السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

محطات في حياة العالمية "داليدا" بذكرى وفاتها

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
داليدا واحدة من أبرز الفنانين من أصول غير مصرية، عاشت وتربت بمصر، وتركت أثر كبير لدى كل مصري وصلت للعالمية وحصدت شهرك عالمية خلال مشوارها الفني كما تربعت عرش الغناء لسنوات طويلة، ولدت في 17 يناير 1933، في حي شبرا بالقاهرة لوالدين إيطاليي الأصل مولودين بمصر، فقد هاجر أجدادها إلى مصر طلبًا للرزق كما كان حال الكثير من الأجانب في بداية القرن العشرين الذين هاجروا بدافع الفقر والهرب من الحروب في بلدانهم آنذاك حيث كانت مصر بلدا آمنا ومزدهرا اقتصاديا.
توفيت في مثل هذا اليوم 3 مايو 1987، وبمناسبة ذكرى وفاتها تبرز "البوابة نيوز" أهم المعلومات عنها:
اسمها الحقيقي "يولاندا جيغليوتي Yolanda Gigliotti"، تميزت بصوتها القوي وطاقتها الجبارة على المسرح، والتي تمكنت عبر موهبتها الخارقة من الوصول إلى قلوب المُستمعين في مختلف أنحاء العالم.
غنت بالكثير من اللغات الأمر الذي منحها جمهورًا غفيرًا في كل دول العالم، تمتعت بشهرة كبيرة في مصر خصوصًا وفي العالم العربي عمومًا، حيث قدمت لجماهيرها العربية مجموعة من الأغاني المميزة التي لاقت نجاحًا منقطع النظير، ومرت داليدا بالكثير من الأزمات العاطفية خلال حياتها، الأمر الذي سلبها بهجتها وحماسها كما دفعها لزهق روحها في 3 مايو عام 1987.
والدها بياترو Pietro موسيقي معروف في مصر فقد كان عازف الكمان الرئيسي في أوبرا القاهرة، وعشقت داليدا الفن منذ صغرها، كما أنها تقدمت عام 1951 للانضمام إلى مسابقة للجمال مبقية على الأمر سرًا، بينما انضمت بعد ثلاث سنوات إلى مسابقة ملكة جمال مصر وفازت بالمركز الأول، وأمضت مراهقتها بالعمل كسكرتيرة، لكن وبعد فوزها بلقب ملكة جمال مصر، انهالت عليها العروض للتمثيل في القاهرة، التي تعتبر هوليوود الشرق الأوسط حيثُ اكتشفها منتج أفلامٍ فرنسي نصحها بتغيير اسمها بدايةً إلى داليلا Dalila وذلك قبل أن يصبح داليدا في نهاية المطاف.
حلمت داليدا بالسفر إلى باريس للتمثيل هناك، ولم تدع أحد يقف في طريق حلمها حيث اتجهت عام 1954 على متن طائرة واتجهت إلى فرنسا على الرغم من معارضة عائلتها التي لم تكن مرتاحة لفكرة سفرها.
عانت داليدا كثيرًا بعد وصولها إلى باريس، حيث أنّها لم تجد لنفسها مكان في السينما الفرنسية، لذا وفي محاولةٍ منها لتحسين حظوظها، قررت أن تتعلّم الغناء وبدأت تأخذ دروسًا فيه حيث تمتعت بصوتٍ خارق، وسرعان ما تم اختيارها لتقديم العروض في الشانزيليزيه ولاحقًا في فيلا ديست حيث باتت تعرف بلقب ثورة الأغنية الفرنسيّة.
في تلك الفترة، اشترى رجلًا يدعى برونو كوكاتريكس Bruno Coquatrix مسرح الأولمبيا الفرنسي، وأقام فيه عرضًا فنّيًا منوّعًا اسمه The Number Ones of Tomorrow، ودعا داليدا للمشاركة والغناء فيه.
قبلت داليدا دعوة برونو وقدمت أغنية Stranger in Paradise، كما تعرفت خلال تلك المناسبة على المدير الفني لإذاعة Europe 1 لوسيان موريس Lucien Morisse والمنتج الموسيقي إيدي باركلي Eddy Barclay اللذين أذهلا بأدائها وقررا تبنيها فنيا، القرار الذي تبين انه كان صائبًا حيث كانت داليدا عاملًا أساسيًا في نجاح أعمالهما مستقبلًا؛ وفي تلك الفترة غيرت الفنانة اسمها لتستقر على اسم داليدا.
جاء التعاون الأول لداليدا مع شركة باركلي بعد أن أطلقت أغنيتها المنفردة الأولى Madonna والتي لاقت نوعًا من النجاح، إلا ان نجاحها الحقيقي جاء بعد إطلاقها أغنية Bambino التي جعلت منها نجمة لامعة بين ليلة وضحاها.
دخلت داليدا دخلت عالم الشهرة، وعندما كانت تقيم حفلًا، كانت الجماهير تتزاحم على أبواب المسرح للدخول كما بدأت تظهر على أغلفة جميع المجلات الفرنسية، وحازت عام 1958 على جائزة أوسكار من تقديم الإذاعة الإيطالية Monte-Carlo وحققت الفوز بها مجددا على مدى سبع سنوات متتالية.
واصل داليدا ولوسيان (الذي تزوجت منه عام 1961) تحقيق النجاحات واحدًا تلو الآخر، وبعد أن أصبح لها قاعدة جماهيرية كبيرة بدأت الفنانة بجولتها الموسيقية الأولى حول العالم وأصبحت المغنية المفضلة للجمهور الفرنسي متصدرة لوائح تصنيفات الأغاني هناك ومتفوقة على أهم الأسماء أمثال إديث بياف Edith Piaf وجاك بريل Jacques Brel.
اعتلت داليدا مسرح الأولمبيا مجددا في عام 1961 لتجد جمهورها بانتظارها فهي قد أصبحت نجمة لامعة، ولم تعد جديدة في عالم الترفيه حيث ظلت تغني هناك كل ليلة على مدى شهر ضمن القاعة التي تستقبل ألفي شخص يوميا، لتعاود بعدها السفر في جولتها الموسيقية الجديدة والتي كان من أبرزها حفليها في هونغ كونغ وفيتنام حيث استقبلها جمهور غفير من محبيها.
واصلت داليدا نجاحها، حيث أطلقت في صيف 1962 أغنيتها Petit Gonzalez والتي تلقاها المستمعون حول العالم بحفاوة شديدة، وفي نفس العام انتقلت للعيش في منزل اشترته تلك الفترة في أشهر مناطق باريس.

لم ينجح زواج لوسيان موريس من داليدا، وبعد طلاقها منه وانتقالها للعيش في منزلها الجديد، قررت التركيز على نفسها وزيادة ثقافتها بقراءة الكثير من الكتب، كما أنها غيرت من إطلالتها أيضًا حيث أطلت على جمهورها في الرابع من عام 1964 بمظهر مختلف تمامًا وذلك بعد أن غيرت لون شعرها إلى الأشقر.
قررت داليدا العودة إلى جماهيرها الذين انتظروا ظهورها على مسرح الأولمبيا بفارغ الصبر، الأمر الذي يثبت مكانتها كواحدة من أهم مغنيات فرنسا وأوروبا كاملة، وفي عام 1965 حققت الفنانة من جديد نجاحًا هائلًا بتقديمها لأغنية رقصة زوربا Zorba's Dance للملحن ثيودوراكيس Theodorakis الذي ألف أيضًا ألحان فيلم Zorba the Greek.
حظيت داليدا بفرصة المشاركة في أحد البرامج التلفزيونية في إيطاليا الأمر الذي عزز من صلتها مع جمهورها هناك، وفي عام 1967 بدأت بجولة موسيقية جديدة حول العالم.
مع حلول تلك الفترة، قررت داليدا تغيير أسلوبها الغنائي واتباع نمط معين بانتقائها لأغانيها فامتنعت عن تقديم بعض الأعمال الأمر الذي لم يعجب برونو كوكاتريكس مالك مسرح الأولمبيا وشكك بانها ستحافظ على نجاحها، فأصبح يمتنع عن إفراغ المسرح لها لتقدم حفلاتها، الأمر الذي دفعها عام 1971 لاستئجار صالة لتقدم فيها عروضها لمدة ثلاثة أسابيع وعلى نفقتها الخاصة.
التقت الفنّانة مجددا بصديقها القديم آلان ديلون Alain Delon، والذي ربطته معها خلال الستينات علاقة رومانسية الأمر الذي جعل من صداقتهم أقوى وأمتن، تعاون الاثنان على العديد من الأعمال وغنوا معًا في عام 1973 أغنية Paroles Paroles التي وصلت للمراكز الأولى ضمن لوائح تصنيفات الأغاني في أوروبا واليابان.
ومع نهاية العام، أطلقت داليدا أغنيتها He Must Have Been 18، والتي وصلت للمركز الأول في تسع دول مختفة من بينها ألمانيا حيث وصلت مبيعاتها هناك إلى 3.5 مليون نسخة.
عادت داليدا خلال فترة السّبعينات إلى مصر، كما أنها سافرت مرات عديدة إلى لبنان الأمر الذي شجعها على تسجيل أعان باللغة العربية لجماهيرها في تلك المنطقة.
وبالفعل اعتمدت داليدا عام 1977 على أغنية مصرية فلكلورية اسمها سالمة يا سلامة، وأطلقت مستوحاة منها أغنية في فرنسا والشّرق الأوسط، محققة نجاحًا لم يخطر على البال الأمر الذي دفعها لتسجيلها بخمس لغات مختلفة.
امتدت رحلتها الفنية على مدى 37 عامًا شهدت فيها نجاحًا كبير، وشاركت في عدد من الأفلام، إلا أن دورها الأهم جاء بمشاركتها في فيلم اليوم السادس ليوسف شاهين، حيث لعبت دور امرأة عجوز وأظهرت قدرة مميزة على التمثيل حائزة على إشادة رائعة من النقاد.