الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"امرأة أُمسِكَت في ذاتِ الفِعل" رواية جديدة للروائية السعودية هيلانة الشيخ

رواية امرأة أمسكت
رواية "امرأة أمسكت في ذات الفعل"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
برز اسم الكاتبة والروائية والرسامة السعودية هيلانة الشيخ كثائرة وضعت من فنها دربًا مُغايرًا، ربما كذلك -في بدايته- صادمًا لمجتمع تعيش فيه ويتسم بأنه محافظ إلى حد كبير، لتظل هذه الأفكار مُبعدة لفترة حتى بدأ ذلك المجتمع نفسه في تقبل آراء جديدة مؤخرًا. خطّت هيلانة ذات الأصول الفلسطينية، والمولودة بمدينة الرصيفى بالأردن ثم انتقلت للسعودية في طفولتها، أعمالَا روائية ثائرة وجريئة، خلقت لنفسها عدة تحديات كان أولها الجرأة في الكتابة في منطقة الإيروتيكية، لتكاد تصل على إثره لساحات المحاكم، لكنها تتخطى ذلك بأعمال أخرى مختلفة، مثلما قالت عن نفسها من قبل «أنا أكتب كى أتحرر، وضريبة الحرية ثورةٌ قد نفقد فيها أذرعنا وأرجلنا لأن الستارة لا تليق بالأحرار».
عن منشورات إيبييدى أصدرت هيلانة روايتها الخامسة «امرأة أُمسِكَت في ذاتِ الفِعل» والتى كانت ضمن إصدارات معرض القاهرة الدولى للكتاب في دورته المنصرمة مطلع العام الجارى، لتلحق بأخواتها «تبسمت جهنم» و«تموز والكرزة» و«ما بكت عليهم الأرض» و«البوكر». لتتناول في الرواية الجديدة واحدة من أهم بقاع الخليج العربى وأرض الحجاز، وهى المدينة المنورة التى قضت فيها جزءًا كبيرًا من حياتها.
تقول الروائية التى درست إدارة الدعوة والإعلام بجامعة أم القرى في حديثها لـ«البوابة». لا يُمكننى أن أقول إن الرواية واقعية تمامًا، بل هى مزيج من حكايات عرفتها وأضفت إليها جانبًا كبيرًا من الخيال. هكذا تضم الحكاية التى ترويها في الماضى القريب مجموعة من الطالبات بالجامعة في عامهم الدراسي ٢٠٠٧-٢٠٠٨ تفاصيلًا ليست بعيدة عن ذاكرتها، ربما من استوحت منهن أحداثها لا زلن في دائرة الاتصال. رأيت هذا تفسيرًا جيدًا لأول ما تحدثت به، وكذلك تصديرها الرواية بمقولة فرجينيا وولف «قتل الخيال أصعب من قتل الحقيقة». والتى أعقبتها بالقول إن تصادم الواقع مع خيال روايتها هو «لعنة الصدف». لكنها أضافت «هناك من يرون أن من أحداث القصة سيرة ذاتية، ليس هذا ما حدث، بل هن شخصيات مرّوا في حياتى، ذكرت بعضهن بأسمائهن الحقيقية وأخفيت هويات أخريات».
الرواية التى تدور أحداثها في بلد له قداسته الدينية تتناول فكرة الحدود الشرعية، مثل قطع يد السارق وجلد الزانى وقطع رأس القتلة والفاسدين، وهى الأحكام التى تشكل قوانين مجتمعها «فواحدة من بطلات الرواية تلتحق بالجامعة متأخرًا، وبعد تخرجها تتطور حياتها لتدخل السجن ثم يتم إعدامها تطبيقًا للحدود» حسب قولها؛ وكذلك تتجول بقارئها في مناطق معينة في المدينة نفسها، مثل منطقة السحمان «وهى منطقة عشوائية لا يعرفها كثيرون حتى من السعوديين أنفسهم». وأيضًا تفاصيل العلاقات الزوجية لأولئك الطالبات «وهى أشياء لم يتطرق إليها كثيرون من قبل». 
تتميز بطلات الرواية بتعدد أصولهن الجغرافية من حول المملكة، فواحدة أمها من سوريا والثانية فلسطينية، وأخرى أفغانية «ما صار يُميز التكوين السكانى للمدينة التى تضم جنسيات عدة ممن تخلفوا عن العودة من الحج». كذلك تشير إلى اختيار الفترة الزمنية بأنها وإن كان الحدث اللافت فيها بالمدينة يبدو لآخرين أنه قديم لكنه كان يُمثّل خطوة كبيرة، حيث كانت الأيام الأولى لإتاحة الإنترنت بالمنازل وأيضًا انتشار الهواتف النقالة وهو ما يُمثّل خطوة مهمة في طريق نقلة مجتمعية بعد عقد تطورت بشكل كبير، لكنها في الوقت نفسه أحدثت تغييرات عدة في شخصيات النساء ونمط حياتهن وتفكيرهن، وأحدثت خرابا في عدد كبير من البيوت، فهى فترة دخلت فيها وسائل الانفتاح على عالم في بيئة مغلقة بلا أى نوع من التمهيد، مؤكدة أنها فترة مهمة في حياتها الشخصية أيضًا.