الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"حي على الصلاة".. المسلمون يعبرون عن فرحتهم بالعودة للمساجد.. وذبح الضأن في الدقهلية على الأعتاب

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

شهدت مساجد الجمهورية، اليوم السبت، مع بدء تطبيق إجراءات التعايش مع فيروس كورونا المستجد، حالة من الفرحة العارمة الأشبه بعيدي الفطر والأضحى المبارك الذي تستقبله مصر بنهاية الشهر المقبل فلكيًا، فرحة دفعت البعض إلى الإقبال على أداء صلاة الفجر ملتزمًا بالضوابط الاحترازية التي أعلنتها وزارة الأوقاف من ارتداء الكمامات واصطحاب مصلى خاص.


عودة الأذان والإقامة إلى طبيعتهما

واستقبلت المساجد وفي طليعتها الأزهر الشريف، فجرًا وظهرًا وعصرًا ومغربًا وعشاءً، المصلين في أول أيام البدء في تطبيق إجراءات التعايش مع فيروس كورونا المستجد، التي أعلنتها لجنة إدارة أزمة كورونا برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء قبل أسبوع، حيث عودة العمل بالأذان الطبيعي وما تضمنه من عبارتي "حي على الصلاة - حي على الفلاح" بدلًا من أذان النوازل وعبارتي "ألا صلوا في بيوتكم-ألا صلوا في رحالكم"، مع استمرار تعليق صلاة الجمعة وأدائها بالمنازل مع إقامتها بصورة جزئية في حضور 20 مصلي بأحد المساجد الكبرى التي تعلن عنها الوزارة.


الذبح على الأعتاب قبل الفتح

وحرص بعض الأهالى على تقديم الشكر للمولى عزوجل على نعمة إعادتهم إلى بيوته مرة أخرى بعد أكثر من 3 أشهر من الانقطاع فشهد المسجد الكبير بقرية البوها مركز ميت غمر، ذبح الضأن فرحًا بفتح المساجد.


خطوة لرفع الوعي

وشهد مسجد صلاح الدين بالمنيل، أول شعيرة لصلاة الفجر بعد أكثر من 3 أشهر على الغلق في حضور الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، والشيخ جابر طايع رئيس القطاع الديني بالوزارة.

وأعرب الوزير، عن سعادته بالوعي الذي ظهر عليه المصلين والجهد الذي بذله العاملين بالأوقاف في أول صلاة بعد إعادة فتح المساجد، مؤكدًا أن فتح المساجد سيسهم في رفع الوعى العام بأهمية الإجراءات الوقائية.

وقال جمعة، في تصريحات صحفية، عقب عودة فتح المساجد وأداء أول صلاة بها بعد نحو 100 يوم من غلقها، إنه مصداقا لقول الله سبحانه وتعالى: "ولا تبخسوا الناس أشياءهم"، فإننى وللإنصاف أحيي الهمة التي يعمل بها رجال الأوقاف استعدادا لفتح المساجد، وأشهد أن هناك رجالا كثيرين منهم يعملون بقلوبهم قبل أيديهم ابتغاء مرضاة الله، فرحين بعمارة بيوته سبحانه وتهيئتها للركع السجود.

وأضاف: "هكذا أرى عملهم، والله من وراء القصد، وهو حسبنا وحسيبهم وكافينا وكافيهم، ونسأله الرضا والقبول، وألا يحرمنا بيوته وألا يرينا غلقها مرة أخرى".


في انتظار الجمع والجنائز

وشدد رئيس القطاع الديني بالوزارة الشيخ جابر طايع، على أن الانضباط والالتزام بالإجراءات الوقائية المعلنة سيكون سبيلا لدراسة عودة الجمع المعطلة، وبحث إمكانية صلاة الجنازة، مؤكدًا استمرار تعليق دورات المياه والأنشطة الملحقة بالمساجد وقصرها على الصلاة لضمان سلامة الجميع عملًا بمقصد الشرع الشريف في الحفاظ على صحة الإنسان.


احذر التهاون في حماية نفسك

وحذر مركز الأزهر للفتوى الإليكترونية، في أول أيام عودة الصلوات الخمس بالمساجد من التساهل في إجراءات الوقاية من كورونا.

وقال إن الصِّحة من أعظم النعم التي تستوجب شكر الله تبارك وتعالى ليلَ نهار؛ قال سُبحانه: {...وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمۡعَ وَٱلۡأَبۡصَارَ وَٱلۡأَفۡئِدَةَ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ} [النحل: 78].

ونبَّه سيدُنا رسولُ اللهِ إلى أن كثيرًا من الناس يغفلون عن هذه النعمة، فقال: «نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ؛ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ» [أخرجه البخاري].

فالصحة نعمة يجب المحافظة عليها بذكرها وعدم نسيانها، وشكرها وعدم كفرها، واستخدامها في طاعة الله عز وجل، وعدم تعريضها للزوال والهلاك.

وتابع:لا تخفي خطورة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) على الصحة العامة، وسرعة انتشاره، وحجم الضَّرر المترتّب على استخفاف النّاس به، والتَّساهل في إجراءات الوقاية منه، ورفع الحظر لا يعني انتهاء الأزمة أو اختفاء الفيروس.

وشدد على أنه يجب على المسلم شرعًا أن يتجنب أماكن الزحام، ومخالطة الناس قدر الاستطاعة، وأن يلزم بيته إلا لضرورة أو حاجة، ويتأكد الأمر على من ظهر عليه عرض من أعراض الإصابة بالفيروس؛ فقد قال سيدُنا رسولُ اللهِ : «لَا يُورِدَنَّ مُمْرِضٌ عَلَى مُصِحٍّ» [أخرجه البخاري].

كما يحرم على المسلم مُخالفة الإرشادات الطِّبيَّة، والتَّعليمات الوقائية التي تصدر عن الجهات المختصة؛ لمَا في ذلك من تعريضِ النَّفسِ والغير لمواطنِ الضَّرر والهلاك، فضرر الفيروس لن يقتصر على المُتساهِل في إجراءات الوقاية منه فحسب؛ بل قد يتعدى إلى غيره ممن يُساكنهم أو يُخالطهم، ورسول الله يقول: «لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ، مَنْ ضَارَّ ضَارَّهُ اللَّهُ، وَمَنْ شَاقَّ شَاقَّ اللَّهُ عَلَيْهِ» [أخرجه الحاكم].

ويقول: «لَا يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ»، قَالُوا: وَكَيْفَ يُذِلُّ نَفْسَهُ؟ قَالَ: «يَتَعَرَّضُ مِنَ الْبَلاَءِ لِمَا لاَ يُطِيقُ» [أخرجه الترمذي].

وأكد حفظ النَّفس مقصد من أعلى وأولى مقاصد الشرع الشريف؛ قال الحقُّ سبحانه في تعريض النفس لمواطن الهَلَكة: {..وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة:195].

وقال في إحيائها: {..وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا..} [المائدة:113].