الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

أمين سر الفاتيكان: الإنسان أدرك اليوم هشاشته وضعفه

أمين سر دولة حاضرة
أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين في لقاء أجراه معه موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني اليوم الجمعة، إن البابا فرنسيس وأعضاء الكوريا الرومانية يتقاسمون مع الجميع هذه الأزمنة الصعبة.
وأضاف أن فكره يتجه نحو العديد من المرضى، لاسيما المسنين، والأشخاص المشرفين على الموت وعائلاتهم. ولفت إلى أن الكنيسة قريبة من كل شخص، خصوصا من كل متألم ومحتاج. وذكّر بأن البابا فرنسيس لا يوفر جهدًا من أجل التعبير عن قربه من الناس في أقطاب العالم كافة. فبالنسبة له كان التواصل مع الناس، وما يزال، أمرًا أساسيا وهو يريد الحفاظ على هذا التواصل. ويشكل البثّ المباشر اليومي للقداس الصباحي في كابلة القديسة مارتا تعبيرًا ملموسا عن هذه الرغبة. هذا فضلا عن صلواته المستمرة على نية الضحايا وعائلاتهم والطاقم الطبي والمتطوعين والكهنة والعمال.
بعدها لفت الكاردينال بارولين إلى أننا نعيش مأساةً ستحمل انعكاسات مهمة على حياتنا. وقال إن الإنسان وُضع اليوم أمام هشاشته، وبات يُدرك أنه ليس خالقًا: إنه مخلوق وُجد لأن ثمة من يمنحه الحياة في كل لحظة. ويجد نفسه ضعيفًا، لا حول له ولا قوة، يحتاج إلى المساعدة. ويقدم لنا هذا الظرف فرصة لإعادة اكتشاف قيمة العائلة والصداقة والعلاقات بين الأشخاص، والتضامن والسخاء والمقاسة. وأضاف نيافته أننا نحتاج إلى بعضنا البعض، نحتاج إلى جماعات تساعدنا على الاعتناء ببعضنا البعض مشيرا إلى أن هذا الوضع يشكل فرصة ملائمة من أجل العودة إلى الله من صميم القلب.

في رد على سؤال حول أهمية النظر إلى ما يجري بأعين الإيمان المسيحي قال أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان إن الإيمان المسيحي هو عبارة عن دخول الله إلى تاريخ الإنسان. فقد تجسد الله، وجاء ليتقاسم معنا وجودنا بالكامل، ما عدا الخطية، ولم يتردد في الموت من أجل خلاصنا. وأشار نيافته إلى أن الكنيسة تستعد في هذه الأيام للاحتفال بعيد الفصح، مذكرًا بأن الرب يسوع قام من بين الأموات وانتصر على الموت ووهبنا الحياة. وأكد أن نظرة الإيمان تساعدنا – في هذه الأزمنة الصعبة – على الاستسلام لله وعلى قرع بابه بواسطة الصلاة المستمرة، كي تنتهي هذه المحنة في أقرب وقت ممكن. ونظرة الإيمان تساعدنا أيضا على رؤية الخير المحيط بنا، والذي يشهد له العديد من الأشخاص. وأشاد نيافته في هذا السياق بالدور الهام الذي يلعبه الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات والعديد من العلمانيين، فضلا عن الأطباء والممرضين والمتطوعين. وأضاف قائلا: كم جميل لو قامت جميع الكنائس وبشكل متزامن، عند الساعة الثانية عشرة ظهرا على سبيل المثال، بقرع أجراسها مدة دقيقة واحدة، كي تدعو جميع المؤمنين إلى الصلاة معًا، على الرغم من المسافة التي تفرقهم.

هذا ثم لفت الكاردينال بارولين إلى أن الكرسي الرسولي، ومن خلال دوائره، يسعى إلى الحفاظ على التواصل مع الكنائس المحلية وهو يحاول – قدر المستطاع – أن يساعد الأشخاص الذين يعانون من تفشي الفيروس بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أو القومية، كما فعل على الدوام. وذكّر بأن البابا فرنسيس، ومذ أن بدأت الأزمة الصحية على الصعيد العالمي، شاء أن يعبر شخصيًا عن قربه وتضامنه مع الصينيين، فأرسل لهم مساعدات وسرعان ما فعل ذلك أيضا مع إيران ثم إيطاليا فإسبانيا. واليوم يتم البحث في عدد من المبادرات من أجل التعبير عن التضامن الملموس والشهادة للمحبة.
في سياق حديثه عن تعليق الاحتفالات الدينية في الكنائس، التي لم تقفل أبوابها، قال أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان إن هذا الإجراء كان ضروريا لتفادي التجمعات، لكن الكنائس ما تزال مفتوحة في جميع المدن تقريبا، وآمل أن يُعاد فتح الكنائس المقفلة في بعض المناطق. وذكّر بأن الكهنة يستمرون في الاحتفال بالقداديس على نية المؤمنين العاجزين عن الحضور والمشاركة في الاحتفالات. ولفت نيافته في هذا السياق إلى أن العائلة هي أيضا كنيسة بيتية، وبالتالي يستطيع المؤمنون أن يصلوا معا وأن يستعدوا لعيد الفصح متابعين الاحتفالات الليتورجية والصلوات على شاشات التلفزة. وأشار أيضا إلى أهمية قراءة كلمة الله والتأمل بها، مؤكدا أن الله ملأ – بواسطة كلمته – هذا الفراغ الذي يخيفنا في هذه الأيام.
في ختام حديثه لموقعنا الإلكتروني قال الكاردينال بيترو بارولين إن الوضع الذي نمر به اليوم يشكل مناسبة لتعزيز الوحدة وتنمية روح التضامن والمقاسمة بين جميع البلدان والشعوب والأشخاص حول العالم. وستترتب على هذا الوضع صعوبات وتبدلات جذرية. ولا بد أن يقوم ذوو المسؤوليات بواجبهم بعيدا عن الأنانية والبحث عن المصالح الخاصة - مصالح الأفراد والجماعات والقوميات - لأنه ينبغي أن ينظر هؤلاء بحكمة ومسئولية إلى الخير العام، وفقًا لقيمتي الحرية والعدالة.