الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

البطريرك الماروني:"الكنيسة أمّ ذات قلب مفتوح"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال البطريرك الراعي مار بشارة الراعي البطريرك الماروني أثناء اللقاء عظته اليوم بخصوص فرح الإنجيل (8) اننا ننهي اليوم الفصل الأوَّل من الإرشاد الرَّسوليّ لقداسة البابا فرنسيس"فرح الإنجيل" وكان عنوان هذا الفصل: "الكنيسة وتبدّلها الإرسالي". إنّا ننقل الآن آخر نقطة من هذا الفصل، وعنوانها: "الكنيسة أمّ ذات قلب مفتوح" (الفقرات 46-49).
1. كنيسةٌ في حالة انطلاق هي كنيسة أبوابها مشرّعة. تنطلق نحو الضواحي البشرية، وهمّها أن تحدّق في العيون، وتصغي، وترافق من خارت قواه وتوقّف إلى جانب الطريق. وعليها أن تكون أحيانًا مثل والد الابن الضالّ الذي ترك لابنه الابواب مشرّعة ليستطيع الدخول بدون صعوبة عندما يعود (الفقرة 46).
2. ينبغي أن تكون الكنيسة في أمكنة بيت الآب المفتوح، حتى إذا جاءه مؤمن أو مؤمنة منقادًا من الروح، وباحثًا عن الله، لا يجد نفسه أمام باب مغلق بارد. بالإضافة إلى باب الكنيسة، يوجد أبواب أخرى يجب ألاّ توصَد بوجه أحد: نعني باب المشاركة في حياة الجماعة، وأبواب الأسرار، ولاسيما بابها الأول أي المعمودية والافخارستيا التي تعطي غذاء الحياة الابدية، والتي ليست جائزة بل دواء وغذاء للضعفاء.
لهذه القناعة نتائج راعوية يجب اعتبارها بفطنة وجرأة، نذكر منها اثنتين: التصرّف كأننا حَكَم على النعمة لا خدّامها الذين يسهّلون قبولها؛ وكأنّ الكنيسة جمرك فيما هي بيت الآب، حيث يوجد مكان لكلّ واحد وواحدة مع مشكلاته (الفقرة 47).
3. إذا التزمت الكنيسة جمعاء بهذه الدينامية الإرسالية، يجب أن تبلغ إلى كل شخص، دونما استثناء. فإلى من تذهب أولًا، يجيب الإنجيل: بالطبع ليس إلى الأصدقاء والجيران الأثرياء، بل إلى الفقير والمريض والمهمَل والمنسي. وبكلمة إلى "اولئك الذين ليس لهم أن يبادلوك" (لو 14:14). اليوم وأبدأ "الفقراء هم المفضّلون الذين اليهم يُوجَّه الإنجيل" (البابا بندكتوس السادس عشر). وكون الإنجيل مبشرًا به اليهم مجانًا، فهذه علامة مجيء الملكوت الذي أتى يسوع ليوطّده على أرضنا. نستطيع القول بكلّ تأكيد انه يوجد رباط لا ينفصم بين إيماننا والفقراء. فلا يمكننا أبدًا التخلّي عنهم (الفقرة 48).
4. لننطلق فنقدّم لكلّ واحد يسوع المسيح. إنّ كنيسة مجروحة ومترضضة وملوّثة لأنها سلكت طرقات الانطلاق، هي أفضل من كنيسة سقيمة بسبب الانغلاق ورفاهة التمسّك بأمانها الخاصّ.
وإذا كان من شيء يقلق ضميرنا، إنّما هو رؤية العديدين من إخوتنا وأخواتنا يعيشون محرومين من قوّة ونور وعزاء الصداقة مع يسوع المسيح، ومن جماعة إيمان تعضدهم، ومن معنى وهدف لحياتهم.
إذا كان من شيء يخيفنا، فليس أن نرتكب خطأ، بل أن ننغلق على ذواتنا في إطار هيكليات حماية وهمية، وفي داخل أنظمة تجعل منا قضاة عديمي الرحمة؛ وفي إطار عادات نشعر من خلالها بالطمأنينة، بينما يقف خارج أبوابنا جمهور من الجياع، ويسوع يردّد لنا دونما انقطاع: "اعطوهم أنتم ليأكلوا" (مر 37:6)