الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"ليلة القدر".. المسلمون في محراب 83 عاما.. الأزهر يواصل رسالته العالمية باحتفال المنصات الإلكترونية.. والأوقاف ترفع شعار "سلام هي حتى مطلع الفجر"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم تحظَ ليلة من الليالي الهجرية البالغة 354 ليلة في السنة بما حظت به ليلة واحدة عرفها المسلمون منذ بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فكان لها حظ من اسمها، فهي القدر اسمًا ووصفًا، حيث جعلها الله ليلة بألف شهر من الطاعة والتضرع والعبادة، بضع سويعات تعادل 83 عامًا في صدقاتها وقراءة قرآنها وقيام ليلها، نحو 8 ساعات لا يمكن لمسلم أن يتخيل قدرها ومقدارها وما فيها من عظيم الثواب يقول تعالى: "سلام هي حتى مطلع الفجر".



فضلها
عرف المسلمون ليلة القدر ومكانتها، فتسميتها بهذا الاسم، لأن الله تعالى يقدّر فيها الأرزاق والآجال، فيكتب فيها الأحياء والأموات، والناجين والهالكين، والسعداء والأشقياء، وكل ما أراده الله تعالى في تلك السنة، وتأخذ الملائكة صحاف الأقدار عامًا كاملًا من ليلة قدر إلى ليلة قدر أخرى.
نزل فيها القرآن الكريم على سيد البشر والمرسلين، فقال تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ)، وامتدح الله تعالى عبادتها فقال: "لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ"، تتنزل فيها الملائكة فقال تعالي في السورة التي حملت اسمها:" تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ"، آمنة من الشر حتى منتهاها فقال تعالي:" سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ".

موعدها
ليلة القدر كانت ولا زالت مضمارًا للتنافس والصلاح بين عباد الله يتجدد كل عام وفي شهر رمضان بصفة خاصة، فهي ليلة قدر على المسلمين عدم معرفتها يقينًا بعد أن حجبت عنهم نتيجة شحناء وأخطاء ارتكبها البعض حيث روي عن أنس عن عبادة بن الصامت أنه قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم ليخبرنا بليلة القدر فتلاحى رجلان من المسلمين، فقال: خرجت لأخبركم بليلة القدر فتلاحى فلان وفلان فرفعت ؛وعسى أن يكون خيرا لكم فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة"، فما كان من النبي إلا أن رغب على حسن الطاعة والقيام فيها لنيل ثواب عظيم قد يصعب على كثير منهم تعويضه في ظل أمة أعمارها قصير فعن أبي هُرَيرةَ رضِيَ اللهُ عنهُ عنِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ أنَّه قال: (مَن يَقُمْ ليلةَ القَدْرِ إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تَقدَّمَ من ذَنبِه)، وعن أنس بن مالك قال: "دخل رمضان فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: إن هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلة خير من ألف شهر، مَن حُرِمَها فقد حُرِمَ الخير كله، ولا يُحْرَم خيرها إلا محروم".
وما بين الاجتهادات في طلبها وتحديدها على وجه التعيين جاءت بعض الروايات التي تتحدث عن أنها ليلة الحادي والعشرين أو الثالث والعشرين الخامس والعشرين والسابع والعشرين التاسع والعشرين، فجاء أنها ليلة الثالث والعشرين ما ورَد عن عبداللهِ بن أُنيسٍ رضِيَ اللهُ عنهُ أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ قال: "أُريتُ ليلةَ القَدْر، ثمَّ أُنسيتُها، وأَراني صُبحَها أسجُدُ في ماءٍ وطِينٍ، قال: فمُطِرْنا ليلةَ ثلاثٍ وعِشرين، فصلَّى بنا رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ فانصرَف، وإنَّ أثَرَ الماء والطِّين على جَبهته وأنفِه. قال: وكان عبدالله بن أُنيسٍ يقول: ثلاث وعِشرين، وروي أنها ليلة السابع والعشرين، حيث قال أُبيُّ بنُ كَعبٍ رضِيَ اللهُ عنهُ في لَيلةِ القَدْرِ: "واللهِ، إنِّي لأَعلمُها، وأكثرُ عِلمي هي اللَّيلةُ التي أَمرَنا رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّمَ بقِيامِها، هي ليلةُ سَبعٍ وعِشرينَ"، وعن أبي هُرَيرَةَ رضِيَ اللهُ عنهُ قال: تَذاكَرْنا ليلةَ القَدْرِ عند رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّمَ. فقال: "أيُّكم يَذكُرُ حين طلَع القمرُ وهو مِثلُ شِقِّ جَفْنَةٍ؟- أيْ: نِصف قَصعةٍ"؛ قال أبو الحُسَينِ الفارسيُّ: أيْ: ليلة سَبْع وعِشرين؛ فإنَّ القَمَر يطلُع فيها بتلك الصِّفة).

علاماتها والمستحب فيها من الدعاء
وعن علاماتها قال أُبيِّ بنِ كَعبٍ رضِيَ اللهُ عنهُ: "هي ليلةُ صَبيحةِ سَبعٍ وعِشرين، وأمارتُها أنْ تطلُعَ الشَّمسُ في صَبيحةِ يومِها بيضاءَ لا شُعاعَ لها".
ويستحب لتلك الليلة ترديد قول النبي الذي روته أم المؤمنين السيدة عائشة حينما قال لها النبي قولي: "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ".



الأزهر يتألق في احتفال أونلاين
في ظل أجواء كورونا حرص المسلمون على أن يحفظوا لتلك الليلة قدرها، فباتت التكنولوجيا الحديثة بديلًا للاحتفالات التقليدية التي اعتادوا عليها ففي مصر، قام "الجامع الأزهر" كواحد من المقاصد التي اعتاد مسلمو العالم على جعله قبلتهم طوال العام، وفي تلك الليلة على وجه التحديد كانت صلاتي التراويح والتهجد اللتان نجيا خلال الثلث الأخير لشهر رمضان من إجراءات الغلق الكامل للمساجد وتعطيل الصلوات الجماعية والجمع، لتكون متنفسًا تتلقفه الأعين والأذان عبر 4 منصات مختلفة يشاهدها الملايين حول العالم سواء المرئية " فيس بوك، تويتر، إنستجرام، يوتيوب"، أو المسموعة كإذاعة القرآن الكريم.
تلك الأروقة الشاهدة على تعلق القلوب والأفئدة في رحابها الممتدة منذ نحو 1080 عامًا، كانت ولازالت قلب الوسطية النابض كانت على موعدٍ مع احتفالية كبرى بتلك الليلة المباركة من خلال بث مباشر على منصات التواصل الاجتماعي فيس بوك، تويتر، إنستجرام، ويوتيوب شهدها الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، والمبتهل حسام الأجاوي.

الأوقاف في سهرة رمضانية حتى مطلع الفجر
كذلك أعلنت وزارة الأوقاف لأول مرة عن استخدام المنصات الاجتماعية بشبكات الإنترنت، فمن خلال تطبيق وعي، ومنصة" فيس بوك"، وقناة منبر التجديد باليوتيوب، كانت رؤية الوزارة للاحتفاء هذا العام نتيجة الإجراءات الوقائية الملزمة بالتباعد ومنع التجمعات. 
أساطين التلاوة القارئ الإذاعي الطبيب الدكتور أحمد نعينع، والقارئ الإذاعي الشيخ محمد على الطاروطي، والقارئ الإذاعي الشيخ أحمد تميم المراغي، والقارئ الإذاعي الشيخ محمود الخشت، والقارئ الإذاعي الشيخ طه النعماني، والقارئ الإذاعي الشيخ هاني الحسيني، والقارئ الإذاعي الشيخ محمود الطوخي، والقارئ الإذاعي الشيخ ياسر الشرقاوي، كانوا على موعدٍ مع مستمعيهم حتى فجر الأربعاء، إلى جانب كلمات لعلماء وزارة الأوقاف في مقدمتهم الشيخ جابر طايع رئيس القطاع الديني.