الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

انتفاضة شعبية واسعة بتونس ضد مؤامرة "أردوغان ـ الغنوشي".. نشطاء يحشدون الجماهير لحل البرلمان.. وخبراء: الحراك يؤكد دعم التوانسة للشعب الليبي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يبدو أن أيام حركة النهضة الإخوانية داخل البرلمان التونسي، وربما في تونس بأسرها، أصبحت معدودة، بعد حالة الغضب المتصاعدة ضد راشد الغنوشي زعيم الحركة، ورئيس مجلس نواب الشعب في البلاد، وتعمده السير خلف الرئيس التركي أردوغان، لدعم حكومة الوفاق الوطني الليبية، على خلاف السياسة الرسمية للدولة التونسية.
الأيام الماضية شهدت اتصالات واسعة بين الغنوشي، والثنائي الرئيس التركي أردوغان، ورئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج، وهو ما وصفه النواب التونسيون بأنه تجاوز من الغنوشي لصلاحياته، خاصة بعد أن تعمد تهنئة السراج على ما حققته الميليشيات التابعة لهم والمدعومة بالمرتزقة والسلاح التركي، من تقدم على محاور القتال غرب ليبيا.

النواب التونسيون أكدوا وجود مؤامرة يديرها الغنوشي مع أردوغان لتوريط تونس في دعم حكومة السراج الموالية لتركيا، حتى يمكن السماح بإنزال قوات تركية في تونس لتعبر إلى ليبيا من الحدود الغربية، وهو ما واجهه النواب بتقديم اقتراح يطالب بسن قانون يحرم وجود أي قوات أجنبية على الأراضي التونسية، أيا كان الغرض منها.
الأحزاب التونسية المدنية اتفقت على تقديم اقتراح بسحب الثقة من الغنوشي، كإجراء تالٍ لجلسة المساءلة التي عقدت في الثالث من الشهر الحالي، إلا أن إصرار الغنوشي على الاستمرار في السير عكس الاتجاه الرسمي للدولة، حول المعركة إلى الشارع، حيث تشهد تونس اليوم الأحد انتفاضة احتجاجية واسعة النطاق ضد الغنوشي، وحركة النهضة الإخوانية.
نشطاء تونسيون كشفوا لوسائل الإعلام عن استعدادات واسعة تجري من قبل حراك "الرابع عشر من يونيو"، وائتلاف "الجمهورية الثالثة"، لحشد الجماهير الغاضبة وراء مطلب واحد هو حل البرلمان الذي يرأسه الغنوشي. 

ويرى الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن التحرك الشعبي ضد الغنوشي وحركة النهضة، يثبت أن تونس بأسرها تسير في اتجاه دعم الشعب الليبي، فيما تصر جماعة الإخوان على موالاة أنقرة حتى الرمق الأخير.
ولفت إلى أن تصاعد الدعوات المطالبة بحل البرلمان التونسي، تشير إلى حالة من الاحتقان السياسي، تسيطر على المشهد جراء استخفاف الغنوشي وجماعته بمؤسسات الدولة، وانتهاكه للدستور التونسي، خاصة بعد تصريحه الأخير بأن الدولة التونسية لها مصالح في ليبيا، ولا يجب أن تقف على الحياد إزاءها، وهي محاولة يريد من خلالها توريط الدولة في دعم طرف دون الآخر.
وأضاف بدر الدين: "لا يمكن النظر إلى الموقف الذي يوشك أن يشتعل في تونس، باعتباره مرتبط بالشأن الليبي فقط، إذ إن له أبعاد داخلية أيضا، مرتبطة بمحاولات الغنوشي وجماعته المسيطرة على مجلس النواب، تعطيل عمل الحكومة الجديدة، وتفتيت وحدتها، رغم ما حققته من نجاح واضح في عدد من الملفات المهمة مثل: السيطرة على جائحة كورونا، خصوصا أنها لم يمر على وجودها أكثر من 100 يوم".