قال أسامة الهتيمي، باحث في الشأن الايراني، إنه بعد مرور نحو شهر ونصف على تفاقم أزمة تفشي فيروس "كورونا" في إيران فأن النظام الإيراني لا ينظر لهذه الأزمة من بعدها الصحي فحسب ولكنه يتعاطي معها من بعدين آخرين أحدهما أمني والآخر سياسي،
وأضاف الهيتمي في تصريحات لـ"البوابة نيوز" أن البعد الأول هو الذي ربما يفسر لجوء النظام ومنذ اللحظة الأولى لبدء جهود المواجهة إلى الحرس الثوري للقيام بهذه المهمة فيما كان البعد السياسي حاضرا أيضا وباستمرار إذ جاءت التصريحات المتتالية على ألسنة قادة النظام مجسدة محاولاته لتوظيف هذه الكارثة واستغلالها لمناورة الولايات المتحدة الأمريكية وتحقيق مكاسب سياسية في النزاع السياسي بين البلدين.
وأشار الهيتمي إلى، أن النظام الإيراني يهدف من إصراره على رفض العروض الأمريكية بتقديم مساعدات للطرف الإيراني في عملية التصدي لتفشي الوباء إلى إحراج واشنطن وترسيخ انطباع سيئ حولها لدى جميع الأطراف الدولية وذلك عبر تحميلها المسئولية عن الكارثة التي حلت بالإيرانيين كون أن العقوبات الاقتصادية الأمريكية كانت عائقا رئيسيا أمام جهود المواجهة.
ولفت إلى أن النظام الإيراني يستند في هذا الموقف الرافض على عدة محددات أولها أنه غير عابئ حقيقة بمعاناة هذا الشعب في مقابل تحقيق مصالحه الضيقه وهو الأمر الذي أكدته العديد من المواقف يبرز منها مثلا حالة التكتم التي التزمها في الإعلان عن حقيقة وضع الفيروس لتمرير احتفالات 11 فبراير وانتخابات 21 فبراير رغم أن وزير الصحة السابق كان قد حذر كبار المسئولين من خطورة تفشي الفيروس في نهاية ديسمبر من العام الماضي.
وأكد"الهتيمي"، أن هدف ايران هو الترويج إلى أن هذه المساعدات الأمريكية لن تجدي نفعا على مستوى قيمتها المالية أو قيمتها الصحية فالمبالغ المقترحة لا تتجاوز عشرات الملايين وهي مبالغ زهيدة لن يكون لها أثرها في جهود المواجهة وأما على المستوى الصحي فإن قادة النظام وفي مقدمتهم مرشد الثورة على خامنئي يرون أن أمريكا لم تستطع مساعدة نفسها بعد أن وصلت أعدام المصابين في أمريكا لأرقام مذهلة فيما أنه أشار إلى أنه ليس من المستبعد أن تساهم الأدوية الأمريكية في زيادة تفشي المرض في إيران أو أن تتسبب في بقائه وهو الأمر الذي أثار سخرية الكثيرين.
وتابع: أن هدف خطاب موسوي تحريك الحس الوطني والقومي للشعب الإيراني حيث الحديث عن أن واشنطن تستدف من وراء عروض المساعدة إجبار إيران على الدخول معها في مفاوضات دون أن تستجيب واشنطن لما تعتبره طهران مطالب مشروعة برفع العقوبات غير القانونية ما يعكس إصرارا إيرانيا على التوظيف السياسي للكارثة عبر الربط بين قبول هذه المساعدات ورفع العقوبات وهو ربط غير منطقي فأمريكا نفسها سعت للتنسيق مع الصين لمواجهة الفيروس رغم التنافس الشرس بين البلدين والاتهامات المبتادلة بينهما حول المتسبب في وجوده.
وكان قد تحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي في مؤتمر صحفي أذاعه التلفزيون "إيران لم تطلب أبدا ولن تطلب من أمريكا مساعدة طهران في معركتها ضد تفشي الفيروس".
أمريكا أن ترفع كل العقوبات الأحادية غير القانونية على إيران.
