقص الباليه، وبدأ يهتم بالرقص الاستعراضي، وكان حريصًا على متابعة الأفلام الاستعراضية، لاسيما الأمريكية منها، وكان لاشتراكه بنادى «هليوليدو»، والذى كان يضم العديد من الجنسيات الأجنبية، أو من المصريين من أصل أجنبى في تكوين أول فرقة استعراضية، التى تكونت من خمس فتيات وخمسة فتيان من أعضاء النادي، وقدم من خلال تلك الفرقة الصغيرة عدد الحفلات الشهرية بالنادي، والغريب أن الفنان أسامة عباس كان من بين أعضاء تلك الفرقة.
وفى عام ١٩٥٤، انضم رضا إلى فرقة «ألاريا» الأرجنتينية، وشارك معها في عروضها التى قدمتها في القاهرة والإسكندرية وروما وباريس، ما أسهم في إعطائه ثقة في نفسه وبقدراته الاستعراضية، كما أكسبته خبرة في تصميم الرقصات من خلال تجاربه العملية مع الفرقة وسفره معهم.
ووجد رضا بداخله دافعًا قويًّا في إنشاء فرقة للفنون الشعبية المصرية، وجاء ذلك بعدما حقق نجاحًا كبيرًا في أوبريت «يا ليل يا عين» من إخراج الفنان زكى طليمات، فكان لديه وعى كبير بالفرق بين الرقص الاستعراضى، الذى يقوم على استلهام الرقص الشعبى وبين رقص الباليه، ومن هنا وجد رضا الفرصة مواتية لكى يعرض على «فتحى رضوان» وزير الإرشاد وقتها «الثقافة حاليًّا» فكرة تكوين فرقة للفنون الشعبية تكون تابعة للوزارة، وذلك في عام ١٩٥٧ بعد انتهاء الميزانية التى تم تخصيصها لأوبريت «يا ليل يا عين»، وتفرق كل أعضائها، وعاد كل فنان إلى عمله الأصلي.
وقرر محمود رضا بالتعاون مع أخيه على رضا وعائلة حسين فهمى إنشاء فرقة خاصة، لتظهر لنا فرقة رضا، والتى بدأت بعدما حررت استمارة المشاركة في مسابقة الرقص الشعبى في مهرجان الشباب بموسكو عام ١٩٥٧، وكانت أولى رقصات الفرقة رقصة بعنوان «أبين زين» وكان استقبال الجمهور الروسى والمتفرجين من جميع أنحاء العالم غير متوقع، فكان التصفيق مع الموسيقى على الواحدة، لدرجة أن المسئولين عن المسابقة طالبوا الفرقة بتقديم رقصة أخرى لكن محمود رضا رفض، وفازت الفرقة بالمركز الثالث وحازت على الميدالية وشهادات تقدير.
وبدأت الفرقة بتقديم أول برنامج لها يوم ٦ أغسطس عام ١٩٥٩ على مسرح ٢٦ يوليو المكشوف «حديقة الأزبكية»، بعد اكتمال عناصر الفرقة من راقصين وموسيقيين وأغانٍ وملابس وديكور، وكان أول برنامج عبارة عن فقرات فنية متنوعة استخدم فيها رضا مهاراته في فن الباليه واستلهامه من حياته العادية بحى السيدة زينب، وما رآه من عادات وتقاليد في الموالد الشعبية، وهو الشيء الذى لاقى استحسانًا وتشجيعًا كبيرين من الجمهور.
وكان رضا دائم الحرص على أعضا فرقته وتكوينها وكان يبذل جهد كبير في تدريب الشباب لشهور وسنين دون كلل أو ملل، وكان دائمًا ما يخشى أن يترك أحد الفرقة لأي سبب، فكان يسعى دائمًا إلى التقريب بين أفراد الفرقة ونشر الحب بينهم وتعميق روح المحبة والإخاء، كما أن كان يحرص أن يكون كل أعضاء فرقته من طلبة الجامعة، حتى يمحي الوصمة التي يوصم به الراقص، بأنه يمتهن مهنة غير ذو أهميه، فاستطاع أن يغير النظرة الدونية للراقصين، وأعطي الفن الشعبي مكانته التي يستحقها.