الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

البابا تواضروس لمهاجمي الكنيسة: احترسوا.. الموت على الأبواب

 البابا تواضروس الثاني
البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إن الكنيسة على مدى الأجيال هي "أم" ترعى مصالح أبنائها، ويهمها حياتهم الجسدية والروحية والنفسية، وأسرارها السبعة أساس إيمانهم وتقواها عبر الزمن، وتاريخها شاهد على ذلك".
وأضاف خلال مقال منشور في مجلة الكرازة: "عدو الخير يقوم من وقت لآخر لكي يشكك في هذا الإيمان المستقيم بشائعات وهرطقات وأكاذيب وضلالات، ودائما الكنيسة من خلال آبائها وشعبها تقف حائط صد ضد أي انحراف إيماني أو عقيدي، لأنها لا تعرف الإيمان فقط، بل تعيشه وتحياه كل يوم".
وتابع البابا تواضروس: الكنيسة المسترشدة بالروح القدس عليها مواجهة الظروف التي تتغير من زمن إلى زمن، وفي حدود ما قاله الآباء.. المسيحيون يقيمون سر الافخارستيا، وسر الافخارستيا يقيم المسيحيين.. المهم تقديم السر سواء في البيوت، في المغائر، في المقابر، في المزارع، في الكنائس... المهم السر.. جسد ودم المسيح الأقدسان، أي حضور المسيح حقيقة لا مجازًا، وهما لا ينقلا أي عدوى لأنهما سر حياة، وحاشا لمن يقول غير ذلك.
وتابع: أما إجراءات تقديم السر فقد تغيرت أشكالها عبر الزمان، وبقي الهدف هو إتاحة سر التناول كما هو، رغم اختلاف الوسائل والأساليب المستعملة لذلك، لقد كانت دعوة المسيح " تعالوا إلى يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم " (متي11:28)، وأيضا قال "إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً" (متي12:7) ليس جميع المؤمنين المسيحيين أقوياء ايمانيًا، ولكن واجب الكنيسة أن ترعاهم وتساعدهم وتخدمهم. الكنيسة لا تخدم الأقوياء في الإيمان فقط، ولكن أيضًا ضعاف الإيمان وقليلي الإيمان ومحدودي الإيمان والخطأة من كل نوع، لأن المسيح لم يأت ليدعو أبرارًا بل خطأة إلى التوبة، وقال " لا يحتاج الأصحاء(الأقوياء) إلى طبيب بل المرضى" (مرقس 2: 17". الكنيسة تستمع إلى صرخة الإنسان الذي ينادي:"أعن ضعف إيماني"، ويجب أن تستجيب في ظل هذه الظروف الحاضرة.
وكشف البابا تواضروس، أنه قد استقر في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية طريقتان لممارسة سر التناول وهما: 
الطريقة الأولى: الطريقة التقليدية والمعتادة والمعروفة في كل كنائسنا، حيث ممارسة صلوات وطقوس القداس الإلهي بأواني المذبح المدشنة.
الطريقة الثانية: الطريقة البديلة وهي التي تستخدم في مناولة المرضى في المنازل أو المستشفيات، وأيضا مناولة المساجين في السجون.وقد تستخدم هذه الطريقة الاستثنائية في الكنيسة عندما توجد أعداد كبيرة من المتناولين مع وجود كاهن واحد فقط. ولهذه الطريقة نصوص في الخولاجي المقدس وليست بدعا ولا خروجا ولا انتقاصا لقدسية السر.
وأكمل: على نفس القياس، نحن نستخدم في ممارسة السر المذبح الحجري المدشن بالميرون المقدس، كما يمكن أن نستخدم أيه مائدة خشبية أو غير خشبية ونضع عليها لوحًا مدشنًا بالميرون المقدس كوضع استثنائي لحين وجود مذبح ثابت ومدشن، وهذا لا ينتقص من قدسية سر التناول على الإطلاق، وفي زمن تأسيس السر لم يكن هناك وباء عالمي يقضي على مئات الألوف من البشر ويصيب الملايين في معظم أقطار العالم. هذا زمن مرض.هذا زمن عدوي. هذا زمن إصابات.هذا زمن يحتاج وقاية وحرص بالغ.. وفي تجربة السيد المسيح قال له الشيطان: "... إن كنت ابن الله فاطرح نفسك إلى أسفل..."، وبينما السيد المسيح يقدر أن يفعل ذلك، الا أنه أجاب وقال له:" لا تجرب الرب إلهك" ( لو 4: 12). الله ليس جاحدًا.. ولاقاسيًا.. ولا متبلدًا.. حاشا.. الله رحيم بالإنسان ومتعطف عليه ويرثي لحاله ولضعفه، ومكتوب: " فكونوا رحماء كما أن أباكم أيضًا رحيم " (لوقا 6: 36).. هذا زمن توبة وليس زمن كلام ومقالات..." إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذلِكَ تَهْلِكُونَ" (لوقا 5:13).. هذا زمن ندم واستعداد وليس زمن عناد وقساوة... " قوموا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة" (لوقا 46:22).. هذا زمن دموع وليس زمن استعراض ومناقشات.. "يارب نجني" (متي 14: 30).. لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وأهلك نفسه أو خسرها؟ ( لوقا 9: 25).
وتابع: ماذا يستفيد كل من يكتب وينشر على مواقع وصفحات التواصل الاجتماعي ويهاجم الكنيسة وآباءها وتدبيرها ويثير سجسا وتعبًا بين الناس. غالبًا التوبة لم تعرف طريقها إليك. لك أقول: احترس ! الموت على الأبواب، قد تؤخذ نفسك في هذه الليلة.أبديتك أهم من أي شيء.(لوقا12: 20)، وفي تاريخ الكتاب المقدس نرى القديس بولس الرسول يصير ضعيفًا ليربح نفوس الضعفاء، وبالتالي فالكنيسة كأم تطبق قواعد المحبة خلال هذا الزمن الطارئ من انتشار الوباء بصورة عالمية، وتستخدم الطريقة الاستثنائية ( طريقة مناولة المرضى)، وهي طريقة طقسية مذكورة في الخولاجي للقمص عبد المسيح المسعودي البراموسي (1902) بدلًا من الطريقة المعتادة والتي نرجع إليها بمجرد عودة الأحوال الطبيعية.هذا تجميد أو تأجيل الطريقة المعتادة وليس إلغاء أو حذفًا. وهذا هو صوت الحكمة خاصة واننا لا نعيش بمفردنا في هذا المجتمع، ويجب ألا نكون سببًا في بلبلة أحد أو عثرة النفوس التي نحبها، فالدعوة لاتخاذ إجراءات وقائية نتيجة الظروف الحالية ليس خروجًا عن الإيمان اطلاقًا، وها نحن نشهد بوفيات بالمئات وإصابات بالآلاف وانتشار شديد للعدوى والوباء تعدي إمكانيات المستشفيات والأطباء والأجهزة، لم يعد لنا سوى طلب الرحمة من الله لكي يترأف علينا جميعًا وعلى بلادنا وكنيستنا وأبنائنا.