الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

أستاذ بطب القاهرة يوضح المقتضيات الحتمية لوقاية الأطقم الطبية من كورونا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اجتاح "كوفيد-١٩" العالم كله، ولم تستطع الابحاث والتدخلات الطبية إيقافه حتى الآن، وفى مصر انتشر الوباء في الأيام الأخيرة بشكل كبير في ظل تزايد أعداد الإصابة بالفيروس.
ولأنه فيروس غير مرئي بالعين المجردة، وينتقل من خلال إفرازات ورزاز المصابين الذين يتجمعون في الأماكن المغلقة ومنها المستشفيات، وبالتالي كان معلوما أن الأطباء أكثر عرضة للإصابة، وقد تودي بحياة بعضهم وحدث ذلك بالفعل، لأن نسبة العدوى والحمل الفيروسي في جو المستشفيات تكون أعلى viral load، وهو ما يعلمه ويرتضيه الأطباء وجميع الأطقم الطبية ويواجهوه يوميا وبكل شجاعة.
وفي ذات السياق يقول الدكتور عادل فاروق البيجاوي، الأستاذ بكلية الطب جامعة القاهرة، في تصرح خاص لـ"البوابة نيوز" اننا لا ننكر الإدارة الرشيدة للأزمة منذ بدايتها، وطالما نشيد بذلك، ولكن ما نفتقده هو الجانب الخاص بتأمين جنود الجيش الأبيض على خط النار بالشكل الذي يستحقونه وتقتضيه الضرورة الملحة لمواجهة الجائحة، وأهمها أن يكون المكان الذى سيخدم فيه الطبيب مجهز لاستقبال الحالات المصابة، وعزلها، ويستلزم ذلك توفر مواصفات معينة للمستشفيات المخصصة للعزل، لكن إصدار قرار بتحويل مستشفى لمكان عزل بدون تجهيزات كافية يحتاج إلى مزيد من التدقيق لاتخاذه.
وأضاف البيجاوي، ان الأمر يحتاج إلى مزيد من الإعداد للفريق الطبي، وحصولهم على تدريب كافي في وسائل الحماية ومكافحة العدوى، كما يتطلب الوضع توفير كل وسائل الفحص والتشخيص لأعضاء الفريق الطبي في حالة الشكوى من الأعراض أو الشك في الإصابة، بالإضافة إلى سرعة الحجز والعزل في مكان لائق ومخصص لجنود المعركة من الجيش الأبيض.
وتابع أنه في حالة إتمام الفحوصات وبيان ايجابيتها وتقييمها على أنها حالات بسيطة لا تحتاج سوى العزل المنزلي فيجب أن يكون هناك بروتوكول علاج محدد تم تدريب الطبيب عليه سلفا، كما يجب توفير العلاجات اللازمة، والمتابعة التليفونية الدورية لتطور الحالة ومدى استجابتها للعلاج ليتمكنوا من التعامل وسرعة التعافي والرجوع إلى ساحة المعركة وممارسة رسالتهم الطبية التى نعول عليها لمواجهة هذا الوباء، حيث إنه من المعلوم أن أساس تحقيق النصر في الحروب هو معنويات جنودها، وعقيدتهم، وحالتهم النفسية قبل التدريب والكفاءة، لا أن يتعرضوا لضغوط وظروف نفسية يصعب مقاومتها ثم بعد كل الإحباطات يتم اتخاذ قرار عاجل صائب - ولكنه تأخر كثيرا - بتخصيص مستشفى لعزل مصابي كورونا من أعضاء الفريق الطبي.
وبين أستاذ الطب، إن المصابين ليسوا مجرد أرقام في إحصاء لكنهم بشر أصيبوا بوباء لايستطيع احد منعه لكن عليهم تلقى رعاية، واحتواء، والوفيات أيضا ليست مجرد أرقام، لكن أشخاص، وأقارب، ومعارف فقدانهم مؤلم لذويهم.
وأشار البيجاوي إلى دور الاطباء القوي في مواجهة الازمة، انه ليس خافيا على أحد أن الأطباء هم الأكثر دراية وإيمانا بأن الطب وعلاجاته، وخطواته مجرد أسباب نأخذ بها كما أمرنا الله، ولكن الذى يمرض، ويشفي، ويميت، ويحيى هو الله لكنهم تعلموا أن تبذل كل الطاقة وكل المتاح وبكل إخلاص، وفي النهاية ستجري المقادير بأمر الله النافذ.
ووجه أستاذ الطب كل التحية والتقدير لجميع الأطقم الطبية، وفي النهاية نؤكد على أن في مصر ثروات وكفاءات بشرية تحتاج مزيد من الرعاية ولمن يحميها ويصونها، وفي ظل مقتضيات الجائحة أصبح الحفاظ عليها فرض عين.