الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

بالصور.. فنان تشكيلي يدشن هتشاج «خليك في البيت وهرسملك صورة»

الدكتور أحمد بركات،
الدكتور أحمد بركات، الأستاذ المساعد بكلية الفنون الجميلة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بين الفرشاة والألوان وخطوط مستقيمة ومنحنية ورتوش يمينا ويسارًا، تخرج أبدع البورتريهات في أوقات العزلة، هكذا يقضى الدكتور أحمد بركات، الأستاذ المساعد بكلية الفنون الجميلة- قسم النحت، بجامعة الإسكندرية، أوقات عزلته، والتى فرضتها الأحداث التى يمر بها العالم في مواجهة فيروس كروونا، فتعليق الدراسة وابتعاده عن قاعات المحاضرات، دفعه لأن يطلق هاشتاج «خليك في البيت وحرسملك صورة». 
فكل بورتريه يرسمه يحمل معه قصص وحكايات أصحابه، فمنها بورتريهات لطلبة الكلية، وبورتريهات لفنانى مسرح الإسكندرية، ولم ييتوقف الأمر عند ذلك، بل وجه دعوته للجميع، لدرجة أنه لم يستطع ملاحقة الرسائل التى تأتيه.
عن ذلك يقول: «فكرة مبادرة» خليك في البيت وحرسملك صورة» جاءت لأنى أعشق فن البورتريه، فأقوم أحيانا برسم الطلبة أثناء المحاضرات، وأثناء شرح المحاضرات، حيث أجد نفسى أشارك الطلبة في الرسم، مثلى مثلهم، فالرسم بالنسبة لى مثل الطعام والشراب، أمارسه بشكل يومى ودون توقف، وأصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتي. 
أما عن فكرة المبادرة فقد راودتنى بعد قرار تعليق الدراسة، وأصبحت المحاضرات الجامعية «أون لاين»، وأصبحت هناك وفرة من الوقت، وفكرت في تمضية الوقت ونزلت صور من على الإنترنت وأعدت رسمها مرة أخرى، حتى جاء أحد الطلبة لدى يعرض على أن أقوم برسمه، وبعد نشرها على صفحتى الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، بدأت طلبات من آخرين تأتى لى لرسمهم، من طلاب وكبار السن وبين طلبات برسم أشخاص ذوى أهمية لديهم، منهم من يطلب رسم صورة لوالدته أو والده المتوفى، أو ابنتها، ومن هنا جاءت فكرة الهاشتاج «خليك في البيت وحارسملك صورة». 
ويتابع قائلا: «أقوم برسم ما بين 10 و15 بورتريه بشكل يومي، وعلى حسب الوقت وعلى حسب السرعة، فمن الممكن أن يأخذ البورترية من 10 دقايق حتى 3 ساعات، وعلى حسب الطريقة «الاستايل» التى أقوم بالرسم بها، وعلى حسب نوع البورتريه، فهناك اسكتشات أقوم برسمها بالقلم الجاف، وأخرى أقوم بتلوينها، وذلك وفقًا لكل شخصية، فاللوحات كلها تم تصميمها وفقًا للحالة الدرامية، لاسيما إذا كان البورتريه أعرفه على المستوى الشخصي، فأقوم بإخراج روح الشخصية من خلال الرسم نفسه، وهو الشيء الذى حقق نجاحًا كبيرًا، إذ إننى وجدت البعض يقومون بتقليدي، ويقومون برسم أصدقائهم وينشرونها على الهاشتاج. 
ويضيف قائلا: «رسمت أكثر من 50 بورتريه في أول أربعة أيام من إطلاق المبادرة، ووصل العدد حتى الآن إلى أكثر من 75 بورتريه في 7 أيام، وأتطلع لرسم 300 بورتريه مع انتهاء فترة الحظر، معلقا بالقول: «ما جعلنى أكثر سعادة انطباعات الناس على رسوماتي، ومدى سعادتهم بتلك الرسومات، والفرحة التى أدخلتها على قلوبهم بعد رسمهم، خاصة الرسائل التى تأتينى ورد الفعل الإيجابى لهم وسعادتهم بما أقدمه لهم، وهو شيء لم أكن أتخيله مطلقًا، وشعرت أن موهبتى هى هدية من الله لإسعاد الآخرين، وأرى أن أوقات الأزمة والعتمة هى التى يأتى منها الفن الحقيقي، وأتمنى من الله أن أستطيع تقديم شيء يسعد الآخرين خلال تلك الأزمة التى يمر بها العالم كله. 
واستدرك: «لأول مرة أقوم بالرسم لما يقرب من الـ7 إلى 12 ساعة يوميًّا، بعدما كان الأمر يقتصر على ساعة، وهى وقت المحاضرة، واستفدت بشكل كبير من فترة العزلة، والأهم قمت بتطوير أدائى في رسم البورتريه، كما أننى أستخدم كل ما هو متاح كأقلام رصاص، أو جاف أو ألوان خشب، ولا أقوم باستخدام الأنواع المختلفة، كما أننى استخدم كل ما هو متاح من الأوراق البيضاء. 
وواصل: «أفكر بعد انتهاء فترة الحظر، أن أعمل معرضا، أضع فيه كل البورتريهات، وأسميه «خليك في البيت وحرسملك صورة» وأنتوى الاستمرار في رسم البورتريهات، وأتمنى ألا أكون الوحيد، وأن يشارك كل الفنانين في هذا المشروع، الذى يرسم البهجة على وجوه الآخرين، وهذا هو دور الفنان الحقيقي.