الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوادث وقضايا

من القاتل؟.. "ايد هون وايشارب أبيض" فك لغز جثة ممرض بالخصوص (8)

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كانت عقارب الساعة تشير إلى السابعة صباحا، هنا في مدينة الخصوص بمحافظة القليوبية، كعادته يخرج الشاب العشريني لممارسة عمله المعتاد حيث يعمل كممرض في أحد المستشفيات، تاركا زوجته داخل الشقة، ليعود لها في المساء محملا ب " بشاير الخير"، لكنه لم يدر أنه متزوج من فتاة حيرت الشيطان في أمرها، قادها شيطانها إلى طريق الهلاك وطوعتها نفسها الدنيئة إلى التمتع بما حرم الله مع " العشيق " على فراش الزوجية، وقررت أنه تنهي مسلسل العشق الممنوع بقتله.
بداية القصة
في حفل زفاف بهيج حضره الأهل والأحباب، عُقد قران "محمود " على "ياسمين" تلك الفتاة التي تعلق قلبه بها، وكان يتلهف مرور الأيام لإتمام زواجهما، وانتقلا للعيش في شقة بسيطة في منطقة الخصوص التابعة لمحافظة القليوبية، متعاهدين على السير معا لتجاوز الصعاب والعراقيل دون التوقف أملا في حياة زوجية سعيدة يسودها التفاهم والوئام، لكنه لم يتخيل أن أحلامه في تكوين "عش زوجية" سعيد سيتبدد، وأن الفتاة التي تعلق بها قلبه ستنتهي حياته على يديها بمساعدة عشيقها الذي كانت تربطها به علاقة عاطفية قبل زواجها، أذ كان يتردد عليها عقب خروج الزوج المخدوع إلى العمل صباحا، حتى غاصت معه في بحر الرذيلة رغم مرور 3 أشهر فقط على حفل زفافها.
جريمة قتل
في مطلع شهر ديسمبر عام 2018، خرج الزوج المخدوع متوجها نحو عمله، كعادته وكانت دقات الساعة تقترب من السابعة صباحا، إلا أن وعكة صحية تعرض لها دفعته للعودة مرة اخرى نحو الشقة، وكان القدر أراد أن يكشف له خيانه زوجته له، وبمجرد دخوله لاحظ ارتباكها وعند محاولته فتح الدولاب، قررت زوجته، وعشيقها التخلص منه بضربه بـ"الهون" ثم خنقه وتركه داخل مسكنه، وفرا هاربين لإخفاء جريمتهما البشعة.
بلاغ للشرطة
داخل مكتبه في الطابق العلوى المخصص لوحدة المباحث، كان المقدم محمود عادل، رئيس مباحث قسم الخصوص، وصل للتو، ويفحص أوراق قضية قيد التحقيق، يقطع انهماكه في العمل صوت جهاز اللاسلكى القابع أمامه معلنا بداية ساخنة ليوم عمل جديد" العثور على جثة ممرض مقتولًا داخل شقته، وعدم تواجد زوجته بالشقة"، اعتدل الضابط في جلسته لأهمية المعلومة التى تلقفتها أذناه للتو وأمسك هاتفه ليخطر رئيسه المباشر، العميد عبدالله جلال رئيس فرع البحث الجنائى بالقليوبية.

مسرح الجريمة
في أقل من ١٠ دقائق وصل النقيب محمد نصير، معاون مباحث قسم الخصوص، لمسرح الجريمة وبرفقته القوة المرافقة له، فور وصوله، عاين الضابط الشاب مسرح الجريمة، وأطلع المقدم محمود عادل رئيس المباحث على ما يدور بمسرح الجريمة، وأن الجثة لشاب عشريني، يرتدى ملابسه كاملة، مساعد تمريض ومتزوج منذ 3 شهور، ومصابة بضربة آلة حادة في الرأس وملفوف حول العنق شال أبيض، فيما لم يتم العثور على زوجة المتهم، ليوجه بسماع أقوال شهود العيان ومراجعة كاميرات المراقبة حال وجودها.
الأمن يبحث عن الجاني
24 ساعة كاملة قضاها رئيس مباحث الخصوص بمسرح الجريمة بحثا عن إجابة للسؤال الأبرز "من الجاني؟"، للوصول لطرف خيط يقوده إلى حل القضية، إذ استمع لأقوال العديد من قاطني المنطقة وحرص على تفريغ كاميرات المراقبة المُثبتة بالمحلات في المنطقة فضلا عن فحص علاقات الضحية والوقوف على وجود خلافات بينه وآخرين ترقى لارتكاب الجريمة، حيث أكدت التحريات أن المجني عليه يتمتع بدماثة الخلق وحب واحترام الجميع".
طرف خيط لفك اللغز
أول خيوط القضية كانت البحث عن مكان اختفاء الزوجه وجمع المعلومات عنها، حتى توصل فريق البحث الذي ترأسة المقدم محمود عادل، أن زوجه القتيل تربطها علاقة عاطفية بشخص يدعي " عماد يعمل فران ويبلغ من العمر 22 عاما، هنا بدت الصورة جلية أمام رجال المباحث، وأصبحت الصورة أكثر وضوحا، وبات فريق البحث الجنائي يطارد شخصا معلومًا وليس مجهول الهوية، فكانت الخطوة التالية هي تكثيف التحريات وجمع المعلومات عن المشتبهم بهم.
كشف المستور
خلال وقت قصير توصلت جهود البحث والتحري لرئيس مباحث الخصوص، إلى أختباء الزوجه داخل منزل عشيقها بمحافظة أسيوط، وعقب تقنين الإجراءات واستصدار إذن من النيابة العامة، انطلقت مأمورية قادها المقدم محمود عادل، ونجحت في ضبط المتهمين، وتم اقتيادهم إلى القسم للتحقيق.
اعترافات
وقالت الزوجة وتدعي "ياسمين" 19سنة، ربه منزل، أمام رجال المباحث، تزوجت منذ 3 شهور، ولكني لم أحب زوجي، ولم أشعر معه يوميًا بأنه زوجي، لأن أهلي غصبوا تلك الزيجة علىّ الرغم من رفضي للعريس، وبسب ظروفنا استسلمت لزواج منه.
وأكملت "ياسمين": "تعرفت على عشيقى منذ عام عن طريق "فيس بوك"، ونشأت بيننا قصة حب، وتقدم للزواج مني، ولكن أهلي رفضوه، وأرغموني على الزواج من المجني عليه، فأتفقت مع عشيقي أن تستمر علاقتنا، لأنني لا أقدر الاستغناء عنه، فكان زوجي يذهب لعمله منذ الصباح ويأتي ليلًا، وعشيقي يأتي إلى مسكن الزوجيه لممارسة الحرام سويًا.
وأكملت المتهمة: "يوم الواقعة كنت مع عشيقي على فراش الزوجية، وفوجئت بزوجي يطرق الباب، وكانت صدمة لي، لأنه جاء في غير موعده الذي يأتي فيه، فقمت بإخفاء عشيقي داخل الدولاب حتى لا يراه زوجي، وبعد وقت من دخول زوجي للشقة، أحس أن هناك شيء،فأسرع لفتح الدولاب، وأمسك بعشيقي، فأسرعت على الفور للمطبخ وأتيت بـ"الهون" وقمت بضربه على رأسه، وأكمل عليه عشيقي أيضا، حتى سألت دمائه، ثم قمت بوضعه على السرير" مضيفة
"مكنتش عايزة أموته لكن نصيبه كدة"، فيما قال عشيقها "عماد"، والذى يعمل فرانًا، أمام رجال المباحث: " المجنى عليه هو السبب، وقام بالشجار معى، فكنت بدافع عن نفسي، وقتلته بالهون، ثم خنقته بإيشارب أبيض، وسالت دمائه على الأرض، ومعرفش ماذا حدث، ولكن الحب أعماني لأني بحب زوجته.