يعد الشعر أحد فنون الأدب التي تحاول التحليق في فضاء الخيال، وربما هو الوسيلة الأكثر فاعلية في التعبير عن الأحلام والانفعالات والهواجس في وعي الإنسان وفي اللاوعي أيضا، وتتنوع روافد القصيدة من حيث الموضوع والشكل ليستمر العطاء الفني متجددا ودائما كما النهر.
تنشر "البوابة نيوز" عددا من القصائد الشعرية لمجموعة من الشعراء يوميا، واليوم تنشر قصيدة بعنوان "أنت بقيت أنا وهواك" للشاعر الراحل محمود جمعة.
"أنت بقيت أنا وهواك"
بتوحَشني
وأنا من ثانية كنت معاك
وتوحشني يا رُوح قلبي وأنا وياك
ولو قلبي بإيده نصيب
لكنت بقيت هنا ف ضلك
وتحت َسماك
أنا مركب وبيسافر
ولكن ُعمره ما بيهدي
سوى ف مرساك
بتوحشني
برغم إني بروحي هناك
باحوم حواليك وأطمّن
كأي فراشه من نورك
تسافر تغتسل بهواك
ومهما القرب هدهد كل أحلامي
ومهما عِينيك بقت عُمري وأيامي
بيرجع قلبي يتدفا بنار الشوق
وترجع روحي للجنة تسافر فوق
وتسكن قصرك العالي
وتتنعم ف بحر رضاك
فتوحشني ياروح قلبي، وأنا وياك
بتوحشني برغم إنك ساكن فيا
ورغم إني خلية حب ساكنه دماك
وكَإنّي أنا أنت
وإنت بقيت أنا وهواك
فمين ح يغيب عن التاني
ومين من شُوقه بيعاني
ولما أنده بتوحشني
وباسمع فيك صدي صوتك
وصوتي معاك
ولما عيوني يوم حنت لضي عينيك
وسور الغربة مانعني أعدي إليك
لقيتك حلم ف عيوني
تسَّكت ظني وجنوني
وبسمه هادية بتقوللي على مهلك
ومتخافشي
أنا بهواك
فأرجع تاني وأشتقالك
ويرجع نبضي يندهلك
تسافر روحي وتقولك
ورب الكون بتوحشني.. وأنت هناك
وتوحشني كمان أكتر
وأنا وياك
