الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

جرائم في زمن «كورونا».. يذبح زوجته لإنجابها فتاتين.. سيدة تقتل زوجها بسبب «أوضة الصالون».. "صادق": التفكك الأسرى والمخدرات السبب.. و"عبدالمجيد": جرائم الأسرة مسلسل مستمر

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

بالرغم من وجود وباء كورونا، الذى اجتاح معظم دول العالم، وتفشى الفيروس بكثيرة خلال الفترة الماضية، إلا أن ذلك لم يمنع المجرمين والخارجين عن القانون من ارتكاب جرائمهم، حيث تنوعت وتعددت الجرائم بشكل لافت للانتباه خلال الأيام الماضية، ما بين قتل وسرقة ونصب، وزيادة الجرائم الإلكترونية بشكل مخيف، لا سيما الجرائم المنافية للآداب وظهور فتيات التيك توك، بحثًا عن المال، على حساب هدم قيم المجتمع، وأرجع خبراء علم الاجتماع سبب وقوع تلك الجرائم إلى عدد من العوامل الاقتصادية، والتفكك الأسري، والمخدرات.



جرائم الأزواج

شهدت منطقة الخصوص بمحافظة القليوبية واقعتين دمويتين حيث أقدم زوج على قتل زوجته لإنجابها ابنتين توأم وقيام زوجة بقتل زوجها بسبب بيع غرفة الصالون.

وكان الزوج الأول ويدعى منصور صبحى قد تزوج "آية على" في حفل زفاف بهيج حضره الأهل والأحباب، وانتقلا للعيش في شقة بسيطة، متعاهدين على السير معا لتجاوز الصعاب والعراقيل دون التوقف أملا في حياة زوجية سعيدة يسودها التفاهم والوئام، لكنها لم تتوقع أن حلمها في تكوين "عش زوجية" سعيد سيتبدد، وأن الشاب الذى تعلق به قلبها سيحول حياتها لجحيم، فبمجرد انتهاء شهر العسل، كشف الزوج عن وجهه القبيح لزوجته، وحول حياتها لجحيم، تارة بالضرب وأخرى بالسب، وحول منزلهما لحلبة صراع، وأجبر أسرتها على مساعدته ماديًا، حتى تسلم ابنتهم من جبروته، لكنه عاود العنف مرة أخرى بمجرد علمه بحمل زوجته في بنتين، وأعلن تمرده عليها، وما أن وضعت الزوجة الطفلتين، أقدم على طعنها حتى الموت قبل أن تحتفل بـ"سبوع" طفلتيها، ليتم القبض عليه معترفا بجريمته.

وفى ذات المنطقة، لم يدر «محمود»، الشاب الثلاثينى أن مطالبته لزوجته بالموافقة على بيع أثاث المنزل (الأنتريه)، ستكتب الفصل الأخير في حياته في واقعة مؤسفة دارت أحداثها على مرأى ومسمع من أطفاله الصغار، فلم يشفع له العيش والملح، وتحمله لأكثر من ٨ سنوات، أفنى خلالها زهرة شبابه في العمل، لتوفير احتياجات عش الزوجية، فقد تناست الزوجة كل ذلك، وسلمت عقلها للشيطان في لحظة ضعف، وانهالت على الضحية بـ"سكين المطبخ»، مسددة له طعنة نافذة في منطقة الصدر ليلقى مصرعه في الحال.


جرائم الأشقاء

وفى منطقة الوراق لم يتخيل الشاب "محمد م" أن تدخله لمنع مشاجرة بين أشقائه سوف يتسبب في مقتله بطريقة بشعة على يد أحدهما، إذ تلقى طعنة نافذة في منطقة البطن، ليسقط على الأرض غارقا ويلقى مصرعه في الحال، وعقب تقنين الإجراءات القانونية، نجح رجال المباحث في ضبط المتهم، والعرض على النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.

وفى محافظة القليوبية أيضا تم العثور على جثة مسن مقتولا داخل منزله، بمدينة طوخ لتكشف التحريات عن تفاصيل مثيرة في الواقعة بعد فحص علاقات المجنى عليه، وأن شخصا تربطه علاقة صداقة مع القتيل وراء ارتكاب الجريمة، بسبب خلافات بعد جلسة شذوذ جنسى بينهما، قام على إثرها الجانى بالتخلص منه بسلاح أبيض.


المدام والعشيق

تخلت زوجة بمدينة بدر عن عشرة ٩ سنوات زواج كان خلالها الزوج يعمل ليل نهار، يكد ويتعب لتوفير لقمة عيش وحياة كريمة بعد أن قررت بمساعدة عشيقها التخلص منه، فقاما بقتله طعنا داخل سيارته، ليتم ضبطهما ويعترفان بارتكاب بالواقعة أمام جهات التحقيقات".


الجرائم والكورونا

أكد الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية، أن ظهور الأوبئة داخل المجتمعات لا يمنع ارتكاب الجرائم أو يحد منها، مشيرا إلى جميع دول العالم تشهد وقوع حوادث قتل وسرقة واغتصاب، وهو الأمر لا يقتصر على المجتمع المصرى أو العربى فقط، وهو ما نوهت عنه الولايات المتحدة الأمريكية، عند بدء أزمة فيروس "كورونا المستجد" والتى أكدت على وقوع عدد من الجرائم بسبب الأزمات الاقتصادية التى ستلحق بالمجتمع عند توقف عجلة الحياة الطبيعية.

وأضاف صادق في تصريحات خاصة لـ"البوابة"، أن ظاهرة العنف الأسرى تؤرق المجتمعات قبل ظهور فيروس "كورونا" خاصة المجتمع المصري، إلا أنها تزايدت بشكل كبير خلال الأزمة الحالية، فأصبح رب الأسرة يجلس داخل المنزل وقتا طويلا، ومن هنا يبدأ الاحتكاك والصدام بين الأزواج والزوجات، مشيرا إلى أن العوامل الاقتصادية تعد سببا رئيسيا في وقوع الجرائم الأسرية، مشيرا إلى أن ارتفاع نسبة الفقر والجهل في المناطق العشوائية وتعاطى المواد المخدرة تسبب في وقوع العديد من ارتكاب جرائم القتل البشعة خلال الفترة الماضية.

وتابع صادق: أزمة كورونا لن تغير طباع الأشخاص، وعلى الجهات الحكومية أن تبادر بوضع حلول للقضاء على البطالة وتوفير فرص عمل تدر عليهم رواتب بصفة شهرية لضمان معيشة كريمة لهؤلاء الأشخاص، مشيرا إلى أن غياب الأسرة عن مراقبة أبنائهم ساهم في لجوء عدد من الشباب والفتيات للهروب نحو عالم " السوشيال ميديا" والزحف نحو التطبيقات الخبيثة مثل "التيك توك"، لهثا وراء الشهرة والمال، نظرا لعدم قدوة أو ناصح يقيم ويعدل سلوكهم، متابعا: أكثر هؤلاء الفتيات وقعن فريسة وضحية فالجميع جنى عليهن الأسرة والمجتمع.


نمط الجريمة

من جهته قال اللواء علاء الدين عبدالمجيد، الخبير الأمني، إن أزمة فيروس "كورونا المستجد " لن تغير نمط الجريمة، فتاجر المخدرات سيظل يروجها، واللص لن يكف عن السرقة حتى يسقطا في قبضة الشرطة، وذلك الأمر ينطبق تماما على وقوع ارتكاب حوادث القتل فهى أمر واقع، وهو الأمر الذى سجلته محاضر ودفاتر سجلات جهاز الشرطة خلال الثلاثة أشهر المنقضية.

وأكد الخبير الأمني، على ضرورة التمسك بالقيم والأخلاق الحميدة، وغرسها في نفوس الصغار، حتى يتخلص المجمتع من كل تلك الأحداث المأساوية، مشيرا إلى أن أغلب وقوع هذه الجرائم يكون سببها التفكك الأسرى وتعاطى المخدرات.