الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

أردوغان يستغل "طبع الخيانة" الإخواني لاحتلال ليبيا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اعتاد قادة جماعة الإخوان الإرهابية، في جميع أنحاء العالم، على خيانة أوطانهم بزعم أن أدبياتهم لا تعترف بالأوطان.
ولعل تتبع سلوك قادة الجماعة يكشف عن تعاملهم بمنطق "الغاية تبرر الوسيلة"، فهم يتمسكون بالوطن إذا كان ذلك في صالحهم، ثم يذبحونه بالخيانة عندما يتعارض مع مصالحهم.
ويرسم ما يجري في ليبيا صورة واضحة لطبع الخيانة الإخواني، الذي سمح لعدد كبير من قادة الجماعة بأن يتحالفوا مع الرئيس التركي أردوغان ضد وطنهم، فيعملون على تمزيق أوصاله، وبيعه لحليفهم مقابل المال والسلطة.
الأيام الأخيرة شهدت مزيدا من توغل الاحتلال التركي في الأراضي الليبية، وسيطرته على عدد من المدن، مثل: ترهونة، وسعيه للسيطرة على المزيد منها مثل: سرت، وذلك كله للاستيلاء على الثروات الليبية من النفط والغاز.
التطورات الأخيرة في ليبيا، تستدعي وضع النقاط على الحروب، وكشف أبعاد دور كل قادة الإخوان، في بيع وطنهم وتسليم مقدراته للمحتل التركي.
وتشمل قائمة الشخصيات الإخوانية، التي سهلت لأردوغان غزو الأراضي الليبية، وإقامة قاعدة عسكرية على التراب الوطني هناك، فايز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، التي تعترف بها الأمم المتحدة على خلاف بنود اتفاق الصخيرات، كما يراها الشعب الليبي حكومة غير شرعية، مدعومة بالمرتزقة والإرهابيين.
وكذلك تضم القائمة مفتي التطرف والإرهاب الصادق الغرياني، ووزير داخلية السراج، المليشياوي المصراتي فتحي باشا، وأيضا القيادي الإخواني الشهير علي الصلابي.
ولعله من المناسب أن يبدأ الحديث بفايز السراج، الذي أصبح رئيسا لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا، ضمن صفقة شاركت فيها جماعة الإخوان، كان الغرض الظاهر منها هو خفض التوتر ووقف العمليات العسكرية، إلا أنه بمرور الوقت تكشفت الأهداف الحقيقية للجماعة، وهي تمهيد الطريق للغازي التركي لكي يحتل البلاد وينهب خيراتها.
ويرى الدكتور اكرام بدر الدين أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ،فى تصريح خاص أن دور فايز السراج في فتح أبواب ليبيا للمحتل التركي، يشبه دور والي عكا الخائن الشهير، الذي سلم القدس للصليبيين.
وقال بدر الدين: "كان الاتفاق الأمني والبحري، الذي أبرمته حكومة السراج مع حكومة أنقرة، هو المدخل الذي سمح لأردوغان باحتلال ليبيا، على الرغم من أن هذا الاتفاق ولد ميتا، لأنه مثّل تجاوزا من حكومة السراج لاختصاصاتها، حيث أبرمت اتفاقا دوليا لم يحظ بموافقة البرلمان، الذي لم يوافق أيضا على منح الشرعية لحكومة السراج ذاتها، وفق بنود اتفاق الصخيرات".
السراج سمح لأردوغان بنقل جميع عناصر وقيادات داعش، ومرتزقة الفصائل السورية، إلى ليبيا للقتال في صفوف مليشياته ضد الجيش الوطني الليبي، وهو ما صنع بؤرة إرهابية خطيرة في البلاد، أصبحت قادرة على تهديد أمن أوروبا وليس منطقة الشرق الأوسط فقط، هذا ما أكده الدكتور اكرام بدر الدين مضيفا: "يجب أن ينتبه العالم إلى أن وجود العناصر الإرهابية التي كانت موجودة في سوريا، على الأراضي الليبية يجعلها أقرب من قلب أوروبا، ويخطئ من يظن أنه قادر على السيطرة على هذه العناصر، وإقناعها بتفكيك نفسها، عندما تستقر الأمور، وهذا يطرح سؤالا مهما، كيف ستأمن أوروبا في وجود المليشيات التي تتسلح بأحدث أنواع السلاح التركي، في ليبيا بعد أن تنتهي مهمتها لصالح حكومة السراج؟ وهل إذا دانت السيطرة للسراج على ليبيا سيكون قادرا على دمج هذه المليشيات في مؤسسات الدولة، أم أنها ستصنع بؤرة تهدد أمن العالم بأسره؟
وأتم أستاذ العلوم السياسية بالقول إن ليبيا تعاني في وجود الإخوان، بسبب قدرتهم الفائقة على المراوغة والخيانة وبيع الأوطان، مقابل المال أو السلطة، لذا لا يمكن حل الأزمة الليبية، في وجود هذه الجماعة ورجالها، وأولهم فايز السراج.