الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

تعرف على حكاية تقديس الخبز عند القدماء المصريين

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قدمت الهيئة العامة لقصور الثقافة عبر موقعها الرسمي موضوعا تحت عنوان " الخبز في مصر القديمة" ضمن مبادرة "خليك في بيتك.. الثقافة بين يديك" التي أطلقتها وزارة الثقافة.
قال محمد إمام صالح الباحث في التراث في تقديمه للموضوع: إنه دائما ما كان يخبرنا أجدادنا وآباؤنا أننا إذا وجدنا قطعة خبز ملقاة على الأرض، أن نقبلها ونضعها جانبًا حتى لا يطأها أحد، فهى نعمة لا بد من المحافظة عليها، وللعجب أن هذا التقليد ليس جديدا، وإنما قاله قدماء المصريين فنجده يقول: "إذا وجدت قطعة خبز في الطريق ارفعها من على الأرض وقبّلها وضعها جانبا حتى لا يطأها أحد من المارة". ذكر إمام أن الحياة تحفل بمظاهر الاحترام والتقديس للخبز، ويتجلى ذلك في استخدام كلمة "العَيِشْ" بدلا من الخبز، فإلى الآن يستخدم الكثيرون كلمة العيش للدلالة على العمل فيقول "ذاهب إلى أكل عيشى". فقد ذكر الخبز/ العيش في قواميس اللغة العربية مرتبطا بمعنى الحياة، فالعيش هو الحياة.
وأوضح أنه يتجلى هذا التبجيل في استخدام الخبز للقسم للدلالة على صدق الكلام، فهكذا أبدى قدماء المصريين احترامًا عظيمًا للخبز باعتباره سند الحياة.
ولايزال الخبز غذاء يوميا لدى المصريين في هذه الأيام، كما كان بجانب الجعة غذاء العمال وكبار الموظفين في مصر القديمة، لكن أهميته في مصر القديمة لم تقتصر على كونه مادة للطعام فقط، بل امتدت إلى أوجه الحياة الدنيوية والعقائد الجنائزية. 
يقول "آنى" لابنه يوصيه بأمه: "ضاعف الخبز لأمك واحملها إن استطعت، كما حملتك فهى التى كانت تحمل لك الخبز والجعة كل يوم حينما كنت في المدرسة". أما عن دعوة الذين إلى جوارك إلى الطعام حتى لو لم تكن تعرفهم، فهو تقليد مصري قديم، فيقول آنى "لا تأكل الخبز – أى الطعام- وغيرك واقف دون أن تحث الخطى إليه وتمد يدك بالخبز إليه، وبهذا تؤثره إلى الأبد".
ولأن "أوزير" هو الذي أوجد الخبز، فكل الظواهر الطبيعية المتعلقة بالنبات والأرض تكون بسببه، فجفاف النبات وموته ثم نمو النباتات واخضرارها من جديد يشيران إلى موت وبعث أوزير، لتصبح المتتالية الحياة، الخبز، أوزير، الحياة مرة أخرى. 
ولفت إمام إلى أن المعبودات احتاج إلى الطعام فكان يقدم لهم الخبز المثلث الشكل، ففي نصوص الأهرام: "لقد أتى أمام تاسوع السماء ليسعد بخبزه"، وكان تقديم الخبز يوميًّا من ضمن طقوس الخدمة اليومية بالمعبد، حيث كان يقدمه الكهنة القائمون على الخدمة في المعابد إلى تمثال المعبود الموجود داخل ناووسه في قدس الأقداس، وكان البشر يشاركون طعام المعبودات، حيث كان الكهنة يقومون بدور الوسيط فقد كانوا يقدمون يوميًّا قرابين الطعام والشراب.
ويعد الخبز من أكثر القرابين التى يقدمها العامة للمتوفى، وربما يكون هذا هو سبب العادة التى مازالت منتشرة إلى الآن، حيث يذهب الناس إلى المقابر ومعهم أنواع مختلفة من الخبز يوزعونها على الفقراء كصدقات –قربان- عن روح الميت.