السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الأنبا مكاريوس: إظهار الله أنه منتقم هي إهانة له

الأنبا مكاريوس الاسقف
الأنبا مكاريوس الاسقف العام، المنيا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الأنبا مكاريوس الأسقف العام، للمنيا، ان إظهار الله أنه منتقم جبار وأنه يقتصّ لنفسه هي في الواقع إهانة لله، فالله ديّان عادل وكذلك رحوم أيضًا. 
وأضاف إن الكثيرين يرددون في هذه الأيام عبارات من قبيل أن ما يحدث هو انتقام الله العادل، وأن كأس الشر قد امتلأت وفاضت وأن صراخ البشر قد صعد إلى الله وأن هذا هو وقت التطهير والتمحيص. 
وتابع: "حقيقي أننا خطاة وعصاة وأثمنا نحن وآباؤنا وأن نتائج الخطية وخيمة، ولكن مشكلة التخويف والتبكيت والإنذار بالويلات، على قدر أهميتها وحقيقتها على قدر خطورتها وفكرة إظهار الله أنه منتقم جبار وأنه يقتصّ لنفسه هي في الواقع إهانة لله !"
وتابع: " فالله ديّان عادل وكذلك رحوم أيضًا يغضب ولكنّه يرجع عن حموّ غضبه يسخط ولكنّ سخطه لا يدوم يضرب ولكنّ يديه تشفيان، يجرح ولكنّه يعصب، يترك للحظة أو لُحيظة ولكنّه يعود فيجمع بمراحم أبدية وعندما يصلّي الكاهن مُصرِّحًا بأن الله "يعطي كل واحد فواحد كحسب أعماله"
يكاد الشعب يقاطعه متوسِّلا بصراخ إلى الله.. بل كرحمتك يا رب وليس كخطايانا ".
وأكمل: " "فكرة التبكيت الشديد والإنذار بأن نهاية كل شيء قد أتت هي فكرة من شأنها أن تتحول بعد مرور الأزمة إلى حالة من النكوص واللا مبالاة،أو حالة من التحدّي والعناد، وقد تقيم حاجزًا ما بين الله والإنسان لا سيما وسيقول قائل: "إن الأب الجسدي -وهو مخلوق ضعيف ومحدود- لا يمكن أن يُقدِم على الانتقام من أبنه على هذا النحو مهما فعل الابن ومهما أساء وخالف وتطاول هكذا قال الرب.. « لأنّي لا أُسَرُّ بموتِ مَنْ يَموتُ، يقولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، فارجِعوا واحيَوْا ».
وأكد أنه لا يليق بنا أن نتاجر بأوجاع الناس وخوفهم وهلعهم، بل لنطلب قائلين «يا إلهَ الجُنودِ، ارجِعَنَّ. اطَّلِعْ مِنَ السماءِ وانظُرْ وتَعَهَّدْ هذِهِ الكَرمَةَ».
إن الغفران والرجاء والتحنُّن،أتت إلى الله بتائبين أكثر ممن أتوا إليه خائفين من انتقامه وجبروته.
واختتم إن كل النبوات التي تنبّأها الأنبياء على الشعب الخاطئ، جميعها يُختَتَم برسالة رجاء، مفادها أن الله يعود فيترأف على صهيون لأنه وقت الترأف عليها اذكروا قصص التأديب ومعها الغفران، قصص السقوط ومعها قصص التوبة، قصص البُعد عن الله وقصص التوبة الجماعية المفرحة، اذكروا أن الرب قال: «لا أعودُ ألعَنُ الأرضَ أيضًا مِنْ أجلِ الإنسانِ» بل قوله: «لا أعودُ أيضًا أُميتُ كُلَّ حَيٍّ كما فعَلتُ.»