تعرض "البوابة نيوز" قصة حياة "القديس برثلماوس الرسول" الممدوح من المسيح وذلك بمناسبة صوم الرسل.
وقال القس يوساب عزت كاهن كنيسة الانبابيشوي بالمنيا الجديدة أستاذ القانون الكنسي والكتاب المقدس بالكلية الاكليريكية والمعاهد الدينيّة ان شخصية القديس برثلماوس تظهر في سبع آيات لا غير وردت في إنجيل يوحنا في العهد الجديد (يوحنا 1: 45-51). في هذه الآيات نرى أن برثلماوس كان تلميذًا مُميّزًا من تلاميذ المسيح وقد باركه الله في صفات عدة نتعلّم منها.
وأوضح القس يوساب في تصريح خاص للبوابة نيوز ان اسم القديس برثلماوس الرسول له اسم مزدوجا وهو نثنائيل برثلماوس. في ذلك الزمن كان من الطبيعي أن يكون للشخص الواحد أكثر من اسم. مثلًا سمعان كان ملقبًا ببطرس. لبّاوس كان لقبه تداوس وهكذا. أما لقب نثنائيل فكان برثلماوس. أمّا نثنائيل فيعني "هبة من الله" وقد اختار له والداه هذا الاسم للتعبير عن الامتنان الأبوي بخصوص ميلاده. يقال: إن القديس برثلماوس استشهد في أرمينيا سنة 44 م.
وأكد أنه كان هناك رابط صداقة قوي بين فيليبس ونثنائيل حتى قبل أن يلتقيا بالرب. فيليبس تأثر كثيرًا بنثنائيل بسبب ثقافته وشخصيته النبيلة. وكان الشابان كلاهما يهوديين محافظين مخلصين يتشاركان الأحاديث البناءة عن الله. عندما وجد فيليبس المسيح ذهب متحمّسًا وأخبر صديقه نثنائيل وقال له "تعال وانظر". وجد فيليبس في صديقه نثنائيل شخصًا مستعدًا للإستماع بلا خوف ولا تردّد فأتى به وهو بدوره سمع وآمن.
وتابع لقد كان برثلماوس مأخوذًا بانتظار المسيح قبل اللقاء الأول معه. وعندما التقيا، قال له يسوع أنه يعرفه. فتفاجأ برثلماوس وسأل المسيح "من أين تعرفني؟" فكان الجواب: "قبل أن يدعوك فيليبس وأنت تحت التينة رأيتك" (يوحنا 1: 49). عندها اعترف نثنائيل وقال "يا معلّم أنت ابن الله، أنت ملك إسرائيل".
وأضاف لم يكن برثلماوس سيئ المسلك، فقد اتسم في كيانه بالأخلاق الرفيعة والعيش المحترم. وامتدحه الرب قائلًا له: "هوذا إسرائيلي حقًّا لا غشّ فيه".
وذلك للأسباب التالية:
(1) إيمانه البسيط والأمين بالله.
(2) لكونه رجلًا شفافًا ومخلصًا ولا غشّ فيه، أي أنه كان يسلك بالكمال ويعمل بالحق ويتكلّم بالصدق.
(3) لكونه رجل صلاة وقف تحت التينة يطلب إلهه. (متى 24: 32).
(4) اعترف بربوبية المسيح: "انت ابن الله، انت ملك إسرائيل".
واختتم ان المديح الذي تلقّاه نثنائيل أو برثلماوس من السيد المسيح يفوق أي مديح آخر تلقّاه أيّ واحد من الإثني عشر. وعده يسوع: "سوف ترى أعظم من هذا". وهذا المديح العظيم هو نتيجة نقاوته وإيمانه واستعداده لأن يأخذ موقفًا علنيًّا مع المسيح. يتعلّم الشباب الكثير من برثلماوس الذي يبقى خير نموذج لهم كمؤمن كرّس حياته لاتباع المسيح ولخدمته.
