السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوادث وقضايا

وش إجرام.. حكاية الكنز الأثري ومقتل صاحب شركة بمدينة نصر

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"مفيش جريمة كاملة".. جملة دارجة يحفظها كثيرون عن ظهر قلب، للدلالة على أنه مهما بلغت احترافية الجاني لا بد من ارتكابه خطأ أو هفوة تقود رجال الشرطة إلى فك اللغز، وهو الأمر الذي تحقق في جريمة مقتل صاحب شركة بمدينة نصر، عقب العثور على جثته داخل سيارته في ظروف غامضة، لتبدأ بعدها سلسلة من الأحداث تكشفت عنها العديد من المفاجآت.
بلاغ تغيب 
كواليس الواقعة بدأت عندما تلقى اللواء نبيل سليم، مدير مباحث العاصمة، إخطارا من المقدم حسام نصر رئيس مباحث قسم شرطة مدينة نصر أول مفاده تلقيه بلاغا من صاحب مكتب استيراد وتصدير، مقيم بالجيزة بتغيب صديقه صاحب شركة للتجارة والتوريدات - مقيم بدائرة قسم شرطة شبرا الخيمة ثان بالقليوبية، وبحوزته سيارة ملكه، وأضاف بقيام صديقه المتغيب بتسليمه 5 إيصالات أمانة بقيمة (5200000 جنيه) مستحقة على أحد الأشخاص (تاجر - مقيم بدائرة قسم شرطة عين شمس) قيمة معاملات تجارية فيما بينهما، والتوجه لمقابلة الأخير بالشركة ملكه الكائنة بدائرة القسم لاستلام المبلغ المالى قيمة المديونية المستحقة له، وإقرار المتغيب له بالتواصل معه تليفونيًا عقب استلام المبلغ المالى للحضور لتسليم إيصالات الأمانة المشار إليها، إلا أنه فوجئ بغلق هاتف المتغيب وعدم عودته.
خيط الجريمة 
أثناء السير في إجراءات التحريات تبلغ لوحدة مباحث القسم من الأهالى بالعثور على جثة لأحد الأشخاص "تتطابق أوصافها مع أوصاف المتغيب" داخل سيارة بجوار سور مستشفى التأمين الصحى الكائنة شارع الطيران بدائرة القسم، وبالانتقال والفحص عُثر على جثة المتغيب مسجاة على المقعد الخلفى للسيارة ملكه المشار إليها وبها إصابات عبارة عن "كدمات وسحجات متفرقة بالجسم"، وآثار سائل الحبر بإصبع إبهام يده اليمنى، وعُثر بداخل السيارة على متعلقاته الشخصية وتبين اختفاء هاتفه المحمول.
كشف المستور 
أسفرت جهود فرق البحث الجنائى أن مرتكبى الواقعة (صاحب شركة مقاولات - مقيم بدائرة القسم، عامليّن - عاطل "له معلومات جنائية" مقيمين بمحافظة المنيا)، وعقب تقنين الإجراءات بالتنسيق مع قطاع الأمن العام ومديرية أمن المنيا أمكن ضبط المتهمين عدا الأخير "العاطل"، وبمواجهتهم اعترف الأول بسابقة ارتباطه بالمجنى عليه بعلاقة صداقة وادعائه بقدرته على اكتشاف تواجد الآثار داخل الأراضى والعقارات السكنية، وقيامه بإيهام المجنى عليه بحيازة أحد معارفه لقطعة أرض كائنة بمحافظة أسيوط ورغبتهما في التنقيب عن الآثار بها، وفى سبيل ذلك تحصل من المجنى عليه على مبلغ مالى قدره مليون جنيه مقابل إتمام عملية التنقيب وقيامه بالتوقيع على 10 إيصالات أمانة بمبلغ (5200000 مليون جنيه) نظير ذلك، وأقر بأنه نظرًا لمطالبة المجنى عليه بالمبلغ المالى المشار إليه فخطط لخطفه وإكراهه على التوقيع على إيصالات أمانة لمساومته على المبلغ المالى المستحق عليه، فاستعان بباقى المتهمين لتنفيذ مخططه، وقام المتهم الهارب بالاستعانة بآخرين "غير معلومين لديه"، وتمكنوا من استدراج المجنى عليه بدعوى تسليمه المبلغ المالى قيمة المديونية المستحقة له، واستلام إيصالات الأمانة المشار إليها، وعقب وصوله قاموا باصطحابه كرهًا عنه داخل سيارة "مستأجرة" لشقة كائنة بدائرة القسم "مستأجرة بمعرفة المتهم الهارب"، وتعديا عليه بالضرب بالأيدى وإجباره على التوقيع على (20) إيصال أمانة بقيمة 10 ملايين جنيه والاستيلاء على هاتفه المحمول، إلا أنهم فوجئوا بشعوره بحالة إعياء شديد فقاموا باصطحابه داخل السيارة ملكه والتخلى عنه بمحل العثور، وأضاف بأن الهاتف المحمول المستولى عليه بحوزة المتهم الهارب، وبمواجهة باقى المتهمين أيدا بما جاء بأقوال الأول، وتم بإرشادهم ضبط (20) إيصال أمانة بقيمة (10) ملايين جنيه مذيلين ببصمة وتوقيع المجنى عليه، وكذا السيارة المستخدمة في ارتكاب الواقعة، تم اتخاذ الإجراءات القانونية.