الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

برهم صالح: إجماع سياسي على تكليف مصطفى الكاظمي بتشكيل الحكومة

برهم صالح
برهم صالح
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أعلن رئيس الجمهورية العراقية برهم صالح اعتذار عدنان الزرفي عن مهمة تشكيل الحكومة العراقية الجديدة وتكليف مصطفى الكاظمي بالمهمة ذاتها بعد تحقق اجماع سياسي عليه لهذه المهمة.
وقال رئيس الجمهورية في كلمة وجهها للشعب العراقي: " أتوجه إليكم بهذا الخطاب وسط الظروف الصعبة والتحديات الخطيرة التي يواجهها بلدنا، مقدرا بشكل كبير ما تقوم به العوائل العراقية من مقاومة صلبة وشجاعة لفايروس كورونا، والمصاعب التي تتحملها في هذه الأثناء وسط حظر التجوال والعزل الصحي ".
وأضاف:" لقد مر بلدنا بتحديات كبيرة وجسيمة حيث كانت التظاهرات وما صاحبها من تطورات وتداعيات تشكل امتحانا عسيرا للدولة، وكانت الارتباكات والصراعات السياسية والتنازعات والفساد، تعرقل على الدوام قيام الدولة بواجبها الكامل تجاه شعبها، فيما كان شعبنا واعيا وصادقا يعبر عن مطالبه بحكمة وصبر".
وتابع صالح: "أن شعبنا يستحق أفضل من ذلك، أفضل مما قدم له بكثير، يستحق الحياة الكريمة والاقتصاد المزدهر ويستحق سياسة نزيهة، وتعاملا يتسم بالتبجيل والاعتزاز لما قدمه من تضحيات".
وأكد أن "الشهور الماضية قد شكلتْ اختبارا حقيقيا للجميع، وكانت الاحتجاجات الاجتماعية والتفاعلات السياسية التي سبقتْ ورافقتْ وأعقبتْ استقالة حكومة السيد عادل عبد المهدي، قد أسستْ لوعي شعبي متصاعد بالحقوق العامة، يمكن لنا أن نعتمده مؤشرا للمستقبل ونفتخر بشعبنا وبالوعي العميق الذي يحمله والمسئولية التي يتحلى بها ".
وأشار صالح إلى أن: "حراك التظاهرات العراقية يوفر لنا قاعدة حقيقية عن طموحات شعبنا بإحداث إصلاح حقيقي وعميق ومسئول في بنى الدولة وآليات عملها، ويتطلب معالجات رصينة للأسباب التي قادتْ إلى احتجاج الناس واستيائهم وغضبهم، ويتطلب أيضا مراجعة للظروف التي رافقتْ التظاهرات، والدماء الزكية التي سالت من المتظاهرين والقوى الأمنية خلالها، وكل ذلك يستدعي عملا حكوميا مكثفا لاستعادة الثقة وإجراء التحقيقات اللازمة، ومعالجة الجرحى والعناية بأسر الضحايا، من أجل استعادة الحياة الطبيعية بعد مرحلة القضاء على فايروس كورونا بإذن الله تعالى".
وأوضح أن: "هذه الشهور الاخيرة ومع ماحملته من أحداث لم تخل أيضا من ضغوطات ومناكفات سياسية مؤلمة، وبالذات في سياق التحديات الخطيرة التي مثلها خروج لغة الاتهام والتحريض والوعيد وخلط الأوراق عن السياق المقبول، وهذا ما يستدعي تكثيف العمل السياسي والحكومي من أجل تجاوزه من خلال حوارات حقيقية تنقي الأجواء وتزيل الشكوك وتطيب الخواطر، ومن خلال التأكيد على المشتركات الوطنية وعلى سلامة بلدنا واستقلال قراره، واحترام مؤسساته، وسيادته الوطنية".
وتابع: لقد كان لرئاسة الجمهورية ورئيس الجمهورية على وجه التحديد نصيب كبير من تلقي تلك الإساءات، وقد حاولنا احتواءها درءا للفتن، واعلاء لقيم الدولة، فكان الموقف ومازال هو الالتزام بالدستور، والتعالي على صغائر الأمور، وحفظ السلْم الاجتماعي والمصلحة العامة، والحرص على عدم إدخال العراق في الفتن وصراعات الأخوة وتنافسهم، ومحاولة جمْع أصوات الامة لا تفريقها".
وتابع صالح: "لقد تلقيت خلال الساعات الماضية اعتذار السيد عدنان الزرفي عن التكليف بتشكيل الحكومة المنتظرة، وقد قبلت الاعتذار، شاكرا السيد الزرفي على الجهود النبيلة التي قدمها والخطوات والطروحات المضيئة التي رافقتْ تكليفه، وعلى حسن أخلاقه، وعمق وطنيته، معتبرا أن هذا الاعتذار هو بمثابة مؤشر صحة والتزام ومسئولية نتمنى أن تكون هي المعيار والميزان للعمل السياسي.وفي هذه الأثناء، اجتمعتْ القوى السياسية العراقية على ترشيح السيد مصطفى الكاظمي لرئاسة الحكومة، وقد كان هذا الإجماع واضحا ويقينيا ويشمل كل القوى السياسية باختلاف عناوينها".
وأشار إلى: "أن تحول المشهد السياسي من الاختلاف والشكوك والتناحر وتفرق الكلمة إلى اتفاق شامل لايشمل القوى السياسية فقط بل الفعاليات الشعبية والشبابية والقوى الاجتماعية، إنما هو دليل عافية ومسئولية، العراقيون متمسكون بقرارهم الوطني، وبسيادتهم على أرضهم، وبحكومة تمثل تطلعاتهم، ومن هذا المنطلق يسعدني ويشرفني أن أقوم بتكليف السيد الكاظمي، محملا بآمال كبيرة بقدراته وكفاءته ووطنيته ونزاهته، وعزمه على خدمة البلد بعدل وأمانة، لمواجهة التحديات الماثلة أمام بلادنا وتكثيف جهود الحكومة لمواجهة التحديات الصحية والأمنية والسياسية والاقتصادية، وتهيئة الظروف لإجراء انتخابات نيابية مبكرة على قواعد العدل والنزاهة والشفافية، وصوْن سيادة العراق واستقلال قراره وتوازن علاقاته الخارجية ".
وأشار إلى: "أنها مرحلة عصيبة تمر على وطننا، نتمنى أننا اليوم نسهم معا في تجاوزها موحدين عاقدين العزم على ثوابت الإصلاح، ومحاربة الفساد، وإعلاء سلطة القانون، وحصر السلاح بيد الدولة، ومنع تحويل بلادنا إلى ساحة تصفية حسابات اقليمية أو دولية، ورفض استخدام اراضينا ومقدراتنا للاعتداء على جيراننا، وهي القيم الوطنية التي أبرزتْها وطالبتْ بها المرجعيات الدينية الرشيدة في بلادنا، وتمسك بها شبابنا في ساحات التظاهر، وأن الوصول اليها وتحقيق مبادئها مازال بحاجة إلى مزيد من العمل والمسئولية".
وتابع القول "أتمنى على الجميع دعم الحكومة والمؤسسات الرسمية للقيام بواجباتها، وإنهاء أجواء الخلاف والاتهام والارتباك السياسي، لنقلب معا صفحة ونفتح أخرى بعون الله ورعايته".
ودعا رئيس الجمهورية الكاظمي إلى اختصار الزمن الدستوري وتقديم برنامجه وتشكيلته الحكومية بأقرب وقت ممكن، كما دعا القوى السياسية إلى سرعة الاستجابة لعقْد جلسة التصويت على الحكومة، لوقف الهدر غير المبرر للزمن والفرص والجهود، ومن أجل أنْ تتصدى الحكومة لواجباتها الكبيرة، وتواجه استحقاقات المرحلة وتحدياتها".
وخاطب صالح لاشعب قائلًا "أيتها الاخوات، أيها الاخوة، والابناء والبنات من المؤسسات الحكومية المدنية والعسكرية والأمنية، ومن القوى السياسية والنيابية والفعاليات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والرياضية والإنسانية والحراكات الشعبية، رصوا الصفوف من أجل العراق، وحدوا المسار، عززوا الثقة بالدولة ومؤسساتها، نضع يدا بيد لنواجه المخاطر بصبر وتعاون وتكافل، ونتجاوز المرحلة الصعبة كما فعلنا، وذلك والله ليس غريبا على أبناء الرافدين، أدعوكم إلى التعاضد مع القوى الأمنية المختلفة من جيش وشرطة وحشد وبيشمركة للقيام بواجباتها وحماية استقلال العراق وسيادته وقراره الوطني من تهديد الإرهاب وكيده".
ودعا في ختام كلمته إلى دعم الفرق الصحية الشجاعة والنبيلة والمضحية التي تقف في هذه الأثناء في خط التصدي الأول ضد وباء كورونا في بلادنا، والالتزام بالنصائح الطبية، وقرارات خلية الأزمة المعنية بمواجهة الوباء.