الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

حواديت عيال كبرت "١٢٠".. خناقة المصنع وعم سعد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أجبر ذاكرتي على تذكر حكاية عم سعد حينما استوقفني وأنا خارج من حلقة في إحدى القنوات كنت قد تحدثت فيها عن تاريخ مصر واحتفاظها بوسطيتها واعتدالها وقوامها رغم المحاولات الدؤوبة لجعلها إمارة أو لاية..وكان اعتراض صديقنا المبجل أن مصر كانت في الأساس دولة دينية وحدد ديانة بعينها. وكان ردي وماذا كانت قبلها وقبل ما كانت قبلها.. فسكت عم سعد هذا كان محكما عرفيا في إحدى قرى مصر جاؤه 4 أشخاص في عركة مشابهة أحدهم مسلم والثاني مسيحي والثالث يهودي والرابع لا ملة له.
لم يلتفت عم سعد إلى حجج الأربع لكنه أجلسهم وحكى لهم حكاية 4 عمال كانوا يعملون في مصنع كل منهم يؤدي دوره حسب مفهومه للائحة وضعها صاحب المصنع لكنهم تغافلوا عن بعض بنودها وتناحروا في نقاط الخلاف وأفضلية أحدهم على الآخر، وساقوا البراهين على الأقدمية لا الأفضلية في الإنتاج بما يفيد حركة المصنع.. وبمرور الوقت أصبحوا يقيمون بعضهم البعض وتناسوا أن التقييم من الأمور التي يختص بها صاحب المصنع، تناحرهم زاد ففقدوا روح التعاون وتعطلت حركة الإنتاج وصار كل واحد منهم يستقوي بمن على شاكلته، حتى وصل الأمر إلى الاشتباك والعراك، وضاع الهدف الأكبر وهو بقاء المصنع.
وبرغم أن هذا العراك لم يكن الأول لكنه كان قد سبقه عراك آخر من صنف آخر من العمال أفسدوه، فاضطر صاحب المصنع لاستقدام هؤلاء العمال محذرا إياهم مما حدث سابقا، مؤكدا أنه من الهين واليسير عليهم أن يأت بغيرهم، إلا أنهم بعد التزام قليل أخذوا نفس النهج.
اختتم عم سعد حديثه للعمال بقوله: "أنتم تتعاركون على أفضلية لا تقروها أنتم بل يقرها صاحب المصنع، تتقاتلون لتثبتوا أحقية ليست حقا في الأساس لأحد فيكم، وعراككم سيوقف المصنع وستخسرون حتى حقكم في الاختلاف بالعقل والمنطق.
ظن عم سعد أن ال٤ عمال قد فهموا مغزى الحكاية لكنه مات قبل أن يرى أن حديثه إليهم لم يغير من الأمر شيئا وإن اختلافهم كان إرثا خلفوه لأجيال من العمال باتت تتناحر في كل المصانع فاضطر صاحب الأمر الأكبر أن يتدخل ويبعث برسالة صغيرة أنه صاحب الأمر والنهي ربما انتبه العمال واستفاقوا.. وإن كنت أشك إلا أنني أتمنى