الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

من النكسة إلى حرب الكرامة.. حرب الاستنزاف وبناء الجيش أبرز عوامل تحقيق نصر أكتوبر.. وبالوقائع والأحداث نرصد أهم بطولات الجيش المصري من 1967 حتى 1973

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في مثل هذا اليوم وقبل 53 عاما عاشت مصر والمصريون سنوات من المرارة بعدما منيت مصر والعديد من البلدان العربية بنكسة 1967، عندما باغتت قوات العدو الإسرائيلية الدول العربية في 5 يونيو 1967 بهجوم كبير أسفر عن احتلالها جزء كبير من الأراضي العربية بداية من الجولان وحتى سيناء المصرية، إلا أن الجيوش العربية سرعان ما استعادت زمام الأمور وواصلت مقاومتها للعدوان الإسرائيلي على أراضيها من خلال حرب الاستنزاف وحتى ساعة النصر التي تحققت في حرب استعادة العزة والكرامة العربية في 6 أكتوبر 1973.
وما بين النكسة والنصر كانت هناك العديد والعديد من البطولات التي تحققت في حرب الاستنزاف التي كانت تجري بالتوازي مع خطط مص لإعادة بناء الجيش المصري اللذان كان لهما الفضل الأكبر في تحقيق نصر أكتوبر.


حرب الاستنزاف
هي الحرب التي اختار اسمها الزعيم جمال عبد الناصر، وكان الهدف منها هو تحقيق أكبر خسائر في صفوف العدو بعد هزيمة 1967، وبدأت أولى معارك حرب الاستنزاف والتي عرفت بمعركة رأس العش، عندما تقدمت المدرعات الإسرائيلية صوب مدينة بور فؤاد بهدف احتلالها يوم 1 يوليو، 1967، فتصدت لها قوة من الصاعقة المصرية بنجاح.
واستمرت الحرب طوال أعوام 1968 – 1969 – 1970، وخلالها استهدفت غارات سلاح الجو الإسرائيلي المدنيين المصريين أملا في إخضاع القيادة السياسية المصرية، مستخدمين في ذلك مقاتلات الفانتوم الأمريكية الحديثة. كما استعان المصريون بالخبراء السوفييت وصواريخ الدفاع الجوي السوفياتية لتأمين العمق المصري.
بطولات مصرية
وشهدت حرب الاستنزاف العديد من البطولات المصرية، ففي يومي 14 و15 يوليو 1967 قامت معارك القوات الجويةحيث نفذت مصر طلعات هجومية جريئة ضد القوات الإسرائيلية في سيناء، أحدثت فيها خسائر فادحة.
ولعل تدمير خطوط الدبابات الإسرائيلية في 20 سبتمبر 1967، كانت من أهم أحداث حرب الاستنزاف حيث قامت قوات المدفعية بالاشتباك الكبير الذي ركزت فيه المدفعية المصرية كل إمكانياتها في قطاع شرق الإسماعيلية، والذي تمكنت فيه من تدمير وإصابة عدد غير قليل من الدبابات الإسرائيلية، وصل إلى 9 دبابات مدمرة، فضلا عن الإصابات في الدبابات الأخرى وعربتين لاسلكي، وقاذف مدفعية صاروخية، بالإضافة إلى 25 قتيل و300 جريح منهم ضابطين برتبة كبيرة.
ولعل الحدث الأشهر في حرب الاستنزاف وقع في 21 أكتوبر 1967، وهو إغراق المدمرة البحرية الإسرائيلية إيلات، بعدما نجحت الضفادع البشرية المصرية بدعم من زوارق صواريخ البحرية المصرية في إغراق المدمرة إيلات في منطقة شمال شرق بورسعيد، وأوقعت حسائر فادحة في صفوف العدو لما تمثله المدمرة إيلات من أهمية كبيرة للعدو.

إعادة بناء الجيش المصري
في الأسبوع الأول من 1972 قرارا بتعيين المشير الجمسي رئيسًا لهيئة عمليات القوات المسلحة بهدف إعادة بناء الجيش المصري ووضع خطط حرب أكتوبر، حيث بدأ في إعداد خطة الحرب بجانب قادة القوات المسلحة، حيث كتب المشير الجمسي خطة الهجوم كاملة بخط اليد، وهي الخطة التي وصفها المشير أحمد إسماعيل القائد العام للقوات المسلحة ووزير الحربية المصري خلال حرب أكتوبر 1973 أنها "ستدخل التاريخ العلمي للحروب كنموذج من نماذج الدقة المتناهية والبحث الأمين".
ومن أبرز أدوار المشير الجمسي في حرب أكتوبر يوم 9 أكتوبر بعدما حقق الجيش المصري إنجازا عسكريا، فقد أنشأ كل من الجيشين الثاني والثالث رأس كوبري بعمق 12 –15 كم في سيناء تحطمت عليه كل هجمات إسرائيل المضادة، وكان لا بد من استمرار الهجوم لتحقيق الهدف الاستراتيجي للحرب وهو الوصول إلى خط المضايق.

أعنف المعارك
وفي 12 أكتوبر 1973 أصدر الرئيس السادات قرار بتطوير الهجوم شرقا لتخفيف الضغط على الجبهة السورية، ثم تأجل الموعد ليكون الساعة 6.30 يوم 14 أكتوبر، ولكنه قوبل بتصدي من قبل العدو حيث دار في هذا اليوم أكبر وأعنف معارك الدبابات التي حدثت في الحرب، اشترك فيها من الطرفين نحو 1500 دبابة تدعمها المدفعية والصواريخ المضادة للدبابات في ظل نشاط جوي كثيف للطرفين، وكانت خسائرنا في هذا اليوم أعلى مما تكبده العدو وتوقف هجوم قواتنا بعد أن خسرنا 250 دبابة.