يعد الفنان الراحل جورج سيدهم، ابن محافظة سوهاج، أحد العظماء الذين كتبوا صفحات مضيئة في سجلات تاريخ الكوميديا بمصر والوطن العربى، وواحدا من الذين رسموا البسمة على شفاة أجيال عدة على مدى ثلاثين عاما في المسرح والسينما والتلفزيون، فلا ينتزع الابتسامة ولكنه يقدم الكوميديا ببساطة، أحبه الأطفال وهو في أداء الشخصيات النسائية الساخرة.
تخرج "سيدهم" من كلية الزراعة بجامعة عين شمس في 1961، ورغم عمله مهندسا زراعيا بوزاة الزراعة إلا أن عشقه للفن كان له النصيب الأكبر في حياته، كون مع رفيقيه الفنان سمير غانم، والفنان الراحل الضيف أحمد فرقة مسرحية حققت نجاحا كبيرا وأحدثت تغيرا جذريا في شكل الأعمال الكوميدية، جعلت كبار الفنانين والمخرجين يتسابقون للعمل معهم، تلك الفرقة جعلت شاعر الحب والرومانسية حسين السيد يكتب الفوازير والأعمال المسرحية الكوميدية.
قدم "سيدهم" مع صديقيه مجموعة متنوعة من الاسكتشات الفنية وكانوا يقومون بتأليف وتلحين وأداء هذه الاسكتشات، شارك هو ورفيقيه حفلات أضواء المدينة، حتى تعاقدت الإذاعة المصرية معهم بعد ذلك وأطلقت عليهم "ثلاثي أضواء المسرح" اقتباسا من حفلات أضواء المدينة.
استعان مسرح التلفزيون بفرقة ثلاثي أضواء المسرح في تقديم فقرة فنية بعنوان "دكتور ألحقني" وكانت هذه الحفلة مذاعة على الهواء وشاهدها رئيس الهيئة الزراعية الذي كان يعمل بها مهندسا زراعيا، وفي اليوم التالي استدعاه رئيس الهيئة إلى مكتبه وعنفه بشده لما شاهده، ولكن كان له رأى آخر في هذا الموقف مما دعاه إلى تقديم استقالته من هذه الوظيفة وتفرغه للفن الذي كان بمثابة عشقه الأول والأخير، لاقت الفرقة انتشارا وشهرة كبيرة، وقدموا بعد ذلك مجموعة من الأعمال المسرحية والسينمائية من بينها: "البعض يذهب للمأذون مرتين"، "30 يوم في السجن"، "الشقة من حق الزوجة"، وغيرها، وكانت من أبرز أعماله المسرحية "المتزوجون" وشاركه البطولة سمير غانم، شيرين، والذين أعادوا احيائها بلم شمل الفريق في رمضان في 2014، فهو أيقونة الضحك والسخرية البسيطة.
وفي 27 مارس الماضي 2020 غيب الموت جسد إبداع دام لمدة 32 عاما، سجل تاريخي حافل بالأعمال المسرحية والسينمائية والتلفزيونية وتبقى رمزا خالدا يحرص الأجيال على مشاهدتها من الحين للآخر.
وقد أهديت إدارة مهرجان المسرح العالمي "أون لاين" في دورتها الأولى لاسم الفنان الراحل جورج سيدهم، التي اختتمت فعالياتها الثلاثاء الماضي، وذلك تخليدا لدوره البارز في إثراء الحركة المسرحية المصرية والعربية.
