خلال الشهور الستة الأولى من العام 2020، استطاعت صادرات مصر الزراعية تحقيق معدلات غير مسبوقية، بإجمالي صادرات يُقارب 3.5 مليون طن، وتخطى أرقام صادرات 2019، وذلك بالرغم مما طرأ على الساحة المحلية والعالمية إثر انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" الذي أثر سلبًا على العديد من القطاعات الصناعية والخدمية، كالسياحة والصناعة.
تفاصيل الصادرات الزراعية المصرية
ووفقًا لأحدث التقارير، الصادرة عن الإدارة المركزية للحجر الزراعى بوزارة الزراعة، فإن صادرات مصر الزراعية مُنذ بداية 2020 وحتى بداية يونيو من العام نفسه، بلغت نحو 3 ملايين، و226 ألفا و150 طنا، حيث ضمت قائمة أهم الصادرات عن هذه الفترة؛ الموالح والبطاطس والبصل والعنب والرمان والثوم والمانجو والفراولة والفاصوليا والجوافة والخيار والفلفل، وبلغت حصة الدول العربية من إجمالي الصادرات نحو 40%، كما تأتي الولايات المتحدة، ودول الاتحاد الأوروبي وروسيا، ونيوزيلندا، وأستراليا، وغيرها، ضمن قائمة المستوردين.
وأضاف التقرير، أن إجمالي الصادرات الزراعية من الموالح بلغ 1.354 مليون طن، لتحتل بذلك المركز الأول في الصادرات، ثم البطاطس في المركز الثاني، بإجمالي تصدير 627 ألفا و588 طنا، بينما تم تصدير 240 ألفا و89 طن بصل، محتلًا المركز الثالث في الصادرات، واحتل الثوم المركز الرابع في الصادرات الزراعية، بإجمالي 27 ألفا و648 طنا، في حين احتل العنب على المركز الخامس في الصادرات بإجمالي 20 ألفا و800 طن، بينما احتلت صادرات مصر الزراعية من الفراولة المركز السادس، بإجمالي كمية بلغت 19 ألفا و301 طن.
انتشار "كورونا" لم يؤثر على الصادرات
في البداية، يوضح الدكتور جمال صيام، أستاذ الاقتصاد الزراعي بكلية الزراعة بجامعة القاهرة، أن صادرات مصر الزراعية سجلت حتى الآن رقما غير مسبوق، بنحو 3.271 طن، خلال النصف الأول من 2020، مُضيفًا: "في حين تأثرت الصادرات الزراعية لمعظم دول العالم بسبب كورونا، إلا أن صادراتنا لدول أوروبا الشرقية ارتفعت خلال الموسم الجاري، والسبب أن وارداتهم من دول، كفرنسا وإسبانيا، تأثرت نتيجة إجراءات الغلق التي اتخذتها تلك الدول".
ويُضيف صيام لـ"البوابة نيوز": "إنتاج معظم الدول المصدرة للمنتجات الزراعية تأثر بسبب أزمة انتشار الفيروس، وما تبعها من أثار سلبية، كتعطل جزئي في حركة النقل واللوجستيات، في حين لم يبق أمام كثير من الأسواق الخارجية إلا الصادرات الزراعية المصرية، وفي مقدمتها الموالح التي ازداد الطلب عليها رغم ارتفاع أسعارها، كما نتوقع طفرة كبيرة بنهاية 2020".
ويشير أستاذ الاقتصاد الزراعي إلى أن صادرات الموالح المصرية تخطت الصادرات الإسبانية التي تربعت على عرش صادرات الموالح عالميًا خلال السنوات الماضية، موضحًا: "تزايد الطلب على البرتقال المصري في ظل أزمة كورونا، كوّنه مصدرًا لفيتامين سي، والحقيقة أن معظم صادراتنا في السابق كانت لدول شرق آسيا، كالصين وبنجلاديش، لكن كورونا أتاحت الفرصة أمام المنتجات الزراعية المصرية، لفتح أسواق جديدة في نيوزلندا، والبرازيل، وأستراليا".
توقعات بزيادة الصادرات مُقارنة بـ2019
من ناحيته، يقول حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، إن إجمالي صادرات مصر الزراعية خلال العام الماضي، 2019، بلغت ما يُقارب 5.5 مليون طن، مُضيفًا: " صادراتنا الزراعية خلال الشهور الـ6 الأولى من 2020، بلغت نحو 3.3 مليون طن، ما يعني أنها تخطو بمعدلات ثابتة نحو الأرقام التي تحققت خلال عام 2019 أو يزيد قليلًا، خاصة في ظل الإقبال الشديد عليها".
ويُتابع أبو صدام لـ"البوابة نيوز": "في ظل تداعيات أزمة كورونا عالميًا، والتي نتج عنها إغلاق أو تحجيم بعض الدول لمنافذ صادراتها، كما حدث في إسبانيا، ظلت صادرات مصر بنفس معدلات 2019، بل تمكنت من فتح منافذ جديدة لها في بعض الأسواق العالمية التي تأثرت بتراجع وارداتها بسبب كورونا، حتى أن الموالح المصرية جاءت على رأس صادرات الموالح عالميًا".
ويؤكد نقيب الفلاحين أن ارتفاع إنتاجية بعض الزراعات المصرية، كالخضر والفاكهة التصديرية، كان أحد أهم الأسباب في زيادة الصادرات الزراعية، مُقارنة بعام 2020، فضلًا عن التزام المزارعين والمصدرين بالمواصفات الدولية، وأخذ كافة الإجراءات الاحترازية، أثناء التصدير، لمنع انتشار فيروس كورونا، أسهم في افتتاح أسواق خارجية جديدة أمام الموالح والخضراوات المصرية، مُضيفًا: "نتوقع وصول إجمالي الصادرات بنهاية 2020 إلى أكثر من 5.5 طن".
