الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

الشيخ إمام.. ولسه جوه القلب أمل

الشيخ إمام
الشيخ إمام
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحل اليوم الخميس، ذكري ميلاد شيخ المغنيين الثوار، الشيخ إمام، الذي نسج بعوده العديد من الحكايات والقصص، والتي تعد جزءً أصيلا من تراث مصر وثقافته. وفي السطور القادمة نسلط الضوء على أهم محطات مسيرته الفنية.

ولد محمد إمام أحمد عيسى في 2 يوليو عام 1918، في قرية "أبو النمرس" بالجيزة لأسرة فقيرة، أرادته أن يصبح شيخًا من شيوخ الأزهر، لكن الشيخ الصغير أراد لنفسه مستقبلا آخر بسبب ولعه بالغناء والإنشاد الديني والاستماع إلى الإذاعة، ذلك الأمر الذي تسبب في فصله من الجمعية الشرعية، ليقوم والده بعدها بطرده من القرية بأكملها، ليجد إمام الطريق أمامه ليحقق حلمه.

احترف الشيخ إمام قراءة القرآن في المناسبات والمآتم، وكان أيضًا يؤدي الإنشاد على استحياء، وفي أحد المرات التقى بالشيخ درويش الحريري الموسيقي المعروف وقتها، فتبناه موسيقيا وعاهده بالرعاية والتعليم لإعجابه بصوته، واصطحبه في جلسات إنشاده، حتى تعرف على كبار شيوخ الإنشاد والتلحين ومنهم الشيخ زكريا أحمد.

أبدى الشيخ ''زكريا أحمد'' إعجابه بـ''إمام'' واصطحبه مع في زياراته لـ''أم كلثوم'' لتحفيظها ألحان أغنايها الجديدة، فكان ''الشيخ إمام'' يحفظ اللحن والأغنية ويرددها على العامة في حواري الغورية، وانزعج زكريا أحمد من هذا وطرده، فما كان من الشيخ إمام أن يتعلم العزف على العود ليرد الصاع صاعين للشيخ زكريا.

بدأ الشيخ إمام يغني للبسطاء والمهمشين قبيل ثورة يوليو 52، حيث انتشر فساد الملك فاروق والطبقة الحاكمة. إلا أن عام 1962، كان نقطة التحول الكبرى في حياة الشيخ إمام، عندما تعرف على الشاعر أحمد فؤاد نجم، ليعملان سويًا على الاهتمام بالقضايا السياسية التي تشغل بال الشارع المصري.

غنى الشيخ إمام أغنية "الحمد لله" بعد نكسة يونيو، والتي عبرت عن الاحباط واليأس الذي شعر به المصريين في تلك الفترة، بعدما كانت تؤكد وسائل الإعلام التابعة للدولة تقدم قوات الجيش المصري واقترابها من السيطرة على تل أبيب، الأغنية التي أثارت غضب عبد الناصر، فحكم عليه بالسجن المؤبد.

ومع بداية مرحلة الانفتاح الاقتصادي مصر في عام 1976، بدأ "إمام" في إنتاج الكثير من الأعمال الفنية التي تهاجم سياسات الانفتاح التي عانى منها الشعب المصري، وعلى رأس تلك الأعمال "هما مين واحنا مين"، و"الفول واللحمة، و"شعبان البقال"، الأمر الذي تسبب في اعتقاله من جديد إلا أن الاعتقال لم يستمر سوى عام واحد فقط.

ومع اندلاع تظاهرات 1977، شارك الشيخ إمام ثورة المتظاهرين من خلال عدد من الأغاني مثل "الجدع جدع"، وأغنية "البشاير"، و"صباح الخير على الورد"، التي مازال تردد مقاطع منها في ميادين مصر حتى يومنا هذا.

توفي الشيخ إمام في هدوء في مثل هذا اليوم الموافق 7 يونيو من عام 1995 تاركًا وراءه عشرات الأغاني الثورية والتراثية الحاضرة في الأذهان حتى يومنا هذا.