الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

العالم يحتفل بـ«النكتة».. المصريون سخروا من الحاكم في عهد الفراعنة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يحتفل العالم في مطلع شهر يوليو بـ"اليوم العالمى للنكتة، وتشير بعض الدراسات إلى أن النكتة ترتبط بالشخصية الإبداعية، فالإبداع والنكت كلاهما يقوم على أساس الحيل والمرونة العقلية والطلاقة في التعبير والأفكار، وكذلك تحقق التواصل مع الناس، والتفاعل بينهم بالسخرية من مخاوفهم، وإزالتها، وتعزيز التماسك الاجتماعي، وتحديد أنماط السلوك المقبول، وكيفية إصلاح القيم والأفكار والقرارات غير المناسبة.
النكتة كذلك تُعالج بعض سلبيات الحياة الاجتماعية، فتقوى التعاون الاجتماع، وتنشط العقل والإبداع والخيال، وتقاوم الاكتئاب والغضب والإحباط واليأس، كما تنشط الجهاز العصبى وتزيد ضربات القلب وإفراز هرمون الأدرينالين الذى يعقبه الاسترخاء، وتعزز قوة جهاز المناعة الطبيعية وتتحرك عضلات الوجه والقلب والصدر والبطن والحلق والجهاز التنفسى؛ كما فسر فرويد، أستاذ التحليل النفسى الأشهر، النكتة على أساس أنها نوع من أنواع التعبير اللاشعورى، وأن قوة النكتة تكمن في هدفها، فيمكن اكتشاف الأفكار اللاشعورية لدى أى شخص من خلال تحليل ودراسة ما يُضحكه.
ودعا رسول الإسلام محمد ﷺ إلى الابتسام والمزاح البرىء والتودد للناس قائلًا "تبسمك في وجه أخيك صدقة"، وقال الإمام على بن أبى طالب "روحوا القلوب فإنها تمل كما تمل الأبدان"، وقال أيضًا "من كانت فيه دعابة فقد برأ من الكبر"؛ كما تحدث الجاحظ عن فلسفة الضحك وأهميته في الارتقاء بالخلق وتطبيب النفوس، وكذلك ألف ابن الجوزى كتابين في الضحك هما "أخبار الحمقى والمغفلين" وكتاب "الأذكياء" وألف التوحيدى كتاب "المقابسات" وكانت له نظريات عميقة في تفسير الضحك.
وتعود أقدم نكتة سياسية مكتوبة في العالم إلى عصر الفراعنة، وكان مضمونها "كيف ترفع معنويات الفرعون سنوفرو حين يذهب لصيد السمك؟ الجواب: ترمى أحد العبيد بدون أن يدرى ثم تصرخ بأعلى صوتك هناك سمكة كبيرة يا سيدي"، كما سخر المصريون من الهكسوس الذين احتلوا البلاد في نهاية عصر الدولة الوسطى، فصوروهم على جدارياتهم على شكل فئران وقد جلسوا على مقعد الفرعون، بينما القطط -وهى حيوانات فرعونية مقدسة- صارت تقوم بخدمتهم؛ كما استمرت النكتة كوسيلة لمقاومة الاحتلال العثمانى والفرنسى أيضًا، حتى أن نابليون بونابرت ذُهل من ذلك، حتى اضطر لاستغلال الدين لتحريمها، ولما استمرت سن عقوبات رادعة ليمنعها، فكان راويها يقتل أو يضرب، ورغم هذا لم تتوقف "الأضاحيك" كما سماها الجبرتى أشهر مؤرخى عصره في كتابه "عجائب الآثار في التراجم والأخبار".
وفى أعقاب رحيل الفرنسيين الذين أهدوا إلى مصر فن الطباعة، اشتهرت النكتة مع دخول الصحافة الورقية وظهور الصحف السياسية الساخرة التى اختصت بتأليف النكت وكان من أشهرها "التنكيت والتبكيت" لعبدالله النديم و"أبو نضارة" ليعقوب صنوع، ثم ظهور الكاريكاتير الساخر أو النكتة المصورة على يد عبدالحميد زكى الذى تجاهله التاريخ ومرورًا بأشهر رسامى الكاريكاتير في مصر مثل رخا وصاروخان؛ وبالطبع اشتهرت النكت اليومية للراحلان مصطفى حسين وأحمد رجب والتى كان هدفها النقد البناء والصالح العام.