استيقظت مبكرًا كعادتي؛ وعندما فتحت نافذة حجرتى الصغيرة. رأيت أشياء لم أكن ألتفت إليها من قبل، رأيت الشمس أكثر إشراقًا؛ وتكاد أشعتها تضحك وهى تدخل غرفتى متراقصة. رأيت السماء وقد تحوّل لونها الأزرق (السماوي) المعروف لمجموعة من الألوان الزاهية المتلألئة بأفراح لا ترى بالعين ولكنها تملأ القلب. والمشاعر جميعًا.
رأيت الحمام الذى تربيه جارتنا العجوز الطيبة»، وكأن هذا بداية لإحدى قصص ملاك ميخائيل، صارع الزمن بعنفوانه وهو يحاربه بالكلمة، ٧٣ عاما، قضى منها ٣٠ عاما قعيدا على كرسى متحرك، حصل على العديد من الأوسمة والجوائز ويمتلك إرثا كبيرا من الكتابات، ورغم كل ذلك لا يجد ما يكفيه من دخل لتوفير حياة كريمة في أواخر العمر.
الشاعر والأديب السبعيني، ابن مدينة الرب، تخرج من كلية التجارة جامعة الإسكندرية عام ١٩٧٦، وعمل محاسبا ثم مديرا للاستيراد والتصدير في إحدى كبرى الشركات، لكنه كان على موعد مع سوء القدر، سرق الزمن ساقيه، فأصبح مسلوب القدرة على السير على قدميه، بعدما أصيب بجلطة مخية شديدة في مطل التسعينيات، ففرغ همومه في الشعر تارة وفى الأدب تارة أخرى، لم تستطع إعاقته أن تمنعه عن الكتابة بل زادت همته أضعافها، فنشر إنتاجه في مختلف الصحف والمجلات المصرية والعربية، وقبل أن يفقد قدرته على المشى حصل على جائزة الدولة للأدباء الشباب من الرئيس السادات في عيد الفن والثقافة.
حصل على الجائزة الأولى وميدالية الدكتور طه حسين الذهبية للقصة القصيرة من نادى القصة بالقاهرة، وفاز بالجائزة الأولى للنقد القصصى في مسابقة يوسف السباعى من المجلس الأعلى للثقافة.
كرمته المملكة العربية السعودية فحصل على الجائزة الأولى للشعر من نادى القصيم الأدبي
كما حصل عام ١٩٩١ على الجائزة الأولى للقصة القصيرة من مسابقة إحسان عبدالقدوس.
وفى لبنان حصل على جائزة الشعر من دار نعمان للثقافة.
وصدرت له عدة كتب منها «لؤلؤة من الأعماق» و«يحدث لكل الناس» و«العديد من القصص الأدبية»، ورغم كل ذلك يعجز أن يجد دخلا يساعده على الحياة لشراء الأدوية والعلاج، خاصة أنه يحتاج لعملية في العمود الفقري. يحلم الأديب بدخل شهرى يوفر له احتياجاته كرد للجميل لما قدمه للقارئ.
للتواصل: ٠١٢٢٠٤١٦٨٣٠
