الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

حسن حسني.. أيقونة الكوميديا

حسن حسني
حسن حسني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على مدى سنوات طويلة منح الفنان حسن حسني وقته ومجهوده، حتى منحه الجمهور لقب الجوكر، حيث كان القاسم المشترك لأعمال نجوم السينما والمسرح والتليفزيون، كما كان بمثابة تميمة الحظ بالنسبة للنجوم الشباب.
ولد حسن حسني في حي القلعة يوم 19 يونيو عام 1936، وفي المدرسة الابتدائية وتحديدا في مدرسة الرضوانية عشق التمثيل الذي عبر عنه على مسرح المدرسة، وقدم دور "أنطونيو" في إحدى الحفلات المدرسية وحصل من خلالهِ على كأس التفوق بالمدرسة الخديوية، كما حصل على العديد من ميداليات التقدير من وزارة التربية والتعليم، فيما حصل على شهادة التوجيهية عام 1956.
شهدت فترة الستينيات من القرن الماضي بدايته كممثل محترف، وأصبح عضوا في فرقة المسرح العسكري التي كانت تابعة للجيش، وقتها لم ينتبه إلى أنه سوف يكون ممثلا لشريحة معينة من الناس هم فقط من الجنود والضباط وأحيانا عائلاتهم، حيث كان يقدم عروضه على مسرح المتحدين للضباط وأسرهم في شهر رمضان، ثم انتقل إلى مسرح الحكيم الذي شهد خطواته الأولى، فقدم عليهِ مسرحيات عديدة منها مسرحية عرابي مع المخرج نبيل الألفي، ومسرحية المركب اللي تودي مع المخرج نور الدمرداش، وغيرها من المسرحيات التي حققت صدى طيبا لدى جمهور المسرح".
وإلى جانب تلك المسرحيات قدم حسن حسني مع المخرج سمير العصفوري مسرحية كلام فارغ التي استمر عرضها لمدة 6 أشهر، وهو رقم قياسي بمقاييس تلك الفترة، وكان نجاحه في هذه المسرحية سببا في انتقالهِ إلى المسرح القومي ثم المسرح الحديث، الذي حقق من خلالهِ نجاحا آخر في حياتهِ المهنية، أهله للعمل في مسارح القطاع الخاص في بداية عقد السبعينات، حين انضم لفرقة تحية كاريوكا، التي عمل فيها لمدة 9 سنوات، قدم خلالها أجمل مسرحياته على حد تعبيره وفي مقدمتها روبابيكيا وصاحب العمارة.
وفي نهاية عقد السبعينيات شارك حسن حسني في مسلسل أبنائي الأعزاء شكرا الذي اشتهر باسم بابا عبده مع الفنان الراحل عبد المنعم مدبولي، من خلال شخصية الموظف الفاسد المرتشي، وهو الدور الذي عرفته الجماهير من خلاله، على الرغم من حجم الشر الذي جسده فيه.
ومع مطلع عقد الثمانينيات فتحت استوديوهات دبي وعجمان أبوابها للنجوم المصريين، وكان من بينهم حسن حسني، الذي صور أعمالا كثيرة، وعرضت في دول الخليج العربي بكثافة.. وقتها أطلق عليه أصدقاؤه لقب "الممثل الطائر" نظرا لكثرة تنقله بين استديوهات عجمان ودبي لأجل تصوير العديد من الأعمال الفنية.
وعلى الرغم من ابتعاد حسن حسني عن المسرح طوال تلك السنوات، إلا أنه عاد للمسرح في منتصف عقد الثمانينيات، عندما قدم مع فنانة المسرح المعتزلة سهير البابلي ومع صديق عمره الفنان حسن عابدين مسرحية ع الرصيف، التي دعمت نجوميته لدى الجمهور المصري والعربي على حد سواء وقدم أيضا في عام 1985 مسرحية اعقل يا مجنون مع الفنان الكوميدي الكبير محمد نجم.
بدأت علاقة حسن حسني بالسينما بدور صغير في فيلم الكرنك مع المخرج على بدرخان في عام 1975، إلا أن دوره في فيلم سواق الأتوبيس الذي أخرجه عاطف الطيب في عام 1982 كان علامة فارقة في حياتهِ المهنية والفنية، حيث لفت إليهِ الأنظار كممثل قادر على أداء أدوار الشر تحديدا بشكل مختلف.
بعدها قدم مع عاطف الطيب عددًا من الأفلام، من بينها البريء، البدروم، الهروب، كما عمل مع عدد آخر من المخرجين من بينهم محمد خان في فيلم زوجة رجل مهم، ورضوان الكاشف في فيلم سارق الفرح، والذي حصل على شخصية "ركبة" القرداتي، التي جسدها فيه ونال عليها 5 جوائز. 
يعد عام 1993 عاما مميزا في تاريخ حسن حسني الفني، ففي الوقت الذي سافر فيهِ إلى سوريا ولبنان لعرض مسرحية جوز ولوز التي كان يشارك في بطولتها، كانت لجنة تحكيم مهرجان السينما الروائي في القاهرة برئاسة لطفي الخولي تعلن عن فوزهِ بجائزة أحسن ممثل، متفوقًا على فاروق الفيشاوي ومحمود حميدة اللذين نافساه على الجائزة في ذلك العام.. وقتها كان المعتاد منح الجوائز لنجوم الفن ممن يحملون لقب "فتى الشاشة" أو "الجان".
وفي نفس العام أيضا فاز حسن حسني بجائزة أحسن ممثل في مهرجان الإسكندرية السينمائي عن فيلم فارس المدينة، ليتنبه الجمهور والنقاد لموهبة حسن حسني، الذي أعلن أن دخوله السينما كان "على كبر"، وأصبح بمرور الوقت أحد النجوم الذين يقدمون الأدوار المؤثرة في أفلام النجوم الشباب، وشارك معظمهم نجاحاتهم ومنهم افلام أحمد حلمي ومحمد هنيدي وهاني رمزي وعلاء ولي الدين وحمادة هلال ورامز جلال.
ظل الراحل يشارك في الأعمال الفنية، وفي الفترة الأخيرة عانى من شائعة وفاته أكثر من مرة، حتى وافته المنية اليوم الجمعة 30 مايو عن عمر ناهز 84 عاما إثر أزمة قلبية مفاجئة.