الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

دراسة صادمة تكتشف سلالة جديدة من وباء كورونا أسرع انتشارا.. وخبراء: الفيروس شهد 14 طفرة منذ اكتشافه.. وفصل الصيف يهدد مستقبل اللقاحات.. ومصر الأولى بالشرق الأوسط وأفريقيا في التجارب الإكلينيكية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يبدو أن العالم في طريقه لمواجهة مصاعب جديدة بسبب فيروس كورونا المستجد، وذلك بعدما توصلت دراسة أمريكية حديثة إلى اكتشاف أكثر خطورة عن الفيروس وهو ظهور سلالة جديدة من الفيروس التاجي تنتشر بسرعة فائقة عن الفيروس الأصلي، وهذه السلالة كانت السبب الرئيسي في تفشي الفيروس المستجد بكل قوة في الولايات المتحدة ومن قبلها أوروبا بداية من منتصف شهر فراير الماضي وحتى الآن.
وأكدت الدراسة الجديدة الصادرة عن مختبر لوس ألاموس الوطني في ولاية نيو مكسيكو الأمريكية، أن السلالة الجديدة أصبحت سائدة بالفعل في الولايات المتحدة وفي أنحاء العالم، بعد أن تحولت من السلالة التي ظهرت في بداية تفشي المرض بمدينة ووهان الصينية، ولفتت الدراسة إلى أن السلالة الجديدة من ""كوفيد 19" بدأت في التغلغل والانتشار في أوروبا في أوائل فبراير قبل أن تهاجر إلى أجزاء أخرى من العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة، لتصبح الشكل المهيمن للفيروس في جميع أنحاء العالم بحلول نهاية مارس، كما كتب الباحثون في مختبر لوس ألاموس الوطني.

زوال الفيروس في الصيف "مستبعد"
ولفتت الدراسة الجديدة إلى أن الفيروس التاجي "كورونا" المسبب لمرض "سارس كورونا 2" من غير المتوقع أن يتراجع في فصل الصيف بفضل قدرته على التحور المستمر، وحذر الباحثون من أنه إذا لم يهدأ الفيروس التاجي في الصيف مثل الأنفلونزا الموسمية، فقد يتغيّر أكثر من ذلك ومن المحتمل أن يحد من فاعلية لقاحات الفيروس التاجي التي يطورها العلماء، مؤكدين أن اللقاحات التي يجري تطويرها لعلاج الفيروس فعالة في حال واصل الفيروس تحوله خلال موسم الصيف.
وبحسب تقرير مطول نشرته شبكة "CNBC" الأمريكية على موقعها باللغة الإنجليزية، فإن الدراسة الحديثة عن سلالة كورونا الجديدة والمنتشرة في أوروبا وأمريكا تتكون من تقرير شامل نشر في العديد من الدوريات العلمية ويتكون من 33 صفحة، ويؤكد أن السلالة الجديدة غاية في الخطورة من حيث سرعة الانتشار التي سجلت معدلات أعلى من الفيروس نفسه الذي ظهر في الصين نهاية شهر ديسمبر الماضي. 

مستقبل اللقاحات في خطر
الدراسة الأمريكية قالت إن اللقاحات التي تعمل مختلف دول العالم على تطويرها في الوقت الحالي قد لا تكون مفيدة حال الاستمرار في التحورات التي يقوم بها الفيروس التاجي، وإذا لم يهدأ الفيروس التاجي في الصيف مثل الأنفلونزا الموسمية، فقد يتغيّر أكثر من ذلك ومن المحتمل أن يحد من فاعلية لقاحات الفيروس التاجي التي يتم تطويرها من قبل العلماء في جميع أنحاء العالم، حيث إن بعض التجارب المعملية التي يقوم بها الباحثون اعتمدت على النسخة الأولى من الفيروس، حيث استخدم بعض الباحثين في مجال اللقاحات التسلسل الجيني للفيروس الذي عزلته السلطات الصحية في وقت مبكر عقب ظهورها في ووهان الصينية.
رسائل طمأنة
إلا أن رسائل طمأنة ولو مؤقتة جاءت من خلال صحيفة لوس أنجلوس تايمز، التي كتبت في منشور على صفحتها الرسمية على فيسبوك: "هذه أخبار صعبة.. لكن من فضلكم لا تشعروا بالإحباط فقط من ذلك.. تمكن فريقنا في LANL من توثيق هذه الطفرة وتأثيرها على انتقال العدوى فقط بسبب الجهد العالمي الهائل للأشخاص السريريين والمجموعات التجريبية، الذين يجعلون تسلسلًا جديدًا للفيروس (SARS-CoV-2) في مجتمعاتهم المحلية متاحًا بأسرع ما يمكن".
وقالت الصحيفة الأمريكية، إن الدراسة الجديدة لم يتم استعراضها من قبل العلماء، ولكن الباحثين لاحظوا أن أنباء الطفرة كانت "مصدر قلق عاجل" بالنظر إلى أكثر من 100 لقاح قيد التطوير في الوقت الحالي. 

تحذيرات صينية
وكانت الصين أول من حذرت من وجود سلالات وأنواع مختلفة من فيروس كورونا المستجد، وفى أوائل مارس، قال الباحثون في الصين إنهم وجدوا أن نوعين مختلفين من الفيروس التاجى يمكن أن يسببا العدوى في جميع أنحاء العالم.
وذكرت دراسة صادرة عن كلية علوم الحياة في جامعة بكين ومعهد باستور في شنغهاي، نشرت في 3 مارس، وجد العلماء في أن نوعًا أكثر عدوانية من الفيروس التاجي الجديد كان يمثل ما يقرب من 70٪ من السلالات التي تم تحليلها، في حين تم ربط 30٪ بنوع أقل عدوانية، ووجد أن السلالة الأكثر عدوانية وفتكًا كانت سائدة في المراحل الأولى من الفاشية في ووهان - المدينة الصينية التي ظهر فيها الفيروس لأول مرة.
14 طفرة غريبة لفيروس كورونا
وبالعودة إلى الدراسة الأمريكية التي أعدها باحثو لوس ألاموس، بمساعدة علماء في جامعة ديوك وجامعة شيفيلد في إنجلترا، بدعم البحث بتمويل من مجلس البحوث الطبية والمعهد الوطني للبحوث الصحية وبحوث الجينوم المحدودة، فقد تمكنت الدراسة من تحليل الآلاف من تسلسلات الفيروسات التاجية التي جمعتها المبادرة العالمية لتقاسم جميع الأنفلونزا، وهي منظمة تشجع على التقاسم السريع للبيانات من جميع فيروسات الأنفلونزا والفيروس التاجي.
وقد حدد الباحثون حتى الآن 14 طفرة، حيث تؤثر الطفرة على بروتين الطفرة، وهي آلية متعددة الوظائف تسمح للفيروس بدخول المضيف "إصابة الإنسان".
أين وصلت اللقاحات؟
الدراسة الأمريكية حذرت من خطورة السلالة الجديدة على اللقاحات، وهو ما يدفعنا للحديث عما وصلت إليه اللقاحات حول العالم:
في مصر أجرى أكبر عدد من التجارب السريرية لعلاجات محتملة لفيروس "كوفيد-19" في الشرق الأوسط وأفريقيا، وفق ما قاله وزير التعليم العالي خالد عبدالغفار، وقال الوزير إن مصر جاءت في المراكز العشرة الأولى على مستوى العالم من حيث القيام بتجارب إكلينيكية، على الرغم من قيام دول العالم بنحو 1161 دراسة إكلينيكية.
وذكر موقع كلينيكال ترايلز، في تقرير له أمس الثلاثاء، أن مصر أجرت 22 تجربة إكلينيكية من أصل 30 تجربة أجرتها الدول الأفريقية، و44 تجربة قامت بها دول الشرق الأوسط. 
أمريكا وروسيا والصين تجري أيضا تجارب لتطوير لقاح، في حين أطلق الاتحاد الأوروبي حملة لجمع التبرعات لصالح جهود تطوير اللقاح والتي حصدت حتى الآن 8 مليارات دولار، وفقا لما نقلته نيويورك تايمز. ويتصدر الاتحاد الأوروبي والنرويج قائمة المتبرعين، إذ أسهم كل منهما بمبلغ مليار يورو.