يقيم مركز إبداع الست وسيلة، التابع لقطاع صندوق التنمية الثقافية، مجموعة من الأمسيات الشعرية الأسبوعية بمقر المركز، ولكن الظروف التي تمر بها البلاد في الوقت الراهن بسبب انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد منعت إقامتها، لذلك قرر المركز نقل هذه الأمسيات الشعرية أون لاين عبر الصفحة الرسمية لقطاع صندوق التنمية الثقافية تحت شعار "الشعر يجمعنا" حيث ينشر خلالها عددا من القصائد الشعرية لمجموعة من الشعراء.
واليوم ننشر قصيدة بعنوان "خطوة يائس" للشاعرة سلمى فايد.
"خُطوةُ يائسٍ"
وهُنا انتبهنا
أنّ شيئًا لم يكُنْ..
نجمٌ تمكّنَ منهُ غيمٌ ما وأطفأَهُ
فأصبحَ فكرةً لا شيءَ يثبتها
عتابٌ بينَ إنسانٍ وحيدٍ
والفِراش
كِلاهما من حقّهِ
بعضُ الهدوءْ..
شُبّاكٌ تكوّنَ فيهِ نبضٌ
حينَ جرّب كيفَ يحقدُ
كيفَ يُمكنُ
أنْ يحرّك ثورة ضدّ الستائرِ..
والذي يحكي الحكاية
حوضُ بنزينٍ وعود ثقاب
وهنا انتبهنا..
عندما
انتهت الكؤوسُ على سراب
أدرك الممسوسُ
كيف يفكّ عقدتهُ وينظر من بعيد
لا يُغامر بالسجائرِ
دونَ داعٍ
فالدّخان
حتى الدخان
لهُ مقابل
تكفيكَ خطوةُ يائسٍ كي تُحدثَ الفرقَ الذي
ترجوهُ من عُمرٍ طويلٍ في الكلام.
أن تعطي بلا استئذان
ربّما في بعضِ أحيانٍ
يكونُ جريمةً
ونهايةً في غيرِ موعدِها
لم يسألوكَ
"أكانَ يُمكنُكَ الحياةُ؟"
"أتستطيعُ عناقَ وهمٍ بيّنٍ
وتحسُّ أنّ هناكَ قلبًا ملءَ حِضنِكَ
غيرُ قلبِكَ نابِضٌ.."
هل من فضولِكَ أن تُجرّبَ
رؤيةَ المأساةِ كاملةً
وتُصبحَ رغمَ أنفِكَ حلْقةً فيها..
هنا انتبهتَ
إلى احتياجِكَ
أن تُصدّقَ
أنّ شيئًا لم يكُنْ!
