حلقة دائرية الشكل تكونها مجموعة من النساء والأطفال تقودهم فيها «أم شروق» تلك المرأة التى يقترب عمرها من السبعين خريفا، حول مجموعة من الصاجات النحاسية المرصوصة بجانب بعضها البعض التى تفوح منها رائحة الخبيز التى تغطى جميع أركان المنزل، لإعداد كحك العيد، الذى يعد من أهم مظاهر الفرح والاحتفال لدى الشعب المصرى، وتحرص معظم الأسر على صنعه وإعداده بأنفسهم داخل المنازل بدلًا من شرائه من المحلات.
ورغم فيروس كورونا غير أن الأسر تحرص على الاعتكاف داخل المنازل على صناعته في حالة تملؤها الفرحة والبهجة ما بين كبير وصغير متخذين كافة الإجراءات الوقائية والصحية أثناء صنعه، منتظرين الاحتفال بعيد الفطر المبارك.
عام بعد عام تظل أم شروق متمسكة بتلك العادة التى تربت عليها ألا وهى خبز الكحك والبسكويت داخل المنزل لمذاقه الخاص بالنسبة لها ولأبنائها وأحفادها الذين تعودوا عليه من صنع يديها، «أنا بعمله بالسمن البلدى مش بحط عليه حاجة صناعى أبدا وعشان كده طعمه بيكون أفضل مليون مرة من المحلات، وفى ظل كورونا ماحدش ضامن إيه إللى موجود في المحلات وما حدش يعرف الحالة الصحية للذين صنعوه بالمحلات، واضمن حاجة إللى بيتعمل في البيت دلوقتى».
تقول أم شروق، منذ طفولتى وأنا أساعد في إعداد الكحك والبسكويت قبيل عيد الفطر المبارك، وقتها كان عندى أقل من عشر سنوات «علمت بناتى كلهم الصنعة دى عشان يعملوه لأزواجهم وأطفالهم في المناسبات». وتواصل العيد بالنسبة لكبار السن إللى زينا مصدر فرحة وبهجة كبيرة عشان بنشوف ولادنا وأحفادنا وبتكون الزيارات العائلية منتشرة في كل البيوت، والبيوت بيبقى ليها طعم وليها حس وونس.
وتابعت، تخشى جدًا من كورونا لكن نأمل أن يكون هناك حل له من الله، كما نحرص على إعداد الكحك والبسكويت بطريقة صحية حتى لا يصاب أحد منا، وبعد الانتهاء من صنعه نقتنى «علب كرتون» وأكياس نظيفة ثم نضع الكحك بداخل الأكياس البلاستيكية أولا ثم وضعه في العلب الكرتونية ثم أقوم بإرساله لأبنائى وأحفادى حتى لا يتعرضون لأى عدوى من فيروس كورونا.
تلتقط «منة» التى لا يتجاوز عمرها ١٠ سنوات أطراف الحديث من جدتها فتقول «العيد بالنسبة لى كحك وعيديه وفسح وبما أن ما فيش فسح يبقى لازم نأكل كحك وبسكويت.
