الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

في ذكرى ميلاد سيوران.. "التاريخ واليوتوبيا" مغامرة البحث عن الهوية

إميل سيوران
إميل سيوران
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحتفي الأوساط الثقافة والفنية، بالكاتب والفيلسوف الروماني إميل سيوران، الذي تحل ذكرى ميلاده اليوم الأربعاء، يعد أحد أبرز كتاب الأدب الروماني، والذي لاقت أعماله الأدبية في البداية إقبالا محدودا، ولكن قاعدة قراءه توسعت في الفترة الأخيرة خاصة بعد وفاته، فظهرت كتبه في سلسلة الجيب الشعبية، وترجمت العديد من أعماله من الرومانية والفرنسية إلى العربية، ومن بين هذه الأعمال كتاب "التاريخ واليوتوبيا" والذي ترجمه الشاعر آدم فتحي للعربية.
ويقول الشاعر والمترجم آدم فتحي عنه: "إن كتابة سيوران تمثل في حد ذاتها حدثا فريدا من نوعه في تاريخ الأدب الفرنسي خلال النصف الثاني من القرن العشرين".
يتناول هذا الكتاب مجموعة من المقالات المطولة، يبحث خلالها عن الدوافع الخفية وراء مختلف الأنظمة السياسية بالطريقة ذاتها، التي تواخاها في دراسته عن جوزيف دي ميتر، التي تعتمد على أن الأيديولوجيات التي تختلق فراديس في الزمن على أن يكون أما في الماضي النشأة أو في المستقبل، وذلك حسب الرغبة في الدعوة إلى الحنين للماضي، أو إلى عبادة التقدم.
يرى المترجم في كتاب "التاريخ واليوتوبيا" أنه يعتبره حدثا داخل الحدث، فهو أثر نحن في أشد الحاجة إليه اليوم وغد، لأنه يحمل فكر ما بعد الوفاة حسب عبارة نيتشه، أي أنه جاء ليملأ الفراغ الناتج عن موت المؤلف البيولوجي وصمته الإبداعي على حد سواء، ويبدو سيوران مرجعا أساسيا لنا في مغامرة البحث عن هويتنا المبعثرة وعن إمكانية تصالحنا مع الحضارة الغربية التي أسقطنا عليها ما زرعته فينا من الشعور بالحرمان والإحساس بالنقص خلال الفترة الاستعمارية من جهة.
وتبعا للأحداث التاريخية اللاحقة على ذلك والراسخة فينا من جهة أخرى، ولكن يظل "سيوران" هو بمثابة بصيص النور في ظل العتمة المحيطة بنا، لأنه نجح في في حل النزاع الراسخ أيضا في هويته الرومانية أي الشرق أوروبية، وذلك عبر الكلمة والفكر مغامرا في لغة ليست لغته الأم وهي "الفرنسية"، تائها في مدينة ليست مدينته أيضا وهي "باريس"، غارقا في بحر إضفاء المعنى على الحياة.