تحل اليوم الثلاثاء الذكرى الثالثة على رحيل، الدكتور محمد محمد الراوي، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، الذي وافته المنية عن عمر يناهز 89 عامًا، وخرج جثمانه من ساحة الجامع الأزهر بالتزامن مع إعلان المشيخة إقامة احتفالية لمرور 1077 سنة على إنشاء الجامع الأزهر، وشهدت ساحة الجامع الأزهر صلاة الآلاف من مختلف الجنسيات في العالم الإسلامي الذين حضروا لتوديع جثمان الإمام.
ونعاه الأزهر، مؤكدًا أن التاريخ سيظل يذكر فقيد الأزهر والأمة بعلمه وفكره الوسطى في بيان سماحة الإسلام، وجهوده الدعوية على كل المستويات، ومصنفاته ومحاضراته التي أفاد منها طلاب العلم.
ومع رحيل "الراوي" طويت الصفحة التاسعة من أعضاء كبار العلماء، حيث سبقه في الرحيل عنها الدكتور محمد رأفت عثمان، والدكتور محمد الأحمدي أبو النور، وزير الأوقاف الأسبق، والدكتور عبد المعطى بيومي، والدكتور عبدالله الحسيني، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، والدكتور عبدالفتاح الشيخ، والدكتور القصبي زلط، والدكتور مصطفى عبدالجواد عمران والدكتور محمد مختار المهدى، كما تم عزل يوسف القرضاوي.
ولد الإمام الراوي بقرية "ريفا" محافظة أسيوط في الأول من فبراير عام 1928، وحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة بكُتاب قريته، ليلتحق بعدها بمعهد أسيوط الديني، ومن ثم إلى كلية أصول الدين بالقاهرة ليحصل منها على الشهادة العالية عام 1954، ثم الشهادة العالمية مع تخصص التدريس من كلية اللغة العربية، جامعة الأزهر عام 1956، بالإضافة إلى أنه كان عضو في مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة، وعُين رئيسا لقسم التفسير بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض.
وللراوي عدة مؤلفات منها، الدعوة الإسلامية دعوة عالمية، وكلمة الحق في القرآن الكريم، القرآن والإنسان، القرآن الكريم والحضارة المعاصرة، كان خلقه القرآن، وغيرها من المؤلفات، وقدم بعض البرامج الدينية في بعض القنوات والمحطات الفضائية، وتسجيل ما يقرب من 400 حلقة تذاع يوميا على أثير إذاعة القرآن الكريم بالقاهرة حملت اسم "مقدمة التلاوة"، وأشرف كذلك على عمل مقدمة للمصحف الوثائقي الذي جمعته إذاعة القرآن بالقاهرة، فجمع بين القراء القدامى ووصل بينهم في مصحف متكامل بلا انقطاع.
