السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الأرشمندريت جان حنا: القداسة دعوة موجهة من الله لكل إنسان للمشاركة في الحياة الإلهية

الأرشمندريت جان حنا
الأرشمندريت جان حنا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الأرشمندريت جان حنا، في كنيسة مارالياس للروم الكاثوليك معرة صيدنايا- سوريا، بان الكنيسة المقدسة تحتفل في الأحد الأول بعد عيد العنصرة بأحد جميع القديسين. 
وأضاف "حنا" عبر صفحته الشخصية على شبكة التواصل الاجتماعي فيس بوك، اليوم:" لهذا العيد أهمية كبيرة في حياتنا نحن المسيحيين، وهنا يجب علينا أن ندرك: 
- أن القداسة هي دعوة موجهة من الله لكل إنسان للمشاركة في الحياة الإلهية من خلال الروح القدس الذي حلّ فينا. 
- وأن القداسة أيضًا هي نعمة من الله، هبة أي عطية مجانية منه.
- وأخيرًا أن القداسة هي هدف يضعه الإنسان ويسعى إليه. 
وتساءل " حنا"، ولكن ما هي القداسة؟ ومن هم القديسون؟ ولماذا تحتفل الكنيسة المقدسة بعيد جميع القديسين في الأحد الأول الذي يلي عيد العنصرة؟، وجاء نص اجابته على هذه التساولات كالاتي: 
أولًا- القداسة هي استسلام لمشيئة الله، وعيش هذه المشيئة في كل تفاصيل حياتنا. بتسليم إرادتنا وأفكارنا وقلبنا وحياتنا كلها لله، ليملك عليها ويغيرها، ويعيد إليها بهاءها القديم التي خلقت عليه، على صورة الله ومثاله. تمامًا كما سلمها من قبلنا آباؤنا القديسون له، بكل إيمان ومحبة وطواعية، قائلين في كل مرة "لتكن مشيئتك يا رب لا مشيئتي". متكلين على قدرته وحكمته في تقديس حياتنا. 
ولأن القداسة هي هدف يضعه الإنسان ويسعى إليه، فهي تتطلب عمل تغيير في حياتنا، وطريقة عيشنا. وهذا التغيير لا يمكن أن يتمَّ إلا من خلال التمرين والعمل المستمر على اكتشاف نقاط الضعف الموجودة لدينا، في كل مناحي حياتنا الشخصيّة، العقليّة منها، أو القلبيّة، أو الروحيّة، أو الاجتماعيّة،...إلخ، والعمل على تطويرها، وتنميتها، وتغييرها لتصبح أفضل، مدركين أن الله وحده هو الذي يستطيع أن يحوّلنا نحو الأفضل بقوّة الروح الحاضر في داخلنا إلى الملكوت، وما علينا إلا أن نزرع، وهو ينمي زرعنا ويعطيه الحياة. 
- ثانيًا من هم القديسون؟ القديسون هم من اعترفوا أنهم بحاجة إلى النور الإلهي في حياتهم، مُسَلِّمين ذواتهم له بكلّ ثقة. هم الفقراء، وهنا لا أعني الفقر المادي وإنما الفقر الروحي. ففقير الروح يشعر دائمًا بفقره وحاجته الروحية لنعمة الله وقوة روحه القدوس. وهم أيضًا الجياع والعطاش إلى البر. وهنا أيضًا لا أعني الجوع والعطش المادي، وإنما الجوع والعطش الروحي، الجوع والعطش إلى البر، ويسوع المسيح هو البر وهو البار الذي إذا أروينا ظمأ أرواحنا منه لم نعد نعطش من بعد. 
- ثالثًا لماذا تحتفل الكنيسة المقدسة بعيد جميع القديسين في الأحد الأول الذي يلي عيد العنصرة؟ لأن الروح القدس الذي حل علينا في العنصرة هو الذي يثبتنا ويرشدنا ويمنحنا روح الفهم والحكمة روح المشورة روح مخافة الله، هو الذي يثبتنا في الإيمان ويجعلنا أشداء قادرين على تحمل الشدائد، بالمختصر هو الذي يقود خطانا في طريق القداسة إذا ما قبلناه وحافظنا عليه واستسلمنا له وسلمناه دفة قيادة حياتنا. هذا الروح الذي من دونه لا حياة على الأرض ولا قداسة وبالتالي لا حياة أبدية مع الله.