السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الأرشمندريت جان حنا يكتب: الأحد الثاني بعد العنصرة "دعوة الرسل"

الأرشمندريت جان حنا
الأرشمندريت جان حنا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نقرأ في هذا الأحد المبارك النص الإنجيلي الذي يتحدث عن دعوة الرب الإله للرسل. وهذه الدعوة هي دعوة لنا نحن أيضًا باعتبارنا رسل هذا الزمن الحاضر، لنترك كل شيء ونتبع الرب الإله، ونكون صيادين للبشر، مبشرين بكلمة الله، وعمله الخلاصي لجميع البشر.
كان الرسل جماعة واحدة، ألفوا فيما بينهم وحدة متناغمة، متحدين بروحٍ واحدة، وقلبٍ واحد، وذلك من خلال ارتباطهم واتحادهم بيسوع المسيح. ودعوتنا نحن رسل اليوم أن نكون كما الرسل الأولين، جماعة واحدة، على قلبٍ واحدٍ، تجمعنا روح واحدة، حاملين بشرى واحدة للعالم هي بشري الخلاص، من خلال اتحادنا بيسوع المسيح بسر "الإفخارستيا" اللذين منحنا إياهما لنحيا من خلالهما، هذه الإفخارستيا التي هي صلة الوصل بين الخليقة كلها.
نحن خُلقنا كأفراد بنعمة الله وروحه القدوس. ولكن الله يجمعنا بوحدة متناغمة، ويجعل منا جسدًا واحدًا، هو جسده السري الكنيسة المقدسة، من خلال الإفخارستيا، أي القربان المقدس، الذي بتناولنا له، نصبح أعضاء في الكرمة الحقيقية يسوع المسيح. وحتى نكون مستحقين أن نكون أعضاء في هذه الكرمة، يجب علينا أن نتقدس، ونترفع عن كل مغريات هذا العالم، تاركين كل شي من أجل المسيح، الذي منحنا كل شيء، منحنا جسده ودمه مأكلًا ومشربًا حقيقيين، لنتغذى ونحيا من خلالهما.
الله أب، ونحن أبناء له، اكتسبنا البنوة من خلال يسوع المسيح، وهنا يجب علينا أن نعي لنقطة مهمة جدًا ألا وهي أننا نسمي الله أب. وحتى نكون أبناء حقيقيين، يجب علينا أن نكون قديسين كما أن أبانا السماوي هو قدوس، حافظين مشيئته في قلوبنا، ونحيا من خلالها، مترجمين هذه المشيئة لأعمال نخدم بها إخوتنا البشر. وهذا ما يؤكد عليه القديس بولس في رسالته اليوم إلى أهل روما إذ يقول: "ليس السامعون للناموس هم أبرارًا عند الله، بل إنما العاملون بالناموس يبررون".
الله الآب بذل ابنه الوحيد من أجل خلاصنا، ليعيدنا إليه، ويجعلنا ورثة لملكوته. ونحن كأبناء يجب علينا أن نبذل نفوسنا من أجل إخوتنا البشر، تمامًا كما بذل الابن نفسه من أجلنا ومن أجل خلاصنا. علينا أن نتقدس كما أن أبانا السماوي هو قدوس، لنستحق أن نتناول جسده ودمه المقدسين، الذي يقدسنا ويوحدنا ويجعلنا جماعة واحدة مقدسة.
الله من فيض محبته خلقنا نحن البشر، خلقنا لنشاركه في هذه المحبة. ولفيض محبته أيضًا بذل ابنه الوحيد من أجل خلاصنا لننال به التبني ونصبح نحن أيضًا أبناء لله، باتحادنا به من خلال جسده ودمه المقدسين، ولتكون لنا الحياة، ولتكون لنا أفضل من الحياة التي نعيشها على هذه الأرض، والتي نظن أنها هي الحياة الحقيقية.
من هنا يجب علينا أن ندرك أن لا حياة من دون الله، ولا حياة إلا مع الله، ولا حياة إلا بمحبة الله، ولا حياة لنا من دون الاتحاد بالله، من خلال الاتحاد بسر القربان المقدس سر الافخارستيا الذي هو جسده ودمه المقدسين.
أحد مبارك للجميع