الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

حكايات مجهولة.. في مديح العقل والتجربة.. رأيت رجلا له ألف عين وألف لسان

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جلست مجموعة من الصحابة عند النبى محمد صلى الله عليه وسلم، ذكروا أحد الرجال، فأثنى الكل على الرجل ووصفوه بالصلاة والعبادة وعددوا خصال الخير ومحامد الأخلاق حتى أكثروا وبالغوا في الكلام، فما كان من النبى أن سألهم: وماذا تقولون في عقله؟ قالوا: يا رسول الله نخبرك باجتهاده في العبادة وضروب الخير وتسأل عن عقله. فقال: إن الأحمق ليصيب بحمقه أعظم مما يصيبه الفاجر بفجوره وإنما يرتفع العباد غدا في درجاتهم وينالون من الزلفى من ربهم على قدر عقولهم.
وتشير الرواية إلى موقف النبى من العقل واهتمامه به، فالعاقل هو الذى يصون إيمانه وينفع دينه وينفع الناس، بينما يكون الأحمق أكثر ضررا وإن لم يتعمد الإساءة.
وتحلى عضد الدولة بن بويه بكثير من الحكمة، عرف برعايته للعلماء وإحسانه للفقراء، وفد عليه عدد من الشعراء من بينهم ابن بابك وأبى الطيب المتنبي، ولما سئل أحد الذين قابلوه قال يصفه: لو رأيته لرأيت رجلا له وجه فيه ألف عين وفم فيه ألف لسان وصدر فيه ألف قلب.
وما هذه الصفات إلا ترجيح لعقل عضد الدولة، فعيونه الكثيرة تشير إلى مدى إحاطته بالأمور المختلفة والمتفرقة، وكثرة اللسان إشارة لعلومه وكثرة اطلاعه، أما الصدر فما هو إلا امتزاج فطنته بصدق حدسه وبصيرته.
وقد ورد كلام كثير في فضل العقل، حيث قال عبد الله بن المعتز: ما أبين وجوه الخير والشر في مرآة العقل. وقيل إن لقمان نصح ابنه: يا بنى شاور من جرب الأمور فإنه يعطيك من رأيه ما قام عليه بالغلاء وتأخذه أنت بالمجان..
وجاء عن ابن بابك أنه قال: أربعة تحتاج إلى أربعة الحسب إلى الأدب والسرور إلى الأمن والقرابة إلى المودة والعقل إلى التجربة.. وقيل: لا تحتقر الرأى الجزيل من الحقير فإن الدرة لا يستهان بها لهوان غائصها.
وحكى مسلمة بن عبد الملك: ما ابتدأت أمرا قط بحزم فرجعت على نفسى بلائمة وإن كانت العاقبة على ولا أضعت الحزم فسررت وإن كانت العاقبة لي.. ونقل عن الريحانى قوله: العقل ملك والخصال رعيته فإذا ضعف عن القيام عليها وصل الخلل إليها، وسمع هذا الكلام أعرابى فقال هذا كلام يقطر عسله. قال معن بن زائدة ما رأيت قفا رجل إلا عرفت عقله قيل فإن رأيت وجهه قال ذا كتاب يقرأ.