الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

معارض تركي في حوار لـ"البوابة نيوز": الشارع يخشى الصدام العسكري مع مصر.. جواد كوك: للقاهرة الحق في التدخل العسكري بليبيا.. الشعب محتقن بسبب فكر الإخوان المتطرف.. أردوغان أصيب بخيبة أمل بعد عزل مرسي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تسريبات من داخل "العدالة والتنمية" بالرغبة في التفاوض مع مصر
الإخوان يقفون "حجر عثرة" أمام أي حوار
والحل في طرد قيادات "الإرهابية" وغلق قنواتهم في أسطنبول
النظام التركي يستهدف البترول في ليبيا وشرق المتوسط
والحكومة تعمل ضد أي موقف يصب لصالح القاهرة
الأتراك لا يقبلون "العثمانيين الجدد"

تصريحات صارمة وحازمة للرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال تفقده لقاعدة عسكرية غرب البلاد، بالقرب من الحدود المصرية الليبية، قال فيها: "الجيش المصري قادر على الدفاع عن مصر داخل وخارج حدودها، ولن يسمح بأي تهديد لأمن حدود مصر الغربية، وأنّ مدينتي سرت والجفرة في ليبيا خط أحمر بالنسبة لمصر، وأصبح للقاهرة شرعية دولية للتدخل العسكري في ليبيا". 
ردود أفعال عالمية وإقليمية، جاءت على حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومن هذا المنطلق حاورت "البوابة"، المعارض التركى جواد كوك، مستشار مركز الدراسات الإستراتيجية بتركيا، للوقوف على رد أفعال الشارع التركى، حال وقوع صدام عسكرى بين البلدين، أيضا تحركات النظام الدولى مؤخرا تجاه القاهرة.
فإلى نص الحوار..


- كيف ترى حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرا عن وجود شرعية دولية لمصر للتدخل العسكرى في ليبيا؟

القضية شبيهة بما حدث في سوريا، الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، يستخدم نفس المزاعم التى يطلقها بحمايته الأمن القومى لبلاده، وهذا كله أمرا ليس مقبولا من الشعب التركى لأنه لا يوجد حدود مع ليبيا، وكل هذا يفتح الكثير من المشكلات الدولية ويدخل البلاد في نزاعات.

وطبعا تصريحات الرئيس السيسي، التى دعا فيها كل الأطراف الليبية إلى التفاوض، والسلام الشامل، ووقف القتال وانتشار الميليشيات الإرهابية، في دولة على حدود بلاده مصر التى تعتبر أهم دولة في المنطقة، جيدة خاصة أنه دعا إلى الحل بين الأطراف الليبية وبعضها، رافضا التدخل الأجنبى، خاصة من قبل النظام التركى.

وما يحدث في ليبيا من تدفق أسلحة وميليشيات، جعل لمصر الحق في التدخل العسكرى للدفاع عن حدودها والأمن القومى الخاص بها، من التهديدات التى تتعرض لها.

- وهل أثر حديث الرئيس السيسي عن التدخل العسكري في ليبيا على الشارع التركى، خاصة في حال وقع صدام عسكرى بين البلدين؟
نعم هناك مخاوف كبيرة في تركيا، من وقوع صدام عسكرى بين البلدين، والجميع لا يريد وقوع هذا، والمواطن التركي دائما يسأل لماذا نوجد في ليبيا؟
والإعلام التابع للنظام التركى يروج لشرعية الوجود في ليبيا بمزاعم الحفاظ على الأمن القومى، لكن في الحقيقة الهدف الرئيسي هو الحصول على البترول سواء في شرق المتوسط أو داخل الأراضى الليبية.

وإذا حدث صدام عسكرى بين مصر وتركيا، فان هذا سيكون كارثة على كل المستويات، وملف جديد لفشل النظام التركى على المستوى الخارجى، لكن النظام التركى يتجنب الدخول في مواجهة عسكرية مع مصر.

وسياسات مصر الحكيمة، دائما تعيد التوازن في المنطقة كلها باستخدام الدبلوماسية القوية.

- لكن لماذا يصمم النظام التركي على وجوده في ليبيا؟

المعروف على الساحة الإعلامية التركية، دعم حكومة فايز السراج، التى يزعم أنها حكومة شرعية، عبر اتفاقات عسكرية واقتصادية، لتحقيق مصالح للبلاد وما إلى ذلك.

وهناك خلافات كبيرة بين الليبيين حول الوجود التركى في بلادهم، الكثيرون يرفضون مساندة النظام التركى للسراج وحكومته، ويطالبونه بالحياد وعدم التدخل في شئون الداخلية لوطنهم، وأيضا الأتراك يرفضون الوجود التركى هناك، لكن أردوغان ونظامه لا يفعلون الا ما يحقق مصالحهم فقط، عبر نقل المشكلات الداخلية إلى النزاعات الخارجية.

- وكيف ترى علاقة أردوغان بإثيوبيا ودعمه لتعطيش مصر، وهل هذا له علاقة بالإخوان؟

هذه القضية صعبة، فالحكومة تقوم بكل جهدها وقوتها ضد أي موقف يصب في صالح القاهرة، وتدعم أطراف النزاع الأخرى، وهنا كل القنوات الإخوانية مدعومة اقتصاديا من النظام التركى، للعداء ضد مصر.

أيضا فإن النظام التركى سعى بكل جهده، لعقد اتفاقية مع السودان في عام ٢٠١٧، للوجود في جزيرة سواكن، من أجل إزعاج دول الجوار، وأولها مصر لزعزعة استقرارها وسيادتها على أراضيها.

- لماذا يفعل النظام التركي كل ذلك، وما سر هذا العداء تجاه مصر؟ 

بصراحة منذ بداية أحداث الفوضى التى في المنطقة عقب أحداث ما يسمى بالربيع العربي، منذ عدة سنوات، كان هذا الحلم موجودا حتى وقت قريب، وصارت خيبة أمل بعد تحسن الأوضاع في مصر وعزل الرئيس الإخوانى محمد مرسى، وقوة وصلابة نظام الأسد، وهذه الأوهام مازالت تسيطر عليهم، ويحاولون الوصول إليها بشتى الطرق، والشعب التركى لا يقبل أساسا ما يطلق عليه "العثمانيين الجدد".

وأردوغان وحكومته يتحركان وفق أيديولوجياتهما الدينية وليست الوطنية، فما زال يحاولان إحياء مشروع الخلافة، على حساب الوطن، الأمر الذى تسبب في تدهور العلاقات مع بعض الدول العربية، أيضا والتدخل في شئون الدول الأخرى.

وهناك احتقان موجود ضد فكر الإخوان المتطرف الذى يرهب الشعب، وهذا الأمر تحول لحالة من الاستقطاب بين المتطرفين الإسلاميين والعلمانيين، وهذا من سوء حظ بلادنا بسبب هذا النظام الذى ظهر تراجع شعبيته.
والشعب أصبح لديه إرادة حقيقية للتغيير، ويريد وجوه وروح سياسية جديدة، وتغيير سياسات تركيا سواء الخارجية أو الداخلية، وروح الزمان والديمقراطية تجبرنا أن نتغير، فأردوغان وحزبه لم يقدما مشروعا جيدا للأتراك، طوال ١٨ سنة، والآن الفرصة أصبحت سانحة للتغيير عبر الانتخابات الرئاسية.

- البعض يردد أن أنقرة تريد الحوار مع مصر، فما حقيقة هذا؟

هناك مؤشرات لهذا الامر، خاصة بعد الهزيمة السياسية للإخوان المسلمين، وهناك أحاديث عن وجود تحركات للتفاوض، لكن الإخوان يقفون حجر عثرة، وبالتالى يمكن ترحيلهم وخاصة القيادات الكبيرة منهم، ويمكن غلق القنوات الإخوانية التى تعادى مصر، كل هذه هي تسريبات من الاجتماعات الحزبية لحزب أردوغان "العدالة والتنمية"، لمحاولة التفاوض مع مصر، والاتفاق معها في كل الملفات المختلفة، وهذا ستظهر جديته، خلال الأيام المقبلة.

لو أراد أردوغان إعادة العلاقات الطيبة مع العالم العربى، عليه إصلاح العلاقات مع مصر، وأظن انهم سينفذون ذلك خلال الفترة المقبلة، لدرء الفشل السياسى الذى تعرض إليه نظامه.