الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

عمدة قبيلة الجمعيات في عموم ليبيا في حواره لـ"البوابة نيوز": خطاب الرئيس السيسي غيّر موازين القوى السياسية والعسكرية.. الحل السياسي مرهون بالتخلص من سيطرة تركيا على صناعة القرار بطرابلس

عمدة قبيلة الجمعيات
عمدة قبيلة الجمعيات في عموم ليبيا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الدعم العسكري المصري مرحب به وله شرعية شعبية من كل مؤسسات الشعب الليبي
كلمات الرئيس السيسي مبعث فخر واعتزاز لكل أبناء شعبنا
بلادنا تتعرض لعدوان تركي وهيمنة لجماعات مسلحة متطرفة
أنقرة تسعى للسيطرة على ثروات البلاد وتحويل ليبيا لمستعمرة تركية ومركز للإرهاب
شعب ليبيا يعتبر نفسه جزءًا من الامتداد الجغرافي والإنساني لمصر وشعبها
القبائل الليبية تؤيد أي دور مصري عسكري لدرء خطر التدخل واستعادة الليبيين بلادهم


العمدة ضيف نافع بركات الجميعي عمدة قبيلة الجمعيات المنتشرة في عموم ليبيا، أبرز الشخصيات الاجتماعية المؤثرة في مواقف القبائل الليبية التي تؤثر بدورها على مسار الأحداث السياسية والعسكرية، قام العمدة ضيف بدور مهم في جمع قيادات ووجهاء القبائل الليبية في أكثر من مؤتمر وملتقى، لتوحيد كلمة القبائل الليبية المعبرة عن كل مكونات الشعب الليبي في مواجهة الغزو التركي ورفض تحالف حكومة السراج مع ميليشيات العنف والإرهاب، وهو في هذا الحوار المهم يكشف أطماع أردوغان في بلاده، وكيف بددت حكومة الوفاق أموال ليبيا، محذرًا من مخططات الاستيلاء على ثروات بلاده النفطية، معلنًا وقوف قبائل ليبيا مع الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، مشيدا بالموقف الوطني للمستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب المنتخب، معربًا عن تقديره البالغ لموقف مصر تجاه الأزمة الليبية، مشيدًا بخطاب الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي أكد فيه أن أمن ليبيا جزء لا يتجزأ من أمن مصر، وعن استعداد مصر وجيشها للقيام بدورها في حماية الأمن القومي العربي وتأكيده على أهمية حماية أمن واستقرار لييبا، وإلى نص الحوار..

* فلنبدأ من آخر تطورات الوضع الليبي وخطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي وحديثه عن التعاون والتنسيق مع الأشقاء في ليبيا لمواجهة القوى الخارجية التي تدعم الإرهاب؟
- لقد كانت كلمات الرئيس عبد الفتاح السيسي مبعثَ فخرٍ واعتزازٍ لكل أبناء شعبنا، وأدركنا من خلال هذا الخطاب القوي والواضح أن لليبيا وشعبها سندًا يمكن الاعتماد عليه، وأكد مرة أخرى عمق الروابط الحضارية والشعبية بين البلدين، ودعني أوضح أن هذا الخطاب الذي لخص الموقف المصري المبدئي تجاه الأحداث الليبية، قد أعاد التوازن الإستراتيجي في بلادنا التي تتعرض لعدوان تركي وهيمنة لجماعات مسلحة متطرفة، وحكومة ترهن موقفها بإرادة قوى أجنبية، استنزفت أموال الليبيين، وتسعى للسيطرة على ثروات البلاد وتحويل ليبيا لمستعمرة تركية ومركز للإرهاب وتصدير العنف لدول الجوار ودول البحر المتوسط . وعندما تحدث الرئيس السيسي أشار مجددًا لثوابت السياسة المصرية ومواقف مصر تجاه ليبيا محددًا بوضوح رفضه لحكومة الميليشيات، والتدخل الأجنبي مؤكدًا على أمن ليبيا واستقرارها ووحدة أراضيها، معتبرا هذا حقيقة تاريخية وسياسية، يؤكد ارتباط أمن مصر بأمن ليبيا بل والأمن القومي العربي.
* إذن كيف تنظرون لحديث الرئيس السيسي عن جاهزية القوات المسلحة المصرية، بعد أن أعطت التطورات الأخيرة في ليبيا بعدًا جديدًا، أصبح يهدد أمن وسلامة دول الجوار والأمن والسلم الدوليين، ومنحت شرعية للتدخل المصري لحماية أمن البلدين؟
- نعم، نحن مع دور مصر وجيشها العظيم في دعم الجيش الليبي والحفاظ على مؤسسات الدولة ومقدرات شعبنا، فالموقف السياسي المصري منذ الأزمة كان ضد التدخل الأجنبي، ومع وحدة الأراضي الليبية ومع وقف إطلاق النار والتسوية السياسية بين كل أطراف ومكونات الشعب الليبي، مع حل الميليشيات، ونحن نقدر الدور السياسي والدبلوماسي المصري، في إيجاد حل سياسي بالتفاوض، ولكن ورغم المبادرة المصرية التي انطلقت من مقررات الأمم المتحدة، ومؤتمر برلين وكل الجهود الدبلوماسية الأخرى، فإن تعنت أحد أطراف الصراع بتشجيع ودعم المحتل الغازي التركي وميليشياته المسلحة والمرتزقة الأجانب أجهض كل محاولات الحل السلمي التفاوضي، وحاول تغيير معادلة الصراع، لهذا فإن الحديث عن دور مصر وشرعية تدخلها العسكري أصبح مهما وضروريا وله شرعية إقليمية ودولية بحكم ميثاق الأمم المتحدة.

* نعم، هذا صحيح.. ولكن ماذا عن موقف الشعب الليبي وقبائله؟
- موقف القبائل الليبية واضح وصريح، ودعني أعلن من خلال هذا المنبر تأييد القبائل الليبية لأي دور مصري عسكري لدرء خطر التدخل واستعادة الليبيين بلادهم، وهنا نحن لا ندعو الأشقاء في مصر والقيادة المصرية وجيش مصر العظيم، بل نناشدهم، لم يعد لدينا سوى الشقيقة مصر وقيادتها الحكيمة، وليبيا في حاجة ماسة للشقيقة الكبرى وسنكون في مقدمة الصفوف مع أبناء الجيش المصري مقاتلين، ومرحبين، وأبناء القبائل والشعب الليبي وبرلمانه المنتخب مع الجيش الوطني بهذا الدعم المصري سيحققون آمال شعبنا الليبي في عودة الأمن والاستقرار في البلاد والحفاظ على ثروات البلد، وينتهي خطر الاٍرهاب والعنف وتهديد أمن دول الجوار والعالم.
* ما الخطوة القادمة في تقديركم للتحرك الشعبي الليبي؟
- بعد هذه الخطوة المصرية التي غيرت موازين القوى سياسيًّا وعسكريًّا الاتصالات تتم بين ممثلي القبائل الليبية في جميع أنحاء البلاد لتنسيق الجهود المشتركة في إطار المجلس الذي يجمع كل القبائل، واستمرار التنسيق مع رئيس البرلمان الليبي المستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، وبالطبع مع قيادة القوات المسلحة الليبية، وتوجيه نداء مشترك للقيادة المصرية بالإسراع في إنقاذ ليبيا وشعبها وأن أي جهد مصري بما في ذلك الدعم العسكري مرحب به وله شرعية شعبية تضم مكونات الشعب الليبي وعمودها الأساسي القبائل، بالإضافة للمؤسسات الشرعية الوطنية مثل البرلمان، والجيش الوطني.

* هل الحل العسكري أصبح الخيار الوحيد لحل الأزمة الليبية؟
- لا، فلنقرأ جيدًا ما قاله الرئيس السيسي ومغزى ما قاله في المنطقة العسكرية الغربية، فتفقد رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية، يعني بوضوح أن مصر بجيشها لن ترضى بأي حال من الأحوال سقوط ليبيا في يد قوى إقليمية طامعة تدعم ميليشيات الإرهاب وتشكل خطرًا على مصر، وأن مصر قادرة على ردع هذه القوى، وأن هذه القدرة والقوة العسكرية هي التي تصنع الحل السياسي، لو استجاب الطرف الآخر، هذا الحل الذي يتلخص في التمسك بالمقررات الدولية ومؤتمر برلين والمبادرة المصرية التي تعتبر آلية تنفيذ عملية لكل الجهود السياسية السابقة، ووقف إطلاق النار وعدم تجاوز الوضع العسكري الحالي وحل الميليشيات، ورحيل القوات الغازية وحقن دماء الليبيين والبدء فورًا بعملية سياسية لا تستبعد أي طرف من مكونات الشعب الليبي.
* إذن الحل السياسي لا يزال مطروحًا؟
- نعم، ونتمنى أن يستجيب الطرف الثاني (الوفاق) لهذه المبادرة، وعليه أن يتخلص من سطوة السيطرة التركية وإرهاب الميليشيات التابعة لأنقرة، والتي تتحكم في القرار السياسي لحكومة الوفاق.
ودعني أقول في النهاية، إن شعب ليبيا يعتبر نفسه جزءًا من الامتداد الجغرافي والإنساني لمصر وشعبها، بل نعتبر شعبينا بحكم الجغرافيا والتاريخ شعبًا واحدًا، فمع العلاقات التاريخية القديمة هناك روابط ااجتماعية تربط بين القبائل على الحدود بين البلدين الشقيقين، فضلا عن المصالح الأمنية والاقتصادية، وليبيا هي بوابة مصر الغربية، وبين البلدين سجل حافل للتعاون والدعم المشترك، وحدود تمتد نحو 1200 كيلو متر، لهذا فإن الحرص المصري على مستقبل ليبيا له أسبابه، والحرص الليبي على دور مصري فعال ينطلق من ثقة الليبيين في أن مصر بجيشها كانت دائما الشقيقة التي تتمنى كل الخير لليبيا وشعبها.