الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

عطا الله حنا: البشرية توحدت في معاناتها وآلامها بسبب كورونا

مطران عطا الله حنا
مطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وجه المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، اليوم السبت كلمة بشأن فيروس كورونا، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، جاء نصها كالتالي:
وباء كورونا اصبح ظاهرة عالمية ومخاطره تهدد البشرية بأسرها فهذا وباء انتشر في كل مكان وهذا الفيروس الذي لا يرى بالعين المجردة شل الحركة في كافة العواصم العالمية فالمطارات توقفت والحركة الاقتصادية شلت وهذه ظاهرة غير مسبوقة.
انها المرة الاولى في التاريخ البشري الحديث التي نشهد فيها وضعا من هذا النوع في سائر ارجاء العالم واننا اذ نعرب عن تضامننا وتعاطفنا مع كافة الشعوب ومع كافة اولئك الذين فقدوا احبتهم بسبب هذا الوباء فإننا نؤكد في فلسطين الأرض المقدسة بأننا سنبقى متمسكين بثوابتنا وانتماءنا لهذه الأرض ودفاعنا عن انبل واعدل قضية عرفها التاريخ الإنساني الحديث ولن يؤثر علينا شيء في المضي قدما في الدفاع عن عدالة قضيتنا.
لقد توحدت البشرية كلها في معاناتها وآلامها من الكورونا والعالم بأسره اليوم لا يتحدث عن شيء اخر سوى الكورونا وضرورة محاصرتها والوصول إلى علاج لها، وحدت الكورونا كافة الدول والشعوب في المعاناة والهواجس والاحزان والالام ولكنني متأكد بأننا سننتصر حتما على الكورونا فالكورونا لها بداية وستكون لها نهاية ونتمنى ان تكون نهايتها قريبة لكي تتوقف هذه المعاناة التي نلحظها ونعيشها في كل حين وكما توحد العالم في مواجهة الكورونا نتمنى ان يكون هذا العالم موحدا بعد الكورونا في الدفاع عن حقوق الإنسان والانحياز للمظلومين والمعذبين في كل مكان.
نتمنى ان يستنتج الكبار العبر من هذه الظاهرة فيوقفوا حروبهم وتسليحهم وتصديرهم للسلاح بكافة اشكاله والوانه هذا السلاح الذي تدفع فاتورته الشعوب المقموعة والمظلومة والمتألمة.
نتمنى ان تكون حقبة ما بعد الكورونا أكثر إنسانية وتشبثا بقيم العدالة واحترام حقوق الإنسان والدفاع عن المظلومين والمنكوبين في كل مكان.
نتمنى ان تتوقف الحروب في كل مكان فكفانا دمارا وخرابا وعنفا وقتلا وامتهانا للكرامة الإنسانية.
ونتمنى ايضا ان يلتفت الجميع إلى فلسطين التي ستخرج حتما من محنة الكورونا ولكنها ستبقى تعاني من محنة اشد وطأة وظلما وهي محنة وجود الاحتلال الذي يستهدف الفلسطينيين في كرامتهم وحريتهم وقدسهم ومقدساتهم وأوقافهم، فكما وحدت الكورونا شعوب العالم في الالم والمعاناة نتمنى ان يكون هذا العالم موحدا بعدئذ في الانحياز لقضايا العدالة والحرية والكرامة الإنسانية لا سيما القضية الفلسطينية العادلة.