السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

بعد مسلسل رجالة البيت.. فنانون تشكيليون: الدراما تشوه صورتنا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على مر تاريخ السينما والدراما المصرية، ألقت العديد من القصص الضوء على حياة الفنان التشكيلي، بعضها أخذها من المنظور الجاد، لكن المُعالجة الدرامية بالغت في وصفها وبالغت في مدى انطواء الفنان وصورته بالمريض النفسي.
أعمال أخرى ناقشتها من المنظور الكوميدى والساخر لكن أيضًا بأسلوب مُبالغ، وكلاهما استقبله الفنانون التشكيليون بحالة من الاستياء والرفض لأسلوب عرض الفنان التشكيلى وكأنه حالة خاصة تختلف عن غيره بالمجتمع.
"البوابة نيوز" تحدثت مع الفنانين التشكيليين، حول الصورة التى يُقدمها المخرجون والمُمثلون في أعمالهم الدرامية والسينمائية عن هذا الفن ومُمارسيه، وجاءت تعليقاتهم كالتالي.. 
"كل ما يرى المُخرجون قيمة يُحاولوا تكسيرها" هكذا عبر الفنان التشكيلى الدكتور صلاح المليجي عن رؤيته للأعمال السينمائية والدرامية التي تُسلط الضوء على الفنانين التشكيليين وأعمالهم، وواصل: "وجود فاروق حسني لفترة وزيرًا للثقافة أيضًا لم تُثنيهم عن السُخرية من الفنان التشكيلي، ولكنهم كانوا يُحدون منها خلال مدة تقلده وزيرًا للثقافة، وعادوا بشكل أكبر بعد تركه له".
وفي الحديث عن آخر الأعمال الدرامية التي قامت بذلك، يأتى مسلسل «رجالة البيت» الذي تم عرضه في رمضان الماضى، وعلق "المليجي" قائلًا: "مسلسل "رجالة البيت" تافه جدا، ولم ينل إعجاب أى من المُشاهدين وكأنهم "جم عشان يفطروا الناس"، و"بيومى فؤاد" كان تلميذي ودرست له في كلية الفنون الجميلة، فهو خريج قسم الجرافيك ويعمل بالقطاع في الترميم، ومن قبل كان يحكي أنه أفسد لوحة في الترميم وكانت قصة تافهة جدا، على الرغم من أنه غير مسئول عن الترميم الورقي.
وفي تعجب شديد، تابع الفنان المليجي: "أنت منتم للفنانين التشكيليين، وتسخر منهم؟ والفنانة عارفة عبدالرسول أيضًا خريجة فنون جميلة قسم تصميم مطبوع جامعة الإسكندرية عام 1977، لذلك أتعجب من اختيارهم الفنان التشكيلي ليكون محل سُخرية".
وواصل تعجبه مما تُقدمه السينما قائلًا: "حلا شيحه برفقة الفنان عادل إمام أيضًا سخرا من الأعمال الفنية على الرغم أن والدها فنان مهم وهو الفنان أحمد شيحه".
وعن قيمة الفنان التشكيلى على المستويين العالمي والمحلي، قال "المليجي": "هناك نماذج مهمة جدًا، على المستوى المحلي نجد فنانين لهم متاحف بالخارج والناس لا تعرف، مثل جورج صباغ له متحف في باريس وهو فنان مصري، "مختار" علامة من علامات النحت العالمي وله متحفه الرائع هنا في مصر".
وتابع سرده إحدى القصص الفنية قائلًا: "الحلاق الخاص بالفنان بابلو بيكاسو كلما ذهب للحلاقة للفنان لمدة سنوات، كان كل مدة يُعطيه لوحة من لوحاته الفنية، حتى تجاوزت الأربعين لوحة، وبعدما توفى بيكاسو نصحه الناس ببيعها بالملايين، فرفض هذه الفكرة، وأصر على إقامة متحف باسم "حلاق بيكاسو" حتى يجلب الأموال لقريته، فهذه هي النماذج التي من المُفترض العمل عليها، لأن فيها إعلاء للقيم الرفيعة والنبيلة، فكل الديانات تبحث عن الإنسان والقيم الجميلة والأخلاق والخير والحق والجمال".

بينما قالت الفنانة التشكيلية نادية سرى عن صورة التشكيلي في الدراما والسينما: "السُخرية من الفنان التشكيلي تحدث عندنا في مصر فقط"، وتابعت: "بالخارج أنتجوا أفلاما مُخصصة للفنانين التشكيليين، مثل فيلم فان جوخ، وفيلم فريدا كاهلو المكسيكية، وفنانين عالميين آخرين، أنتجت السيرة الذاتية الخاصة بهم بشكل رائع، وحياتهم كلها تُعرض ولوحاتهم، والظريف أن الفيلم بمُجرد عرضه، يتمكن من جذب المُشاهد العادي غير المُهتم بالفن التشكيلي".
وواصلت: "لاحظت أن أولادى غير المُهتمين بالفن التشكيلي، مهتمين بمُشاهدة فيلم فان جوخ، وفي انتظار لرؤية نهاية الفيلم، السينما لها بريق جيد، عندما تعرض في سياق إخراجي جيد يجذب المُشاهد للمُحتوى".

"السينما هي سبب بلاء وابتلاء الفن التشكيلي في مصر" هكذا وصف الفنان التشكيلي عادل بنيامين التأثير السلبي الذي تُسببه السينما والدراما المصرية على الفن التشكيلي.
وواصل: "السينما المصرية قدمت الفنان التشكيلي في صورة "عيسوي" في سُخرية شديدة، وفيلم "بالألوان الطبيعية" صوروا فيه الفنانين وكأننا شيء آخر منعزل عن المجتمع، رغم أن الفنان هو من يصنع هذا الفرق، وهذا الاتساع الكبير".
وفي حزن شديد، قال بنيامين: "السينما تُدمر الفن التشكيلي لأن المُخرج أو المُنتج يُريد أرباح الفيلم، مما يُنتج عن ذلك خراب وأثر سلبي كبير على الثقافة في مصر"، وطالب بوقف كل الأعمال التي تتناول صورة التشكيلي بصورة سلبية.